تشكل فترة الخريف محطة مهمة بالنسبة للحيوانات، لأنها تعرف تغيرات في نمط السلوك، ويلحظ العديد من مربي الحيوانات الأليفة الأمر، وهناك من يربطون التغيرات التي تطرأ على الحيوان بأعراض مرضية معينة، سواء تعلق الأمر بكلب أو قط أو حتى صنف من الطيور،
وتظهر هذه التغيرات بشكل أكبر على الحيوانات ذات الشعر، إذ تعاني عموما من تساقط حاد وهو ما يدفع أصحابها للسؤال عما إذا كان للانتقال الخريفي تأثير مرضي على الحيوانات الأليفة؟
يوضح الطبيب البيطري، اسكندر قيدوم بوزياني، أن تأثير الانتقال الخريفي ليس مباشرا على الحيوانات الأليفة، ولا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض، فالعملية لا تختلف كثيرا عند الحيوان عن تأثيرها على الإنسان، لأن التغير المفاجأ للجو عادة ما يكون مصحوبا بظهور الفيروسات، وفي حالة الحيوان فإنه سيكون عرضة لفيروس
«كاليفيروس»، الذي تتمثل أعراضه الرئيسية في التهاب اللثة.
ويقول الطبيب البيطري، بأن الأمر طبيعي جدا لأن الخريف يكون بيئة مناسبة لانتشار حوالي 70 بالمائة من الأمراض الفيروسية، التي منها ما يصيب الإنسان ومنها ما يؤثر على الحيوان، وفي حالة الحيوان فإن الحل الوحيد حسبه، هو التلقيح لأجل الوقاية، أي أن التدخل يكون وقائيا قبليا، لأن البيطري لا يمكنه القيام بأمور كثيرة في حالة أصيب الحيوان بفيروس قد يكون غير معروف، لهذا فمن الضروري جدا كما أوضح، أن يهتم المربي بتعزيز مناعة حيوانه الأليف قبل هذه الفترة.
ويشرح البيطري، بأنه لا توجد علاقة مباشرة بين الانتقال الخريفي وسقوط شعر الحيوانات خصوصا الكلاب والقطط، فالوضع مرتبط كما قال، بدورة حياة الشعرة التي تنتهي ثم تتجدد، فتطبع هذه الفترة زيادة في التساقط وطرح كثيف للشعر يكون ملحوظا أو مقلقا بالنسبة للمربي.
وأوضح المتحدث، أن هذه العملية فيزيولوجية وغير مخيفة، تماما مثل التساقط الناتج عن التغيرات الهرمونية التي ترفق فترة التزاوج، والتي تؤثر على طبيعة الحيوان بشكل عام، والعلاج في هذه الحالة يكون إما عن طريق السماح للحيوان المنزلي بالتزاوج أو تعقيمه.
وهناك كما أضاف، حالات مرضية قد يكون تساقط الشعر من بين أعراضها لكنها لا ترتبط بالأساس أو بشكل مباشر بتقلبات الخريف، إذ يظهر الحيوان في هذه الحالة مكتئبا ويكون شعره مكهربا نوعا ما، ولذلك يتعين على المربي عرضه على البيطري و علاجه.
ولعلاج مشكل تساقط الشعر عند الحيوان، ينصح البيطري بتحسين نوعية الغذاء المقدم له، وتعزيز الوجبات ببعض الدهون وجعلها أكثر توازنا، ويقترح على المربين الاستعانة بالقليل من زيت الزيتون مثلا، لأجل تغذية جسم الحيوان بالأوميغا3، كما يمكن حسبه أن يوفر له ما يحتاجه من الفيتامينات والألياف إما عن طريق الأكل، أو من خلال العلاجات بالفيتامينات الجاهزة، فيكون العلاج لمدة ثلاثة أشهر بمعدل جرعة كل عشرة أيام.
وحسب الطبيب البيطري، فإنه من المهم جدا الانتباه أيضا للحيوان خلال فترة التزاوج، لأنها ترتبط مباشرة بغالبية التغيرات التي تظهر عليه، وقال إنه من الخطأ السماح للحيوان في هذه الحالة بالخروج إلى الشارع لأجل التزاوج لأن ذلك يعرضه للخطر الشديد، و الأحسن كما قال إما ترتيب العملية بشكل منظم في البيت أو تعقيم الحيوان بشكل نهائي.
هدى /ط