أبدى رئيس ترجي قالمة مهدي لعفيفي، الكثير من التفاؤل بخصوص قدرة الفريق على تحقيق الهدف المسطر، والمتمثل في عودة «السرب الأسود» إلى الرابطة الثانية، حيث أكد بأن الأجواء السائدة في محيط الفريق، عشية انطلاق الموسم الجديد توحي بتوفر الظروف المواتية، لتجسيد الحلم الذي ظل يراود الأنصار لمواسم عديدة.
لعفيفي، وفي حوار خص به النصر، أوضح بأن تاريخ الترجي القالمي، يبقي الحديث عن الأهداف المسطرة منحصرا في الصعود وفقط، لأن النادي الذي كان قد أهدى الجزائر أول لقب إقليمي إبان ثورة التحرير يتواجد حاليا في الدرجة الثالثة من الهرم الكروي الوطني، ولو أنه ألح على ضرورة تضافر جهود الجميع لطي صفحة غياب الترجي عن الأضواء، وتمكينه من العودة إلى الواجهة وطنيا، بعد غياب دام ربع قرن.
rكيف هي الأجواء السائدة داخل الفريق عشية رفع الستار عن الموسم الجديد؟
أبسط ما يمكن قوله في هذا الشأن، أن بقائي على رأس النادي للموسم الثاني على التوالي تزامنا مع عهدة أولمبية جديدة، كان بنية مواصلة العمل المنجز خلال السنة الأولى من الفترة التي توليت فيها الرئاسة، لأن قيادتي للترجي كان بهدف رئيسي ينحصر في الصعود إلى الرابطة الثانية، وعليه فإن الأجواء السائدة تواكب الطموحات، وقد سعينا لتوفير الظروف الكفيلة بتحفيز اللاعبين على بذل قصارى الجهود للوصول إلى المبتغى، انطلاقا من العمل على تشكيل مجموعة منسجمة ومتناسقة، رهانها الوحيد تجسيد الصعود ميدانيا، في حين أن اللجنة المسيرة تسعى لتهيئة الظروف المناسبة، خاصة بعد الاستجابة الكبيرة التي لقيناها من لدن السلطات الولائية وكذا الأنصار، لأن الترجي لا يستحق اللعب في القسم الثالث، وأمجاده التي تمتد في أعماق تاريخ الكرة الجزائرية تحتم علينا التفكير بجدية في نفض الغبار عن الإنجاز التاريخي المحقق في ماي 1955، عند إهداء الجزائر أول لقب إقليمي، والغياب عن الوطني الثاني منذ 1999 ينصب الصعود في صدارة الأولويات.
rنفهم من هذا الكلام أنكم مصممون على ورقة الصعود، فما هي أوراقكم في هذا الرهان؟
حقيقة أن الحديث عن الصعود سابق لأوانه، لكن المعطيات الميدانية تضعنا أمام حتمية تسطير الارتقاء إلى الرابطة الثانية كهدف وحيد، رغم إدراكنا المسبق بأن المهمة لن تكون سهلة، في وجود أندية أخرى تقاسمنا نفس الطموح، ولها خبرة وتجربة في أقسام عليا، كشبيبة سكيكدة، شباب عين فكرون، وجمعية عين مليلة، بصرف النظر عن الوضعية الإدارية الحالية لكل فريق، إلا أن نوادي اتحاد الفوبور، نجم تازوقاغت، شباب بوجلبانة وجمعية عين كرشة، كانت قد انطلقت في التحضير مبكرا، الأمر الذي يفسح المجال للحديث عن الجاهزية، خاصة من الناحية البدنية في الجولات الأولى من الموسم، وفريقنا قام بتحضيرات امتدت على مدار أسبوعين فقط، مع خوض مباراة ودية وحيدة، ومع ذلك فإننا لسنا متخوفين كثيرا من هذا الجانب، لأن التربص المغلق الذي أجريناه بحمام دباغ، كان كافيا للاطمئنان نسبيا على جاهزية المجموعة لدخول غمار البطولة، دون تجاهل روح المجموعة، وما لهذا الأمر من انعكاسات على النتائج الفنية، لأن ذلك يبقى أهم سلاح نراهن عليه لتحقيق الهدف المسطر.
rوماذا عن التعداد، والتغييرات الكبيرة التي عرفها الفريق مقارنة بالموسم الماضي؟
لا يمكن إجراء مقارنة بخصوص التركيبة البشرية، لأننا خلال الموسم الفارط كنا قد سطرنا الصعود كهدف، لكن الإخفاق كان لعوامل عديدة اجتمعت، ولو أن الأمور الميدانية أظهرت بعض الأخطاء التي كنا قد ارتكبناها عند ضبط التعداد، والتي كانت بمثابة درس حاولنا استخلاص العبرة منه، لأٍن الرهان على الصعود يتطلب بناء مجموعة متلاحمة، بعيدا عن الفرديات، وهذه الجوانب كانت نقطة الارتكاز في الاستقدامات التي قمنا بها، لأننا عمدنا إلى ضم لاعبين أصحاب خبرة في مستويات أعلى، لكن مع التقيد بشرط المجموعة، وعناصر أمثال بن عثمان، بركاني، وشتاتي، براهيمي، عراس، عياد ودربال كفيلة بإعطاء الإضافة المرجوة، خاصة وأننا احتفظنا بالنواة الأساسية لتعداد الموسم المنصرم، من أبناء الفريق، الأمر الذي يكفي لرفع عارضة الطموحات عاليا، ولو أننا اصطدمنا في البداية بمشكل الامكانيات المادية عند وضع القطار على السكة، وقد طرقنا أبواب السلطات الولائية، بحثا عن مخارج، لأن الطريق طويل، ومحفوف بالعقبات، والصعود يستوجب تجنب كل المشاكل الداخلية.
حاوره: ص / فرطاس