أقصيت مولودية باتنة من منافسة كأس الجزائر على يد الجار شباب باتنة في الديربي الأوراسي الذي تميز بالاندفاع البدني والإثارة وفق تقاليد السيدة الكأس، مع كثرة التوقفات والكرات الثابتة، حيث فضل كل طرف مراقبة اللعب وانتظار أخطاء منافسه.
المباراة لم تعرف مرور التشكيلتين بمرحلة جس النبض لضيق هامش المناورة، ولو أن المولودية كانت السباقة إلى الأخذ بزمام الأمور بواسطة المرتدات والضغط على منطقة الحارس عابد الذي تصدى لكرة جابر (د5)، وهو ما أربك دفاع الكاب الذي حاول الرد عن طريق الهجمات بواسطة بركاني الذي سدد بقوة في الدقيقة (11)، ليسير على خطاه خلاف عند الدقيقة(17).
وفي الوقت الذي فضلت المولودية تنظيم صفوفها، وتحصين مواقعها الخلفية والانطلاق في هجمات كادت أن تثمر إحداها هدفا، لولا نقص الفعالية لبن عنيبة (د18)، نجح الشباب في خطف هدف السبق عن طريق بلهوشات وبتسديدة محكمة إثر تنفيذ مخالفة من بن يحي في الدقيقة (21)، ألهب به المدرجات. هدف وخز شعور أشبال قصوري الذين رموا بكامل ثقلهم في الجهة المقابلة، سعيا منهم لإعادة الأمور إلى نصابها، حيث حملوا مشعل المبادرات، وخاضوا سلسلة من المرتدات خاصة على الأطراف، بواسطة حجيج وجابر، لكنها كانت تفتقد للتركيز والدقة تزامنا مع استفادة البوبية من كرة ثابتة نفذها حجيج دون إحداث أي تغيير(د32).
تكتل «الشواية» في منطقتهم، وغلقهم كل المساحات، صعب من مهمة رفقاء حامية الذين تاهوا بين الرغبة في التهديف والخلط بين السرعة والتسرع، الأمر الذي فوت على كباري فرصة التعديل (د34)، قبل أن يتصدى الحارس عابد لقذفة بن عنيبة (د37).
ومع مرور الوقت، ارتفع الضغط النفسي للمقابلة في ظل صمود أبناء زموري، والضغط المكثف للبوبية التي كادت أن تصل إلى الشباك، لتبقى الأمور على حالها حتى نهاية الشوط الأول.
المرحلة الثانية، دخلتها المولودية بنية تدارك تأخرها من خلال الرفع من نسق الهجومات، في غياب النجاعة واللمسة الأخيرة سيما بالنسبة لبزوزة الذي خانته الفعالية(د52)، وكذا جابر(د64). وبمرور الدقائق حاول الشباب امتصاص حرارة المنافس الذي صعد من حملاته، حيث استفاد من عديد المخالفات والركنيات، قبل أن ينتعش اللعب أكثر، ولو أن الكاب أهدر فرصة سانحة لمضاعفة مكسبه بعد ارتطام كرة بركاني بالعارضة الأفقية للحارس عميري(د67).
وفي العشرين دقيقة الأخيرة من اللقاء، تبادل الطرفان الهجمات تخللتها الكثير من المخالفات من الجانبين، غير أن النتيجة ظلت على حالها حتى نهاية المواجهة بفوز الكاب وتأهل شاق، ليكرر بذلك سيناريو الموسم المنقضي.
م ـ مداني