تأهل أمس، متصدر ترتيب بطولة الرابطة المحترفة فريق شبيبة القبائل على حساب مستضيفه ترجي قالمة، في مباراة خضعت للمنطق، وكسب «الكناري» الرهان أمام منافس من قسم ما بين الجهات، لم تكفه أفضلية الأرض و الجمهور لتفجير المفاجأة، فكان تأهل أبناء جرجرة للمرة الرابعة على حساب «السرب الأسود» في رابع مواجهة بين الفريقين في تاريخ منافسة كأس الجزائر، لتتوقف مغامرة الترجي في هذه النسخة.
المقابلة التي جرت أمام مدرجات مكتظة عن آخرها بحضور جمهور قياسي، كانت انطلاقتها مسبوقة بتكريمات شملت المهاجم الدولي الشاب شياخة، وكذا اللاعب الدولي السابق عبد المالك زياية، إضافة إلى مدرب شبيبة القبائل عبد الحق بن شيخة، لتكون بعدها بداية التنافس الميداني على وقع التكافؤ النسبي، لأن كل طرف حاول التحكم في منطقة وسط الميدان، ولو أن الفوارق اتضحت مع تقدم الدقائق، لأن عناصر الشبيبة كانت الأكثر مبادرة للعمل الهجومي، وقد كان أخريب قريبا من افتتاح باب التسجيل في الدقيقة 9 لولا براعة الحارس عراس، ليرد عليه بن عثمان من جانب الترجي.
تألق الحارس القالمي عراس كان كافيا لتمديد صمود فريقه، على اعتبار أنه انقذ مرماه من هدفين محققين، خاصة وان الضيوف كثفوا من ضغطهم، في ظل تراجع عناصر الترجي الى الدفاع، وسعيهم للمحافظة على نظافة الشباك، لأن مواسة فضل تحصين الخط الخلفي بثلاثي في المحور، مقابل ترك المناورة الهجومية لرأس الحربة بن عثمان، وخلفه جلايلية، لكن دون تشكيل خطورة على مرمى الحارس حديد.
السيطرة المكثفة للزوار كللت بهدف السبق، الذي حمل توقيع بركان في الدقيقة 31، بعد نجاحه في ايداع الكرة في عمق الشباك، مستغلا سوء تعامل الحارس عراس مع كرة عرضية داخل منطقة العمليات، قبل أن ينجح نفس اللاعب (بركان) في مضاعفة النتيجة بعد 7 دقائق فقط، لأنه استغل التموقع السيء لمحور دفاع الترجي، ليهز الشباك برأسية محكمة، بعد كرة ثابتة نفذها شكال، وهي الثنائية التي انتهى عليها الشوط الأول.
المرحلة الثانية، سارت على وقع تكافؤ بين الفريقين، مع انخفاض ريتم اللعب نسبيا، لأن الضيوف اطمأنوا على التأهل بثنائية الشوط الأول، رغم أن الترجي حاول العودة في النتيجة، بالتوجه نحو الهجوم، وقد كانت أولى الفرص في الدقيقة 57 عن طريق بوفليغة، بتسديدة نحو الزاوية البعيدة، إلا أن الحارس حديد تألق في انقاذ مرماه من هدف محقق، قبل أن يضطر المدرب مواسة القيام بتغيير اضطراري، اثر الإصابة التي تعرض لها الحارس عراس، فأقحم براهيمي بديلا له، كما قام ببعض التعديلات، بمنح الفرصة للثنائي قايدي وكردوسي، بغية تفعيل القاطرة الأمامية.
محاولات «الكناري» كانت الأكثر خطورة، وقد كاد البديل بواليا أن يضيف الهدف الثالث في الدقيقة 85 برأسية جانبت إطار المرمى، رغم تواجده وحيدا أمام المرمى، في حين أنقذ معط الله فريقه من هدف التقليص، بتدخله في آخر لحظة، كما أن الحارس حديد تصدى ببراعة أمام بن عثمان، ليطلق بعدها الحكم بن يبقة صافرة النهاية بفوز منطقي للشبيبة.
ص. فرطاس
