بوتسوانا (1) ــــــ الجزائر (3)
نجح أمس، المنتخب الوطني في العودة بانتصار ثمين من فرانسيستاون، أين تخطى عقبة مستضيفه منتخب بوتسوانا، الأمر الذي مكن «الخضر» من استعادة صدارة المجموعة، مناصفة مع المنتخب الموزمبيقي، في نهاية مرحلة الذهاب من التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2026، لتبقى التشكيلة الجزائرية وفية لعادتها، وذلك بحسن التفاوض في تنقلاتها منذ انطلاق هذه المرحلة التصفوية، على اعتبار أن هذا الانتصار هو الثالث تواليا خارج أرض الوطن، مما قد يعبّد الطريق المؤهل إلى النسخة القادمة من العرس الكروي العالمي.
مباراة الأمس، والتي جرت في ظروف استثنائية بالنسبة للعناصر الوطنية، خاصة العوامل المناخية، وتأثير الصيام، سارت على وقع صراع تكتيكي بين الناخب بيتكوفيتش ونظيره راموريبولي، ولو أن «الخضر» كانوا الأفضل انتشارا فوق الميدان، وعرفوا كيف يتعاملون مع الوضعية الاستثنائية التي كانوا يتواجدون فيها، وذلك بحسن تسيير المجهود البدني، والعمل على امتصاص اندفاع المنافس صوب الهجوم، مع التوجه نحو المناورة الهجومية بالاعتماد على الرواقين.
خيارات بيتكوفيتش كانت مبنية بالأساس على ضمان التغطية الدفاعية، انطلاقا من وسط الميدان، لأن منتخب بوتسوانا كان يعتمد على سرعة كابينو على الجهة اليسرى، وكذا رأس الحربة توميسانغ، الذي صنع أول فرصة في الدقيقة الثامنة، تصدى لها قندوز، ليرد عليه غويري من جانب «الخضر».
«فيزيونومية» اللعب جعلت الصراع يحتدم في منطقة وسط الميدان، لكن الفعالية كانت لصالح النخبة الوطنية، التي تمكنت من فتح باب التسجيل في الدقيقة 43، عن طريق غويري، الذي هز الشباك برأسية محكمة، بعد عمل ممتاز قام به بوداوي، ولو أن سوء تقدير الحارس فوكو لمسار الكرة جعلها تستقر في مرماه.
ريتم المقابلة تصاعد بشكل ملحوظ مع بداية الشوط الثاني، خاصة وأن بيتكوفيتش عمد إلى القيام بتعديل طفيف في المناصب على مستوى القاطرة الأمامية، وقد نجح المنتخب الجزائري في مضاعفة النتيجة في الدقيقة 51، بواسطة عمورة، الذي طلب كرة في عمق دفاع المنتخب البوتسواني، فتلقى تمريرة ميليمترية من غويري، ترجمها إلى هدف بطريقة ذكية.
هذا «السيناريو» خلص العناصر الوطنية من الكثير من الضغوطات، وأعطاها المزيد من الثقة في النفس، وأفقد بالمقابل البوتسوانيين كامل التركيز، ولو أن بيتكوفيتش فضل تعزيز خط الوسط، والاعتماد على الانطلاقة السريعة لعمورة، لتشهد الدقيقة 70 تقليص منتخب بوتسوانا الفارق، عن طريق المدافع كوبيلانغ، بعد كرة مرتدة من الحارس قندوز، حيث أن المساعد الأول أشار في البداية إلى وضعية تسلل، لكن قرار الحكم الرئيسي أراجيغا كان باحتساب الهدف، بعد التشاور مع مساعده.
رد فعل العناصر الوطنية على هذا القرار كان قويا، وعن طريق عمورة، الذي تخلص من المراقبة من وسط الميدان، ونجح في إيداع الكرة في عمق الشباك بطريقة ذكية بعدما تلاعب بدفاع البوتسوانيين وحارسهم فوكو، وأسكن الكرة في الزاوية البعيدة من المرمى.
باقي دقائق المباراة شهدت بعض المحاولات من منتخب بوتسوانا، تصدى الحارس قندوز لإحداها، في حين كان عمورة قريبا من إثقال الفاتورة في الدقيقة 90، لولا تصدي الحارس فوكو، ليطلق الحكم التانزاني أرجيغا صافرة النهاية بفوز منطقي وثمين للتشكيلة الوطنية، التي تحدت كل العقبات أمس، وانتزعت انتصارا نصبها في صدارة المجموعة.
ص / فرطـاس
بيتكوفيتش يثبت كفاءته وتفوّقه
الخضر دون خسارة في 16 مباراة رسمية خارج الديار
أثبت المنتخب الوطني مرة أخرى أنه قوة لا يستهان بها، إذ واصل سلسلة نتائجه الإيجابية خارج أرضه، مُحافظا على سجله الخالي من الهزائم في المباريات الرسمية منذ سنوات، فبعد فوزه المستحق أمس على منتخب بوتسوانا بثلاثة أهداف مقابل هدف، رفع الخضر رصيدهم إلى 16 مباراة متتالية دون هزيمة بعيدا عن الجزائر في التصفيات الإفريقية والعالمية، في تأكيد جديد على قوة الفريق رغم التحديات المختلفة التي واجهها.
ومنذ تولي فلاديمير بيتكوفيتش قيادة المنتخب الوطني، أثبت جدارته في إدارة المباريات وتحقيق نتائج إيجابية، خاصة خارج الديار، فقد قاد الخضر في 11 مباراة، مُحققا 8 انتصارات وتعادلين، مقابل هزيمة وحيدة أمام منتخب غينيا في الجزائر، وسجل المنتخب تحت قيادته 28 هدفا، بينما استقبلت شباكه 11 هدفا، مما يعكس نجاعة هجومية مقبولة مع ضرورة مواصلة تحسين الصلابة الدفاعية.
ومن بين النقاط التي تعزز مكانة بيتكوفيتش كمدرب قادر على قيادة الخضر إلى نتائج إيجابية، هو حفاظه على سجله خال من الهزائم في المباريات التي أجريت خارج الديار، فمنذ توليه المهمة، فاز المنتخب في 5 مباريات بعيدا عن الجزائر أمام أوغندا (1-0)، ليبيريا (3-0)، طوغو (1-0)، بوتسوانا (3-1)، بينما تعادل في مباراة وحيدة أمام غينيا الاستوائية (0-0).
وليس هذا فقط، بل المنتخب لم يستقبل سوى هدف وحيد خارج ملعبه منذ قدوم بيتكوفيتش( مقابلة أمس أمام بوتسوانا)، مما يؤكد قوة التنظيم الدفاعي الذي فرضه على التشكيلة. ومع ذلك، فإن التحسن الهجومي يظل مطلوبا لضمان المزيد من الفاعلية أمام المرمى، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الكبرى.
وما يميز بيتكوفيتش أيضا عن سابقيه هو قدرته على قراءة المباريات والتعامل مع الظروف الصعبة، سواء تعلق الأمر بالغيابات المؤثرة أو العوامل المناخية القاسية التي تواجه المنتخب في أدغال إفريقيا. وبرغم تأثير الصيام على أداء اللاعبين، إلا أن المنتخب الوطني نجح في فرض نفسه، وتحقيق فوز ثمين على بوتسوانا، عزز به صدارته لمجموعته بفارق الأهداف عن منتخب موزمبيق.
وبعد الفوز الأخير، يواجه المنتخب الوطني تحديا حاسما يوم الثلاثاء المقبل، حين يستضيف منتخب موزمبيق بملعب «حسين آيت أحمد»، في لقاء سيحدد هوية متصدر المجموعة. وبالنظر إلى الأداء القوي الذي قدمه الخضر حتى الآن، فإن الجماهير الجزائرية تعلق آمالا كبيرة على استمرار سلسلة النتائج الإيجابية وحسم الصدارة لصالحهم.
ورغم المؤشرات الإيجابية التي تظهر على أداء المنتخب الوطني تحت قيادة بيتكوفيتش، إلا أن هناك بعض النقاط التي تحتاج إلى تحسين، خاصة على مستوى استغلال الفرص أمام المرمى، وضمان استقرار أكبر في خط الدفاع. ومع ذلك، فإن الحصيلة العامة حتى الآن تحت قيادة بيتكوفيتش تعتبر مشجعة، وتؤكد أن المنتخب يسير على الطريق الصحيح نحو التأهل للمونديال بثقة وثبات.
سمير. ك
في انتظار فك الشراكة مع موزمبيق
المنتخب يستعيـــــــــد صدارة الفــــــــــــــوج السابـــع
استعاد عشية أمس، المنتخب الوطني صدارة المجموعة السابعة لتصفيات مونديال 2026، بعد الفوز على منتخب بوتسوانا بملعب مدينة فرانسيس تاون بنتيجة 3 أهداف مقابل هدف وحيد.
وأصبح في رصيد المنتخب الوطني 12 نقطة، وهي نفس حصيلة منتخب موزمبيق الذي انفرد عشية الخميس بريادة الفوج السابع مستفيدا من انتصاره بثلاثية على منتخب أوغندا، قبل أن يستعيد الخضر مجددا المركز الأول في انتظار موقعة سهرة الثلاثاء عندما يلتقي المنتخبان لحساب الجولة السادسة فوق أرضية ملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو. وبعد الانتصار في بوتسوانا على منتخب «الحمير الوحشية»، حافظ الخضر على سلسلة النتائج الايجابية في تصفيات المونديال، في انتظار المواجهة الأقوى هذا الثلاثاء أمام منتخب موزمبيق بقيادة نجميه رينيلدو ماندافا مدافع أتلتيكو مدريد وجيني كاتامو مهاجم سبورتينع لشبونة.
ويملك الخضر سهرة هذا الثلاثاء، فرصة جيدة للانفراد بالمركز الريادي شريطة التفوق على منتخب «الأفاعي السوداء»، وهي النتيجة التي ستجعل دون شك أشبال الناخب الوطني بيتكوفيتش يضعون قدما في درب نيل تأشيرة المونديال.
كريم - ك
يتواجدان في "فورمة" عالية
ثنائية غويري – عمورة «سلاح بيتكوفيتش» الجديد
أثبتت ثنائية محمد أمين عمورة وأمين غويري نجاعتها، بعد المساهمة في الفوز المحقق أمام منتخب بوتسوانا (1/3)، أين نجح ابن مدينة جيجل في توقيع ثنائية، في الوقت الذي افتتح غويري مجال التهديف في (د43)، وهو ما يؤكد كسب الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش رهانه عليهما، و تفضيلهما على كل من
بن رحمة وبلايلي.
وخاض غويري 13 مقابلة مع المنتخب الوطني منذ انضمامه إليه يوم 12 أكتوبر 2023، ونجح في تسجيل 6 أهداف كلها مع المدرب فلاديمير بيتكوفيتش الذي تحول معه مهاجم أولمبيك مارسيليا إلى الرقم واحد في الخط الأمامي، حيث وقع غويري دون احتساب هدفه أمس في مرمى بوتسوانا، خمسة أهداف في مباريات رسمية، بمعدل هدف في مرمى كل من ليبيريا وطوغو وليبيريا وغينيا الاستوائية، كما وقع هدفا في مرمى بوليفيا وديا، وذلك خلال دورة الفيفا التي احتضنتها الجزائر شهر مارس 2024.
ويتواجد غويري في فورمة عالية سواء مع المنتخب الوطني أو ناديه الجديد أولمبيك مارسيليا الذي وظفه في منصب قلب هجوم صريح، مانحا خدمة للمدرب الوطني بيتكوفيتش الذي يراهن على خريج أكاديمية نادي ليون، من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة، مع الإشارة إلى أنه بصم أمس على ثالث تمريرة حاسمة مع الخضر.
من جهته، أكد عمورة أنه أفضل مهاجمي المنتخب الوطني في الوقت الراهن، بعد رفعه رصيده إلى 10 أهداف، ونجاحه في توقيع ثاني ثنائية خارج الديار، بعد ثنائيته في مرمى أوغندا، علما وأنه سجل أمس أول هدفين في تصفيات المونديال، بمناسبة لقاء بوتسوانا، في الوقت الذي وقع خمسة أهداف في تصفيات الكان أمام كل من ليبيريا و الطوغو وتنزانيا وأوغندا (ثنائية)، إلى جانب ثلاثة أهداف في الوديات أمام إيران والرأس الأخضر وبورندي.
وما يتوجب الإشارة إليه، هو أن عمورة عكس تألقه مع نادي فولفسبورغ إلى المنتخب الوطني، بل أكثر من ذلك فقد تطور كثيرا على الصعيدين الفني والتكتيكي، حيث بات أكثر نضجا ويعرف كيفية تسيير المجهود البدني، بدليل أنه نصب نفسه أمس رجل المباراة دون منازع، بفعل تحركاته التي أقلق بها دفاع المنافس، والهدفين المسجلين بكيفية جميلة، إن دلت على شيء إنما تدل على إمكاناته الكبيرة، على اعتبار أن الهدفين جاء عن طريق عمل فردي، وبعد طلب الكرة في العمق، ثم إنهاء الهجمة بكيفية جميلة، كما أن ابن مدينة جيجل كان قريبا من إضافة أكثر من هدف.
حمزة.س