كتب إتحاد تبسة أمس صفحة جديدة في تاريخه، ببلوغه لأول مرة ربع نهائي الكأس، على حساب اتحاد الحراش، في عرس كروي كان باللونين الأصفر والأسود، ليدخل بذلك العلمي دواوي وزملاؤه السجل الذهبي للكرة التبسية، على اعتبار أن الإتحاد حقق أفضل إنجاز منذ تأسيسه قبل 80 سنة، ما فجر فرحة عارمة في شوارع المدينة.
بداية اللقاء كانت متكافئة دون تسجيل فرص من الجانبين، رغم أن الزوار كانوا أكثر ثقة بالنفس، وحاولوا فرض ريتمهم، وكاد المخضرم يونس يهز الشباك (د9)، بعد انفراده بالحارس براهيمي، الذي أنقذت براعته "التبسية" من هدف مبكر.
رغبة الكناري في تفجير مفاجأة، جعلت المدرب بلعرج يعتمد بعض الخيارات التكتيكية، بفرض رقابة لصيقة على صانع الألعاب آيت واعمر من طرف بوعلي، فضلا عن التجمع بأكبر عدد في الوسط، والمراهنة على خبرة دوادي وبن عرفة، وسرعة عنتري في المرتدات، ما كلل بضربة جزاء (د20)، إثر عرقلة عنتري من قبل المدافع بوشريط داخل المنطقة، نجح في تجسيدها دوادي، مفجرا فرحة عارمة بالمدرجات.
رد الضيوف كان قويا وسريعا، وكانت التمريرات في العمق بمثابة المفتاح، إذ مرر يونس كرة على طبق لزميله بوقاش، لكن يقظة براهيمي فوتت على الحراش فرصة التعديل، لتكون (د30) منعرج المقابلة، بإشهار الحكم عاشوري البطاقة الحمراء في وجه بوشريط بعد تلقيه الإنذار الثاني، لتزداد أوضاع الحراش تعقيدا، حيث دفع الضغط النفسي بالمدرب شارف ولاعبيه للاحتجاج كثيرا على الحكم المساعد الأول، في العديد من المناسبات.
هذا النقص أجبر شارف على إعادة يونس إلى الوسط ، وآيت واعمر إلى الدفاع، وبوقاش في الهجوم، لكن إرادة "التبسية" كادت أن تثقل فاتورة الزوار، لولا تصدي الحارس شعال لكرة عنتري (د43) ببراعة.
الشوط الثاني عرف تراجع المحليين إلى الدفاع، ما فسح المجال للحراش لإحكام سيطرته، لكن غياب النجاعة حال دون ذلك، ولو أن الحارس براهيمي كان بمثابة الجدار الذي تحطمت عنده كل المحاولات، حيث شهدت الدقيقة 59 تألقه، بإخراج كرة بوقاش من على خط المرمى.
ومع مرور الدقائق فقد الزوار التركيز، بينما كسبت عناصر "الكناري" المزيد من الثقة، لتتغلب على الإرهاق، وكاد عنتري يضاعف النتيجة (د64)، لتعطي صافرة الحكم عاشوري إشارة انطلاق أفراح "التبسية". ص / فرطاس
