تعود ظهيرة اليوم، عجلة بطولة الجهوي الأول لرابطة قسنطينة إلى الدوران، بعد توقف اضطراري فرضته جائحة كورونا، ودام 20 شهرا، الأمر الذي يجعل المعطيات الأولية للموسم الجديد مبهمة، على إعتبار أن أغلب الفرق المعنية بتنشيط هذه المنافسة ظلت بعيدة عن النشاط طيلة فترة التوقف، وهو عامل له انعكاسات كثيرة على وضعية النوادي، لأن عودة اللاعبين إلى أجواء المباريات الرسمية لن تكون بسهولة.
استئناف بطولة الجهوي الأول تأتي في ظروف استثنائية، لأن تلقي الضوء الأخضر بعودة الحرارة إلى الملاعب في الأقسام السفلى يبقي إجراءات "البورتوكول" الصحي قائمة، للحيلولة دون تفشي فيروس كورونا، وعليه فإن المباريات ستجرى أمام مدرجات شاغرة، جراء ترسيم قرار منع دخول الأنصار، في الوقت الذي اصطدمت فيه الفرق بالتدابير الصحية المتعلقة بالتحاليل الخاصة بفيروس "كوفيد 19"، لأن هذا الإجراء منصوص عليه في المخطط الوقائي المعتمد من طرف اللجنة الطبية الفيدرالية، لكن عدم توفر أندية الجهوي على الإمكانيات المادية التي تسمح لها بضمان إجراء التحاليل بصورة دورية ومنتظمة قبل كل لقاء كان وراء اتخاذ قرار اعتماد الجواز الصحي بديلا للتحاليل.
على صعيد آخر، فإن الموسم الأبيض الذي قضته النوادي كنتيجة حتمية للوضعية الوبائية، جعلت الرابطات الجهوية تلجأ إلى تطبيق نمط استثنائي للتكيف مع معطيات المنافسة، لأن عدد الفرق تجاوز ال 20 في الجهوي الأول، مما أبقى نظام "التفويج" الخيار الحتمي، وذلك بتقسيم الأندية على فوجين، يتشكل كل واحد من 11 فريقا، وهو ما سيقابله صعود بطل كل مجموعة مباشرة إلى قسم ما بين الرابطات، سيما بعد إصرار رئيس الفاف شرف الدين عمارة على ضرورة تفادي برمجة مباريات "السد" لتحديد أبطال الرابطات الجهوية، لكن الإشكال بالموازاة مع ذلك يكمن في ارتفاع "كوطة" السقوط، لأن المكتب الفيدرالي ألح في اجتماعه الأخير على ضرورة العودة إلى التركيبة "الكلاسيكية" لكل المجموعات، وفي مختلف المستويات والأقسام، من خلال عدم تجاوز عدد الفرق في كل فوج 16 ناديا، وعليه فإن السقوط من الجهوي الأول سيكون المصير الحتمي لسبعة فرق على أقل تقدير، مع ارتفاع هذه الحصة بحسب عدد النازلين من إقليم كل رابطة جهوية من قسم ما بين الجهات، و"الكوطة" قد تصل إلى 14 فريقا في رابطة قسنطينة، وهو ما يمثل ثلثي التركيبة الإجمالية لهذا القسم بمجموعتيه، ولو أن هذا الاحتمال جد مستبعد، لأنه مقترن بسقوط 7 أندية تابعة لرابطة قسنطينة الجهوية من القسم الأعلى.
النسخة الاستثنائية لهذا الموسم، ستعرف تواجد ضيفين جديدين، وهما اتحاد الرواشد ووداد زيغود يوسف، بعد صعودهما من الجهوي الثاني، إضافة إلى 4 أندية أخرى كان قد تجرعت مرارة السقوط من قسم ما بين الرابطات، ويتعلق الأمر بكل من وفاق القل، شباب الميلية والملعب السطايفي، والتي كانت قد قضت موسما أبيض، بينما تجرع شباب بئر العرش مرارة النزول منذ 5 أشهر، وهي مخلفات رافقت قرار الفاف القاضي بإلغاء السقوط من الجهوي عند توقيف المنافسة في مارس 2020، مما أدى إلى ارتفاع تركيبة القسم من 16 إلى 22 فريقا.
على صعيد آخر فإن ميزة جولة رفع الستار تكمن في طابع "الديربي" الذي تكتسيه أغلب المقابلات، إنطلاقا من اللقاء المحلي الذي سيجمع وفاق عباس و"الوازي"، مرورا بالمباراة التي سيستقبل فيها وفاق القل الجار ممرات سكيكدة، وصولا إلى الإثارة الكبيرة في مواجهات الفوج الثاني، خاصة "ديربي" ولاية ميلة بين ترجي تاجنانت واتحاد الرواشد، وكذا "ديربي" ولاية سطيف، والذي سينشطه شباب حمام السخنة وشباب بئر العرش، مما يبقي باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، وعنصر المفاجأة وارد، في ظل التباين في تحضيرات الأندية. ص / فرطاس
