ارتفع عدد التمثيل لولاية باتنة في مختلف البطولات للموسم القادم الخاصة بالهواة، انطلاقا من الجهوي الثاني، وصولا إلى الرابطة الثانية، إلى 18 فريقا سيدخلون أجواء المنافسة بطموحات متباينة، بعد موسم تأرجح بين الضعيف والمخيب في ظل فشل الكثير منهم عن تجسيد تطلعات الأنصار وبلوغ الأهداف المسطرة، اللهم فريقين صغيرين نجحا في خطف الأضواء، ويتعلق الأمر بكل من نادي براعم باتنة، الذي توج بلقب القسم الشرفي والعبور إلى الجهوي الثاني، وترجي بارك أفوراج الذي التحق بحظيرة الجهوي الأول، عقب مشوار مميز في القسم الثاني.
وبالنظر إلى هذه المعطيات، فإن تحديات كبيرة تنتظر ممثلي الولاية الخامسة الذين يكونون قد استوعبوا الدروس وتخلصوا من سلبيات الماضي، على أمل الظهور بوجه لائق في شتى المنافسات للموسم المقبل وتشكيل قوة ضاربة، ومن ثمة الخروج من دائرة الظل في انتظار ترتيب شؤونهم الداخلية، تزامنا مع انطلاق العهدة الأولمبية الجديدة التي قد تعطي نفسا جديدا للكرة الباتنية بوجود كفاءات وقيادات تسيير أخرى.
وإذا كان ترجي بارك أفوراج قد نجح في حفظ ماء وجه الكرة بالولاية من خلال اعتلائه منصة التتويج للجهوي الثاني للموسم المنقضي، بغض النظر عن نادي البراعم المتوج بلقب القسم الشرفي، فإن البقية يجمعون على ضرورة وضع هذا الموسم في طي النسيان، والتطلع لتحقيق القفزة النوعية في قادم الاستحقاقات، في مقدمتهم قطبي عاصمة الأوراس.
المواسم تمر وتتشابه للبوبية والكاب
ما هو أكيد، أن أكبر الخاسرين في الموسم الماضي، هما شباب ومولودية باتنة اللذين جرا أذيال الخيبة ولم يكن بوسعهما إسعاد أنصارهما رغم الآمال التي كانت معلقة عليهما للعودة إلى الواجهة، واستعادة أمجاد الكرة الباتنية، ما يجعل المواسم تمر وتتشابه في حصادها للفريقين وسط حالة من الحسرة.
ورغم أن البوبية، أنهت مشوارها ضمن الرابطة الثانية في مركز الوصافة خلف البطل اولمبي أقبو، إلا أن ذلك لم يشفع لها بتجنب الانتقادات والغضب الجماهيري، ليتأجل مرة أخرى صعودها، شأنها في ذلك شأن جارها الكاب الذي خانته المشاكل الداخلية والانقسامات، الأمر الذي يستوجب في نظر الجمهور الرياضي المحلي، التفكير من الآن في متطلبات الموسم الجديد، ليكون بمثابة ولادة جديدة للفريقين بأفكار وتصورات مغايرة عن سالف الأعوام.
الأزمة المالية القاسم المشترك بين جميع الأندية
يخشى المتتبعون للشأن الرياضي بالولاية تفاقم معاناة أندية ولاية باتنة، خاصة من الناحية المالية التي أضحت القاسم المشترك بين الجميع، حيث أن الفرق ال18 التي ستمثل الولاية الموسم القادم في مختلف البطولات، سبق لها وأن دقت ناقوس الخطر في ظل غياب المرافقة المالية الضرورية، الأمر الذي قد يقف كحجر عثرة أمام طموحاتها. وهو حال الرباعي الناشط في بطولة ما بين الجهات، نجم بوعقال وشباب عين ياقوت، ومولودية وأمل بريكة، حيث أن جميعهم ظل يصارع الموسم الماضي من أجل ضمان البقاء الذي لم يتحقق سوى في الأنفاس الأخيرة من البطولة، ناهيك عن التهديدات المتواصلة بالانسحاب.
كما أن الفرق الثلاثة التابعة للجهوي الأول، والمتمثلة في أمل مروانة وترجي أريس والصاعد الجديد ترجي بارك أفوراج، حتى وإن تطمح لجعل الموسم الجديد محطة للإقلاع خاصة بالنسبة للصفراء التي ما زالت تبحث عن نفسها وكذا الترجي الذي ظهر في أسوأ أحواله في النسخة الماضية من البطولة، إلا أنها تعي ما ينتظرها من رهانات أمام متاعبها.
من جهة أخرى، ستسعى الأندية التسعة الناشطة في الجهوي الثاني، وهي اتحاد نقاوس ومولودية وادي الشعبة وشبيبة عين التوتة ووداد الزمالة ونجم ثنية العابد وشباب بريكة ونجم وادي الماء وجامعة باتنة ونادي البراعم، لفرض وجودها وتسلق الأقسام دون الاكتفاء بلعب الأدوار الثانوية. م ـ مداني
