سارعت إدارة ترجي قالمة إلى تشكيل طاقم فني مؤقت يتشكل من مدرب الأواسط هشام قارة، المحضر البدني رضوان بن خريف ومدرب الحراس منير عايش للإشراف على تدريبات الفريق إلى حين الفصل في مستقبل العارضة الفنية، وتعيين خليفة طارق رداف، ولو أن الرئيس مهدي لعفيفي أبدى إصرارا كبيرا على لعب ورقة كمال مواسة، باعتباره ابن المدينة، و"السرب الأسود" بحاجة ماسة إلى خدماته، في ظل وجود مشروع رياضي، الهدف الرئيسي فيه العودة إلى الرابطة الثانية بعد غياب دام ربع قرن.
هذه التطورات كانت على خلفية الطلاق الذي حصل أول أمس، بين الإدارة والمدرب رداف، حيث أن المكتب المسير أشار في بيان له عبر الصفحة الرسمية للنادي إلى أن الأمر نتج عن فسخ عقد بالتراضي، بينما أكد رداف في اتصال مع النصر بأنه استقال بمحض إرادته، وأنه لم يتحدث مع الرئيس لعفيفي إطلاقا في هذه القضية، بل أنني ـ كما قال ـ « أشعرت الأمين العام بقرار انسحابي، وذلك بسبب الظروف التي يمر بها الفريق، والتي لا تسمح بالعمل من أجل تجسيد الهدف المنشود».
من الجهة المقابلة، أكد رئيس النادي مهدي لعفيفي للنصر، بأن التعامل مع قضية المدرب رداف، كان بالبحث عن حل «وسط»، دون الخوض في دواعي الطلاق الذي حصل، واستطرد قائلا: «علاقتنا بهذا المدرب تعود إلى الموسم الفارط، لما استقدمناه للإشراف على الترجي في مرحلة الإياب، والعمل الذي قام به في تلك الفترة كان المعيار الذي استندنا عليه لاتخاذ قرار تجديد الثقة فيه مع بداية الموسم الجاري، لكن الأمور الميدانية لم تسر وفق ما كنا نراهن عليه، وحصد 9 نقاط في 5 جولات جعل الأنصار يصعدون من غضبهم على الفريق، تعبيرا عن عدم اقتناعهم بالنتائج المسجلة، لأننا ضيعنا بعض النقاط التي كانت في المتناول، وهي في غاية الأهمية، فكان التعادل الأخير بزيغود يوسف كافيا لاتخاذ القرار، بصرف النظر عن تفاصيله، إما بالتراضي أو استقالة، أو حتى إقالة، والمؤكد أن علاقة الفريق بالمدرب رداف انتهت، وقد نوهنا بالعمل الذي قام به طيلة الفترة التي قضاها معنا».
إلى ذلك، كشف لعفيفي عن نواياه الجادة في استقدام كمال مواسة، وقال في هذا الشأن: «مواسة اعتاد على العمل في مستويات أعلى مع أندية من الرابطتين الأولى والثانية، لكننا نصر على إقناعه بخوض مغامرة «استثنائية» في قسم ما بين الرابطات، لأنه ابن المدينة، ولم يتردد لحظة واحدة في تقديم يد المساعدة للفريق، ونحن هذه المرة سنطلب منه قيادة الترجي، مادام هدفنا المسطر يبقى منحصرا في الصعود، وقد نصبنا هذا الهدف في خانة المشروع الرياضي الذي يستوجب وقوف كل أبناء الولاية إلى جانب النادي، وهذا الأمر سيكون الوتر الذي سنلعب عليه في محادثاتنا مع مواسة».
وأكد محدثنا في سياق متصل، أنه كان قد تحدث مع مواسة في بداية الموسم بخصوص الفريق، من باب الاستشارة فقط، فأبدى اقتناعه بالتركيبة البشرية، وأعرب عن تفاؤله بالقدرة على تجسيد الهدف، مما دفعنا ـ على حد تصريحه ـ « إلى الاستثمار في هذا التفاؤل وتقديم عرض له لقيادة الفريق، خاصة وأن الوضعية الراهنة كشفت بأن المجموعة بحاجة إلى تنظيم أكثر، لخلق تلاحم فيما بينها».
على صعيد آخر، فقد تم تكليف اللاعب السابق هشام قارة بالتنسيق مع المحضر البدني رضوان بن خريف، وكذا مدرب الحراس منير عايش، بقيادة «السرب الأسود» في مباراة
عين كرشة، في انتظار رد مواسة، وهو الذي سبق له الإشراف على الترجي لفترة طويلة، لكن آخر مغامرة له كانت في سنة 1997.
ص / فرطــاس