حققت أمس، مولودية باتنة فوزا مهما، بعد مشقة كبيرة على حساب ضيفها اتحاد عنابة، في مباراة تميزت بالاندفاع البدني والحيطة والحذر، ولو أن المحليين عمدوا منذ البداية إلى حمل المشعل وصنع اللعب أمام منافس اعتمد على الكثافة العددية في وسط الميدان، ما جعل أصحاب الأرض يجدون صعوبات كبيرة في إيجاد الثغرة المؤدية إلى شباك بوضياف الذي تصدى لكرة بوخنشوش (د4)، ثم قذفة كباري (د6)، قبل أن يتلقى هدفا حمل توقيع حجيج لقمان عن طريق ضربة جزاء، استفاد منها فريقه بعد لمس المدافع طويل الكرة بيده في منطقة العمليات (د9). هدف وخز شعور الزوار، وكان بمثابة إنذار لهم ولو أنهم لم يفقدوا الثقة في النفس، فحاولوا الرد بواسطة المرتدات عن طريق شايبي وسماحي ولعريبي، غير أنها لم تشكل خطرا حقيقيا على مرمى البوبية، ولم تستغل بالشكل الضروري.
وفي المقابل، فضل المحليون تنظيم صفوفهم، وتحصين مواقعهم الخلفية، للحفاظ على مكسبهم، مع الانطلاق في هجمات كادت أن تثمر، لولا نقص التركيز لدى زمورة في الدقيقة (18)، بعد أن كان في وضعية ملائمة، وكذا بوخنشوش الذي أهدر فرصة سانحة للتهديف، بتسديدة قوية (د25).
الضيوف، حتى وإن حاولوا إعادة الأمور إلى نصابها، من خلال نقل الكرة إلى المعسكر المقابل، والحد من حرارة أشبال عمران، إلا أنهم عجزوا عن إبراز قدراتهم، بفعل غياب النجاعة الهجومية، ما تجسده فرصة معاوي عند الدقيقة (29) بقذفة قوية، تصدى لها الحارس عميري، وأخرى لسماحي، بتسديدة مرت جانبية على المرمى (د32)، قبل أن يضيع زمورة، إمكانية إضافة الهدف الثاني لفريقه (د39).
وفي الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، صعد الزوار من محاولاتهم التي كثيرا ما أربكت الدفاع الباتني، غير أنه لا نمديل بقذفة قوية (د42)، ولا شايبي بمحاولة فردية (د44)، تمكنا من الوصول إلى شباك عميري.
المرحلة الثانية، دخلها أبناء عزيز عباس بعزيمة كبيرة لتدارك تأخرهم، بعد أن تحركت أكثر آلتهم الهجومية، خاصة عقب دخول تونكتي وعبو، حيث فرضوا ضغطا على منطقة الحارس عميري في غياب التركيز، والرزانة إلى جانب اللمسة الأخيرة، ما جعل شايبي (د50) والبديل عبو(د58)، يفوتان على فريقهما فرصة التعديل.
بعدها انتعش اللعب من جانب الباتنيين الذين رفعوا من نسق الهجومات، وحملوا مشعل المبادرات، حيث صعدوا من حملاتهم، ما سمح لبن طوشة بتوجيه قذفة قوية مرت جانبية (د69)، لترتفع درجة الضغط النفسي للمباراة سيما للمحليين، الذين تحملوا عبء اللعب في العشرين دقيقة الأخيرة من المقابلة، إلى درجة أن الحارس عميري استعمل كل براعته للتصدي لكرة لعريبي (د81)، لتبقى الأمور على حالها رغم السيطرة المطلقة للعنابيين، والتي قابلها صمود منافسهم الذي أهدر فرصتين عن طريق البديل المستقدم الجديد بولبينة (د84 و 87)، إلى غاية نهاية اللقاء بفوز ثمين وصعب للمولودية.
م ـ مداني
