طفت إلى السطح مع نهاية الأسبوع الأخير، ظاهرة حركة وتنقل المدربين على مستوى أندية الرابطة المحترفة، بعد المشاكل التي حدثت ببيت النادي الرياضي القسنطيني وتهديد المدرب خير الدين مضوي بالمغادرة قبل احتواء مسؤولي الشركة الرياضية لفريق السنافر الوضع بدعم التقني السطايفي والتعهد بتوفير كل متطلبات النجاح في عمله، ثم بروز مؤشرات عن أزمة فنية يواجهها شباب بلوزداد، بدأت بغياب المدرب عبد القادر عمراني عن مواجهة نادي بارادو، ثم إعلان مغادرته النادي من خلال بيان نشرته إدارة النادي العاصمي في ساعة متأخرة
من ليلة السبت.
وبانسحاب المدرب عبد القادر عمراني من العارضة الفنية لنادي شباب بلوزداد، المتأثر بخروجه من دور مجموعات رابطة الأبطال الإفريقية، يصل عدد الطواقم المغيرة مع نهاية النصف الأول من الموسم (أندية لم تستكمل بعد رزنامة مرحلة الذهاب)، إلى 17 طاقما، وهو رقم كبير في بطولة سمتها الأولى «الاحتراف»، غير أن الأدهى والأمّر عند تفحص وقراءة هذه الأرقام والإحصائيات التي لم تعد تثير الغرابة على مستوى أنديتنا، هو تبيان لجوء فرق إلى تغيير الكادر الفني أكثر من مرة، في شاكلة الصاعد الجديد أولمبيك آقبو واتحاد بسكرة ومولودية وهران وترجي مستغانم وشباب بلوزداد، في سلوكات تؤشر على عدم مراعاة جانب الاستقرار البتة، وعدم احترام من منحوا أدوارا مهمة في منظومتنا الكروية لهذا العامل!
ووسط هذه العتمة، تبقى ثلاث أندية تصنع الاستثناء بحفاظها على نفس التركيبة التي بدأت بها الموسم، وهي فرق شباب قسنطينة (مضوي)، اتحاد الجزائر (نبيل معلول) وجمعية الشلف (سمير زاوي)، والقاسم المشترك بين الفرق المذكورة يشير إلى ثبات النتائج، بدرجات متفاوتة، فالتونسي نبيل معلول رغم الغضب الذي طاله بعد خسارة الديربي عشية الجمعة أمام الغريم مولودية الجزائر، قاد سوسطارة بامتياز إلى بلوغ ربع نهائي كأس الكونفدرالية، وهو تقريبا ما صنعه خير الدين مضوي مع النادي الرياضي القسنطيني رغم بعض المؤاخذات ومنها تضييع 9 نقاط في مباريات الديار آخرها الخسارة أمام مولودية البيض، أما سمير زاوي، فقد كان في مستوى ثقة ودعم مسؤولي جمعية الشلف، فرد الجميل بجني 15 نقطة في النصف الثاني من مرحلة الذهاب، مقابل 5 نقاط فقط ومن دون انتصار في أول سبع جولات (سجل فيها خط هجوم الجمعية هدفا وحيدا، كان في مرمى اتحاد خنشلة عن طريق ضربة جزاء نفذها بورديم).
اللجوء إلى تنحية الأطقم الفنية، لطالما شكل ظاهرة مرضية، رفض من تولوا تسيير الفرق الاعتراف بخطأ الوقوع فيها، لكن الملاحظ أن العقد الأخير المرتبط بولوج عالم الاحتراف، شهد تغييرات في تفسير الظاهرة، فبينما كان «الحرس القديم» من المسؤولين وحفاظا على مراكزهم، يضحون بالمدربين عند تدني النتائج لامتصاص غضب المحبين، بات اليوم مستقبل المدرب وطاقمه مسنودا لذات السبب ولحسابات أخرى تلوكها الألسن بعيدا عن الجانب الرسمي ومتعلقة بصفقات فترات الانتقالات وما تدرها من عوائد تصب في أرصدة «مستشاري الظل».
كريم – ك