أنصار إتحاد عنابة يحملون اللاعبين و الإدارة مسؤولية الفشل في الصعود
صب المئات من أنصار إتحاد عنابة جام غضبهم على اللاعبين، الطاقم الفني والمكتب المسير، مباشرة بعد إطلاق الحكم عاشوري صافرة نهاية مباراة الطلبة بالمستضيف أمل مروانة.وقد حاولت مجموعة من المناصرين الغاضبين إقتحام غرف تغيير الملابس للإعتداء على بعض العناصر، إلا أن التدخل السريع لعناصر الأمن، مكنها من التحكم في الوضع، مع أخذ جملة من الإحتياطات، منها إرغام كل مشجعي إتحاد عنابة على مغادرة مروانة عبر الطريق المؤدي إلى سطيف، بينما تم توجيه الحافلة التي كانت تقل التشكيلة إلى عين مليلة، لتفادي الاعتداء على اللاعبين.
هذا وقد ألقى الأنصار الغاضبون المسؤولية في الإخفاق على الإدارة برئاسة محمد الهادي كروم، انطلاقا من عملية الاستقدام، والتي مست الكثير من العناصر من خارج الولاية، مرورا بالعجز عن التعامل مع الظروف الإستثنائية التي مر بها الفريق، خاصة في الشق المالي، وعدم القدرة على تسديد مستحقات اللاعبين وتحفيزهم، بحجة عدم توفر السيولة المالية، وصولا إلى الجانب الإداري الذي كان حسبهم «سببا رئيسيا في تضييع الصعود، بعد حرمان إتحاد عنابة من نقطتين على البساط في لقاء شباب حي موسى، لأن محتوى ورقة المقابلة يمنح الفوز على البساط لأبناء بونة، لكن الرابطة قررت في البداية اعتماد خسارة الفريقين، قبل أن تقرر الفاف إعادة برمجة المباراة».
أنصار الطلبة الذين تجمعوا بأعداد غفيرة مساء أول أمس عند مخرج مدينة مروانة، طالبوا الرئيس كروم بالدفاع عن حقوق فريقه بخصوص القضية التي كان قد أثارها، والمتعلقة بمحاولة إرشاء الحارس رابح كحول من طرف أشخاص محسوبين على إتحاد بسكرة، سيما وأن كروم كان قد صرح بأنه يتوفر على الأدلة المادية القاطعة التي تدين مسيرين من الفريق البسكري، لأن القوانين واضحة والعقوبات صارمة في حق كل من يحاول التورط في ترتيب نتيجة مباراة.
على صعيد آخر وجه الأنصار أصابع الإتهام للمدرب نذير لكناوي، وصنفوه في خانة المسؤول الأكبر عن عملية الإستقدامات، وذلك بجلبه لاعبين من خارج مدينة عنابة، فضلا عن انتقاده في قضية الخيارات التكتيكية، وعدم اعتماده على نواة أساسية من التشكيلة في جميع المباريات، فضلا عن عدم القدرة على تسيير الفريق، تحت الضغط في النصف الثاني من البطولة.
وانطلاقا من هذه الوضعية فقد عمد أغلب اللاعبين إلى تفادي العودة إلى عنابة، حيث افترقت الأغلبية بمجرد مغادرة ولاية باتنة، وبقي على متن الحافلة اللاعبون الذين يقيمون بمدينة عنابة، وهذا لتجنب أي رد فعل سلبي، من طرف الأنصار الذين كانوا في قمة الغضب، لأن المغامرة انتهت، وحلم الصعود تبخر قبل جولة من نهاية المشوار. في الجهة المقابلة أكد المدرب نذير لكناوي في إتصال مع النصر، بأن الفشل في تحقيق الصعود يمكن تعليقه على عدة عوامل، لكن نتيجة مباراة مروانة- كما استطرد- « كانت بمثابة الحلقة الأخيرة من مسلسل بدأ في مرحلة الإياب، لأننا عشنا ظروفا استثنائية، وبقاؤنا في الصدارة كان ثمرة تضحيات اللاعبين، وكذا الدعم المتواصل للأنصار، على اعتبار أن ظروف الإتحاد لم تكن تسمح بلعب أدوار طلائعية».
لكناوي أشار في معرض حديثه إلى أنه لا يتهرب من المسؤولية: «نشر الغسيل أصبح ضرورة حتمية، لتوضيح الرؤية أكثر حول الظروف التي كنا نعمل فيها، لأن اللاعبين لم يتحصلوا إلى حد الآن على علاوات 6 مباريات، والجميع على دراية بهذه القضية، لكنهم يتجاهلون انعكاسات ذلك على الجانب البسيكولوجي للتشكيلة، فضلا عن مشاكل أخرى تتعلق بالتسيير، وعدم القدرة على احتواء أزمات داخلية كانت قد طفت على السطح، بمجرد انتهاء مرحلة الذهاب».
وخلص مدرب الطلبة إلى القول بأن التعادل في مروانة كان بمثابة نقطة النهاية للمغامرة: «وجدنا أمامنا منافسا رفض اللعب، واكتفى بالتجمع كلية في الدفاع، مادامت نتيجة التعادل تخدم مصلحة إتحاد بسكرة، ولو أنني كمدرب لا ألوم لاعبي ومسيري فريق مروانة، كونهم احترموا أخلاقيات الرياضة ولعبوا بنزاهة، لكن الإشكال يكمن في نشاط الكواليس الذي كنا أكبر ضحاياه في مرحلة الإياب، لأننا كنا مستهدفين من طرف باقي المنافسين، مقابل نجاح البساكرة في العودة بانتصارات من خارج الديار، لتكون عواقب هذه المخططات تنازلنا عن ورقة الصعود لفريق كنا نتقدم عليه بـ 7 نقاط في نهاية مرحلة الذهاب، فخطف منا التأشيرة في منعرج حاسم من الموسم».
ص / فرطـــاس