كتب نصر الفجوج صفحة جديدة في تاريخه، بتأهله إلى ثمن النهائي لأول مرة منذ تأسيسه، وذلك بتخطيه عقبة الجار إتحاد عنابة، في ديربي وفى بكل وعوده، سواء فوق المستطيل الأخضر أو بالمدرجات، بتواجد ما لا يقل عن 25 ألف متفرج من أنصار الفريقين، ولو أن النصرية كانت الأفضل طيلة 120 دقيقة، وكانت قادرة على حسم الأمور في الوقت الرسمي للمباراة، لكن الحظ ابتسم لها في ركلات الترجيح، لتنفجر فرحة هيستيرية في ولاية قالمة، بتواجد ممثل عنها في ثمن النهائي، وهو أصغر سفير فيما تبقى من مشوار الكأس.
المقابلة كانت متكافئة في الشوط الأول، لأن إتحاد عنابة لم يظهر بالمردود الذي كان منتظرا، وهذا أمام الإرادة الكبيرة التي تسلحت بها العناصر الشابة لنصر الفجوج، إذ أن عامل الخبرة لم يتضح ميدانيا، وسيطرة أصحاب الدار على مجريات اللعب، كانت طفيفة في النصف الأول من عمر اللقاء، من خلال النجاح في التحكم في وسط الميدان، بفضل المايسترو مهدي فرشيشي وكذا بيلوطة، في حين اعتمد مدرب الطلبة على طريقة دفاعية، والاعتماد على المرتدات التي لم تزعج كثيرا الحارس متلاغي.معطيات المباراة تغيرت نسبيا في الشوط الثاني، لأن لمسة مدرب غازي اتضحت، من خلال الخيارات التكتيكية التي راهن عليها، خاصة بعد إقحام عمايرية، الذي أعطى بدخوله دعما كبيرا لخط وسط الميدان، ولو أن رأس الحربة غالمي لم يكن محظوظا في هذه المقابلة، إذ أتيحت له فرصة إفتتاح باب التسجيل في الدقيقة 67، بعد تلقيه تمريرة ميليمترية من فرشيشي مهدي، لكن كرته إصطدمت بالعارضة الأفقية لمرمى الحارس جمعةو مع مرور الدقائق كان الجميع يعتقد بأن لاعبي الفجوج سيتأثرون من الناحية البدنية، لكن تشكيلة المدرب غازي أخرجت النفس الثاني، بدليل سيطرتهم على ربع الساعة الأخير من الوقت الرسمي، وكادوا في 3 مناسبات الوصول إلى مرمى الحارس جمعة، خاصة في الدقيقة 75، لما اصطدمت كرة غالمي بالقائم الأيسر، كما ضيع البديل هميسي هدفا محققا، بعد كرة مرتدة من الدفاع العنابي، لم يحسن إيداعها الشباك.
عجز نصر الفجوج عن ترجمة الفرص المتاحة، أجبره على الاحتكام إلى شوطين إضافيين، لم يحدث فيهما الشيء الكثير، رغم أن ناصري كاد أن يمنح الأفضلية لإتحاد عنابة في الدقيقة 97، ليرد عليه فرشيشي من جانب الفجوج بعد ذلك ب 3 دقائق، لينحصر التنافس على الكرة في منطقة وسط الميدان إلى غاية إطلاق الحكم براهيمي صافرة نهاية 120 دقيقة دون فائز.سلسلة ركلات الترجيح سارت على وقع «سيناريو» دراماتيكي، لأن هميسي كان قد ضيع الضربة الرابعة لنصر الفجوج، الأمر الذي أعطى الأفضلية لإتحاد عنابة من أجل كسب الرهان، لكن حارس «النصرية» متلاغي نجح في قلب الموازين بصده ضربة بن عستو، ليبلغ «السيسبانس» ذورته في الركلة الأخيرة لكل فريق، و قد تمكن فرشيشي من التسجيل للمحليين، بينما كانت ضربة ناصري من جانب الضيوف خارج الإطار، لتنفجر أجواء الفرحة في أوساط أنصار، لاعبي و مسيري نصر الفجوج بتأهل تاريخي إلى ثمن النهائي، و تحقيق حلم المدرب فريد غازي، بملاقاة شبيبة القبائل، و الفريق الذي كان قد تألق فيه، بينما لم يهضم آلاف مشجعي إتحاد عنابة هذا الإقصاء، و صبوا جام غضبهم على المدرب لطرش.
ص / فرطــاس
