• إصابة خطيرة على مستوى الركبة أنهت مشواري الكروي وحولتني إلى الكرة الحديدية
كتب الشاب يوسف بن طراد إسمه بأحرف من ذهب في سجل رياضة الكرة الحديدية القالمية، على اعتبار أنه أول عنصر من الولاية سيشارك في بطولة العالم للعب الطويل، التي ستجرى فعالياتها بمدينة الدار البيضاء المغربية خلال الفترة الممتدة ما بين 17 و 25 سبتمبر الجاري، الأمر الذي جعل السلطات المحلية بقالمة تقيم على شرفه حفلا رمزيا، بغية تحفيزه وحثه على بذل قصارى الجهود من أجل تشريف الراية الوطنية في هذا الموعد العالمي.
النصر إلتقت يوسف قبيل إنتقاله إلى الجزائر العاصمة للمشاركة في آخر تربص إعدادي للتشكيلة الوطنية، و أجرت معه هذا الحوار، الذي أبدى فيه الكثير من التفاؤل بالقدرة على رفع التحدي، و العودة من المونديال بميدالية، مهما كان معدنها، كما وقفنا على محطات ساخنة في مسيرة هذا اللاعب، الذي أصبح أمل الجزائر في التألق خلال أكبر تظاهرة عالمية لرياضة الكرة الحديدية، سيما و أنه تربع على الصدارة في المرحلة النهائية من العملية الانتقائية لاختيار العناصر المعنية بالمشاركة في المونديال.
*في البداية هل بودنا أن نتعرف على الكيفية التي اقتحمت بها عالم الكرة الحديدية؟
الجميع في قالمة يعرف بأن عائلة بن طراد متخصصة أكثر في رياضة الكرة الحديدية، لأن الوالد كان يمارس هذه الرياضة منذ سنوات طويلة، و كان من أبرز العناصر بالولاية، الأمر الذي عبّد الطريق أمامنا بكل سهولة، حيث كنت رفقة شقيقي أحمد و محمد نرافقه إلى «البولودروم» المتواجد وسط المدينة، لمزاولة التدريبات، و عمري لم يكن يتجاوز 8 سنوات، عندما شرعت في التدرب مع المجموعة، رغم أنني كنت بالموازاة مع ذلك أمارس كرة القدم، و قد لعبت لعدة مواسم في الأصناف الشبانية لترجي قالمة، و قد تدرجت من الأصاغر إلى الأواسط، لكن الإصابة الخطيرة التي تعرضت لها على مستوى الركبة في 1998 أجبرتني على تعليق الحذاء، و توقيف مشواري الكروي مبكرا، و بالتالي التفرغ كلية للكرة الحديدية، و من هناك قررت شق طريقي في هذا التخصص.
*لكن هذا الاختيار كان مفيدا و انعكس على مشوارك الرياضي بالإيجاب، إذ أصبحت دوليا، أليس كذلك؟
مؤشرات نجاحي لاحت في الأفق مبكرا، لأنني أحرزت أول لقب وطني و عمري لم يكن يتجاوز 14 سنة، و هذا بفضل الثقة الكبيرة التي حظيت بها من طرف الوالد، كما نلت البطولة الوطنية في سنوات 2003، 2010 و 2011، إضافة إلى احتلالي الصف الثالث في دورتين دوليتين أقيمتا بسوق أهراس و سكيكدة، بصرف النظر عن التألق في جميع الدورات الوطنية، لأنني كنت أشارك مع نادي «بولودروم قالمة»، أحد أبرز الفرق في تخصص اللعب الطويل على الصعيد الوطني.
*في ظل هذا التألق، متى أتيحت لك الفرصة لإقتحام أبواب المنتخب الوطني؟
خلال السنوات الماضية لم تكن النتائج المسجلة ميدانيا أهم معيار في اختيار العناصر التي تمثل الجزائر في مختلف التظاهرات العالمية، بدليل أن المناصب كانت حكرا على لاعبين غالبيتهم من أندية الوسط، مع تهميش الجهة الشرقية، رغم أن أهل الإختصاص يعترفون بوجود عناصر في شرق البلاد قادرة على الظفر بمكانة في المنتخبات الوطنية على اختلاف تخصصاتها، سيما في اللعب الطويل، و قد انتظرت إلى غاية سنة 2010 لتلقي أول دعوة من أجل المشاركة في تربص إنتقائي للمنتخب، غير أنني لم ألتحق بذلك المعسكر، لأنني كنت على دراية مسبقة بأن القائمة المختارة مضبوطة حتى قبل إجراء التربص، و عليه فقد بقيت على الهامش إلى غاية صائفة 2017، قبل أن توجه لي الدعوة للمشاركة في عملية إنتقائية، و ذلك بعد إعادة النظر في السياسة المنتهجة في اختيار العناصر المؤهلة لتمثيل الجزائر.
*نفهم من ذلك بأن تواجدك في المنتخب كان من ثمار رياح التغيير التي هبت على الإتحادية؟
أكيد... لأن المكتب الفيدرالي الجديد الذي تم انتخابه على رأس إتحادية الكرة الحديدية برئاسة رضا حروق قرر إحداث قطيعة مع السياسة التي كانت منتهجة في السابق، مع فتح الأبواب لكل من هو قادر على التواجد في المنتخبات الوطنية، على أن يكون الميدان المعيار الوحيد في الإنتقاء، بدليل أن تواجدي في منتخب اللعب الطويل، كان بعد عملية انتقائية انطلقت بتصفيات ولائية، و قد كانت الجهة الشرقية ممثلة بعنصرين فقط في المرحلة النهائية الوطنية التي جرت ببجاية يوم 20 أوت الفارط، حيث جرت العملية بمشاركة 8 لاعبين، من أجل التنافس على 5 مراكز في المنتخب، و قد كانت الصدارة من نصيبي، لأظفر بمكانة في النخبة الوطنية لأول مرة في مشواري، و هذا بعد ربع قرن من مسيرتي مع الكرة الحديدية.
*و ماذا عن تحضيراتك لبطولة العالم المقررة بعد أيام قليلة بالدار البيضاء المغربية؟
اللعب الطويل يتطلب جاهزية بدنية كبيرة، لذلك فإنني عمدت إلى التكثيف من التحضير في الأسابيع الأخيرة، و ذلك بالتركيز على العمل البدني صباحا، و تخصيص الفترة المسائية لكل يوم للجانب التقني و التكتيكي، و ذلك على مستوى «بولودروم» قالمة، في غياب ابسط الإمكانيات، رغم أنني حظيت بدعم و مساندة بعض الزملاء، في صورة الزميل حسام حفار الساس، الذي أتدرب معه، و كذا باقي الأصدقاء مع النادي، لأنني حاولت تجسيد برنامج التحضير التي سطره الناخب الوطني زوبيدي خالد، و الإتحادية منحتني بعض وسائل العمل، و لو أن إلتفاتة السلطات الولائية مطلع هذا الأسبوع حركت مشاعري، لأني تلقيت دعوة من «الديجياس» ليتم تكريمي من طرف والي الولاية، و قد تلقيت وعودا بالتكفل بي مستقبلا، الأمر الذي رفع من معنوياتي، و جلعني أتحمس أكثر، و سأنتقل إلى العاصمة هذا الأربعاء للمشاركة في تربص قصير مدته 3 أيام، و السفر إلى المغرب سيكون يوم السبت القادم.
*ما هي طموحاتك الشخصية في هذا الموعد العالمي؟
لا أخفي عليكم بأنني جد متفائل بالقدرة على إهداء الجزائر إحدى الميداليات، مهما كان نوعها، لأن طموحي هو التواجد فوق «البوديوم» و جعل الراية الوطنية ترفرف في سماء «كازا»، كوني مصمم على استغلال أول فرصة أتيحت لي للتأكيد على طموحاتي الشخصية، رغم وجود منتخبات قوية جدا في منافسات اللعب الطويل، على غرار إيطاليا، كرواتيا و فرنسا، و لو أن المنتخب الوطني يضم 4 عناصر أخرى تحذوها نفس العزيمة، لأن كريم مخلوفي سيشارك للمرة الخامسة في هذه المنافسة، و توفيق صحيح سبق له احتلال المرتبة الثانية في بطولة العالم للشبان، و مصطفى زوبيدي و سيد أحمد بن فاتح كانا مع المنتخب الوطني للشبان المشارك في المونديال، و هي معطيات تجعلنا ندخل هذه التظاهرة بكثير من الثقة، بحثا عن مكانة على المنصة.
حاوره: صالح فرطـــاس
