وجهت الفاف خلال اجتماع المكتب الفيدرالي أول أمس، إنذارا إلى الرابطة المحترفة لكرة القدم، بحجة التحايل على القوانين المعمول بها في قضية اللاعب أحمد بادني، والذي تم تسريحه من جمعية الشلف في «الميركاتو» الشتوي للموسم المنصرم، ليتم بعدها بأسبوع تأهيله في شباب عين وسارة (بطولة ما بين الرابطات)، وهو الملف الذي كشفت خيوطه اللجنة الفيدرالية المكلفة بالتنسيق مع الرابطات برئاسة عمار بهلول، وقد تم طرحه على طاولة النقاش شهر جوان الماضي.
توجيه إنذار إلى الرابطة يعد سابقة تاريخية، لأن الفاف تعودت على إيفاد لجان تفتيش إلى مختلف الهيئات المنضوية تحت لوائها، وفي حال الوقوف على تجاوزات، يتم استدعاء الأطراف المعنية للمثول أمام لجنة أخلاقيات الرياضة التابعة لها، قبل إصدار العقوبة التي تصل حد الإقصاء من الساحة الرياضية، كما تم العمل به مع المسيرين السابقين لرابطة ما بين الجهات، رابطة باتنة الجهوية، ورابطات معسكر، سوق أهراس وميلة الولائية.
مصدر من داخل المكتب الفيدرالي، أكد للنصر بأن قضية اللاعب بادني كانت مرشحة لأن تأخذ ابعادا أخرى، سيما وأن إلغاء إجازة اللاعب مع جمعية الشلف كان بناء على ملف طبي: «لكن محتواه لم يتعد شهادة طبية صادرة عن طبيب مختص في جراحة العظام، يصرح فيها بتوقف اللاعب عن ممارسة كرة القدم نهائيا، بسبب الحالة الحرجة لركبته، وهي الوثيقة التي اتخذتها اللجنة الطبية الفيدرالية كسند لتعليق تأهيل اللاعب في جمعية الشلف، وإعطاء الضوء الأخضر للرابطة المحترفة لإلغاء إجازته، دون المطالبة بالملف الطبي كاملا».
وأضاف مصدرنا بأن قرار إلغاء إجازة اللاعب بادني في جمعية الشلف، كان مناقضا لنصوص القوانين العامة للفاف، لكن القضية اتخذت منعرجا آخر، عند تحويله إلى شباب عين وسارة خلال الميركاتو الشتوي، باتخاذ وثيقة فسخ عقده كلاعب محترف كحجة قانونية لتأهيله في فريق من الهواة، وهو الشرط الوحيد المطلوب لضمان تحويل اللاعبين في الأقسام الهاوية خلال الفترة الشتوية، لتكون هذه التدابير محل تحفظ فريق مولودية وادي سلي، بإعتباره كان يتنافس على تأشيرة الصعود مع شباب عين وسارة، الأمر الذي طرح ملفا ثقيلا عن طاولة المكتب الفيدرالي.
إقدام الفاف على توجيه إنذار كتابي إلى الرابطة المحترفة خلال اجتماع رسمي، جاء ليؤكد بأن العلاقة بين مسؤولي الهيئتين مازال يطبعها الكثير من الفتور، رغم إقدام زطشي وقرباج على التصالح علنا منذ شهر، لأن العقوبة الناتجة عن التسيير توحي ببروز فصل جديد من الخلاف على السطح، لأن اجتماع المكتب الفيدرالي أول أمس كان محطة ايضا لتحفظ مسؤولي الفاف على طريقة تعيين محافظي مباريات الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني، إلى درجة أن الفاف عمدت إلى إصدار قرار يقضي بتعليق عملية تعيين الأعضاء غير المهيكلين من طرف الاتحادية كمحافظي مقابلات الرابطة المحترفة.
وأكد مصدر النصر أن هذه القضية عادت إلى الواجهة، بسبب اعتماد الرابطة المحترفة قائمة موسعة لوجوه كروية أدرجت ضمن لائحة محافظي المباريات، وبعد برمجة الرابطة ليوم دراسي لفائدة 72 عضوا منتصف شهر أوت الفارط، ويوجد في القائمة الرسمية أعضاء لا تربطهم اي علاقة بالهيئات الكروية الوطنية، في صورة رشيد مجيبة، الذي يزاول نشاطه في تكوين الحكام على مستوى موريتانيا، بناء على عقد أبرمه مع إتحاد الكرة لهذا البلد، إضافة إلى عبد الرحمان علاني، الرئيس السابق لوداد بوفاريك، و كذا العديد من الحكام السابقين، الذين طرحت قضية تأمينهم على طاولة الدراسة، ليكون قرار الفاف بتوقيف نشاط الأعضاء غير المهيكلين في هيئات كروية رسمية هذا الموسم، سيما وأن هذه القضية كانت قد اثيرت من طرف بعض رؤساء الرابطات الولائية خلال إجتماعهم مؤخرا بزطشي، لأنهم وجدوا أنفسهم خارج دائرة الإستغلال من طرف الرابطة المحترفة، مقابل الإستعانة بشخصيات غير مهيكلة في أي رابطة وإدراجها في القائمة الرسمية لمحافظي المباريات.