اعتبر رئيس ترجي قالمة رياض شرقي، نجاة الفريق من السقوط إلى غياهب الجهوي ثمرة تحركات بعض الغيورين على «السرب الأسود» في المنعرج الأخير من الموسم، بالنظر إلى المخططات، التي تم رسمها في «الكواليس» بين مسيري الأندية الأخرى.
حــاوره: ص / فرطــاس
شرقي، وفي حوار خص به النصر، أكد على أن الصراع من أجل تفادي السقوط في قسم ما بين الرابطات، يعد مساسا بسمعة واحدة من أعرق المدارس الكروية على الصعيد الوطني، وألح على ضرورة استخلاص العبر من تجربة الموسم المنصرم، كما تحدث عن إشكالية الرصيد البنكي المجمد، وكذا الظروف التي مر بها الفريق طيلة الموسم وأمور أخرى، نقف على تفاصيلها في رحلة الأسئلة والأجوبة التي كانت على النحو التالي :
•عاني الترجي كثيرا من أجل تفادي السقوط إلى الجهوي، فما سبب ذلك؟
الوضعية الصعبة التي مر بها الفريق طيلة الموسم المنقضي، كانت من عواقب أزمة متعددة الجوانب، لكن الاشكال الرئيسي يكمن في محدودة التركيبة البشرية، لأن التعداد تم ضبطه بطريقة عشوائية، دون مراعاة مصلحة الترجي، ولا مكانته، بدليل أن لاعبين من الجهوي الثاني، أصبحوا يستهزئون بألوان مدرسة كروية عريقة، وهذا كله في غياب سياسة التكوين والعمل القاعدي، وهو خطأ ارتكبه الطاقم الفني في بداية الموسم، لما قرر تنظيم اختبارات انتقائية على مدار اسبوعين، مما كلفنا غاليا، خاصة بعد ضبط قائمة من 30 لاعبا، واستنفاد كل الاجازات منعنا من استغلال «الميركاتو» الشتوي لتدعيم الفريق بلاعبين جدد.
•نفهم من كلامكم بأنكم لستم مقتنعين بالتعداد؟
محدودية امكانيات اللاعبين اتضحت مع تقدم المنافسة، رغم أننا حاولنا اعطاء الفرصة لأكبر عدد ممكن من شبان الولاية، لكن هذا أكبر خطأ ارتكبناه، بتزكية طريقة العمل، التي انتهجها المدرب رباحي قبل انطلاق الموسم، لأنني شخصيا كنت أعتقد بأن اللعب في قسم ما بين الرابطات سهل، إلا أن الواقع الميداني كشف عن معطيات مغايرة، ومثل هذا المستوى يحتاج إلى لاعبين من اصحاب الخبرة والتجربة، لذا فقد وجدنا أنفسنا نصارع من أجل تفادي السقوط إلى غاية الجولة ما قبل الأخيرة.
• لكن إشكالية المستحقات المالية كانت قد طفت على السطح؟
النتائج السلبية المسجلة في مرحلة الذهاب، فسحت المجال أمام بعض اللاعبين المشوّشين لإثارة الفوضى داخل المجموعة، بطرح قضية عدم تلقي المستحقات، وقد حاولنا في العديد من المرات، اتخاذ إجراءات عقابية تقضي بابعاد بعض العناصر نهائيا من التعداد، لكن حاجة الفريق لخدماتهم تجبرنا على العدول عن هذا القرار، لتكون عواقب ذلك مقاطعة بعض اللاعبين للفريق في فترة جد حساسة، مع تقلص التعداد إلى ما دون 20 عنصرا، ليتم الاستنجاد ببعض العناصر من الأواسط كخيار حتمي، وهنا أود أن أفتح قوسا لتوضيح شيء مهم .
• تفضل ... ما هو؟
هناك أطراف في محيط الفريق، كانت تحرض اللاعبين على التمرد، بنية ابقائه في حسابات تفادي السقوط أطول فترة ممكنة، لكن الوضعية بلغت درجة الخطر في الجولة ما قبل الأخيرة، بعد تكتل بعض رؤساء النوادي علينا، من أجل اسقاطنا إلى الجهوي، وفق مخطط تم رسمه في «الكواليس»، إلا أن إلتفاف السلطات الولائية حول الترجي في هذه المرحلة العصيبة، كان كافيا للتخلص نهائيا من شبح السقوط، كما أن الدعم الذي لقيناه من مدير وكالة تطوير الاستثمار محمد زوارة، في تغطية مصاريف النقل والإيواء خفف من متاعبنا من الناحية المالية، رغم أن التعداد تقلص كثيرا، واللاعبين فقدوا الثقة في النفس بخصوص القدرة على ضمان البقاء.
•وماذا عن الموسم القادم ومستقبلكم على رأس النادي؟
شخصيا لا أفكر في الاستقالة، بحكم أنني منتخب لعهدة أولمبية، فإنني مستعد لمواصلة المهام لموسمين آخرين، وبالتالي فإنني بصدد اعداد الحصيلتين المالية والأدبية، لعرضها على أعضاء الجمعية العامة في غضون الأسبوع الأخير من شهر ماي الجاري، على أن ترمى الكرة في معسكر الجمعية العامة للمساهمة في رسم خارطة طريق، كفيلة باخراج «السرب الأسود» من هذه الدوامة، لأن مخطط تطهير محيط النادي أمر حتمي وضروري، انطلاقا من الجمعية العامة، وكل ما تم الترويج له في مواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص تفاوضي مع بعض المدربين واللاعبين، يبقى مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة، لأنني حفظت الدرس جيدا، ويجب التشاور مع كل الأطراف الفاعلة، قبل ضبط تركيبة الطاقم الفني والتعداد، لأن الصعود إلى وطني الهواة، لا بد أن يكون هدفنا الموسم القادم، رغم إشكالية الرصيد البنكي الذي يبقى تحت رحمة التجميد، والأحكام القضائية تتهاطل علينا من طرف دائنين من مواسم سابقة، وهي الأزمة الداخلية التي أثرت بصورة مباشرة على وضعية النادي، لأننا ورثنا فريقا مثقلا بالديون، مع وجود الكثير من الملفات في أروقة المحاكم. ص . ف