يحتاج الجسم في أي عمر إلى تناول الكالسيوم بشكل منتظم، وهذا يتطلب التغذية الصحيحة، من خلال الأطعمة التي تحتوي على هذا المعدن الذي له دور أساسي في تكوين وقوة العظام والأسنان، كما أنه ضروري أيضا للعديد من الوظائف البيولوجية مثل تقلص العضلات أو تخثر الدم أو إطلاق الهرمونات أو تنشيط الإنزيمات، ولذلك فإن مرحلة الطفولة تعتبر حاسمة ويجب أن يكون تناول الكالسيوم خلالها كافيا للحصول على كتلة عظام قوية.
سامية إخليف
ووفقا لدراسة أجراها مركز الأبحاث لدراسة ومراقبة الظروف المعيشية بفرنسا، فإن نحو طفل من بين كل اثنين تتراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات لا يلبي احتياجاته من الكالسيوم، ويمكن تفسير أوجه القصور هذه بشكل خاص بالتغير في عادات الأكل لدى الأطفال، فبين 3 و 5 سنوات من العمر، تتدهور نوعية النظام الغذائي بسبب التخلي عن بعض المنتجات الطازجة، بما في ذلك الحليب والجبن، لصالح منتجات أخرى مثل البيتزا، والبطاطا المقلية، والمعجنات، والصلصات وغيرها، ومع ذلك يتم تأكيد هذا الاتجاه بين سن 6 و10 سنوات، وهي الفترة التي يتجه فيها الأطفال أكثر نحو المنتجات المصنعة الغنية بالدهون المشبعة ويبتعدون عن منتجات الفاكهة مثل "الكومبوت" والفواكه الطازجة ومنتجات الألبان.
أطفال يتعرضون لكسور متكررة
تخبرنا أم ريان أن ابنها البالغ من العمر 12 سنة أصيب عدة مرات بكسور على مستوى اليد، وبسبب هذا المشكل تخلى عن ممارسة كرة القدم التي كان يعشقها، وقد أخبرها الطبيب أن الكسور المتكررة دليل على افتقار جسمه إلى الكالسيوم. كما تسبب نقص هذا المعدن في تأخر المشي عند الطفلة رميساء، بحيث بدأت أولى خطواتها بعد 18 شهرا من عمرها، وتروي والدتها أن ابنتها لم تكن لديها شهية للطعام رغم أنها تحاول أن تنوع لها في المأكولات ولكن دون جدوى.
ويوضح المختص في طب الأطفال وحديثي الولادة، الدكتور سمير ياحي، أن الكالسيوم هو معدن ضروري لنمو وصحة الأطفال، كما أنه مهم في جميع الأعمار، ويعتبر الأكثر توفرا في جسم الإنسان ويرتكز 99 بالمئة منه في الهيكل العظمي، ويشارك هذا المعدن في عدد كبير من الوظائف الأساسية مثل توصيل النبضات العصبية، وتقلص العضلات، وقوة الهيكل العظمي، وإطلاق بعض الهرمونات وحتى تخثر الدم، ولذلك فإن مستوى الكالسيوم لدى الطفل يحدد صحته في المستقبل.
وفي ذات الصدد، أشار الطبيب إلى أنه يتم بناء وتقوية الهيكل العظمي خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة، ولذلك فإن تناول كمية غير كافية من الكالسيوم يمنع تطور مخزون العظام الجيد، ويكمن الخطر لاحقا في الإصابة بهشاشة العظام من سن الثلاثين، وانخفاض وضعف كتلة العظام، وزيادة الكسور، وتسوس الأسنان، وغير ذلك.
وأكد الطبيب أنه يجب تلبية احتياجات الطفل اليومية من الكالسيوم أثناء النمو، لأنه في هذه المرحلة من الحياة، يستخدم الجسم هذا المعدن بشكل أساسي لبناء العظام وأيضا لصلابتها وقوتها، وتعتبر قوة الهيكل العظمي هذه ضرورية لتجنب بعض الأمراض في مرحلة البلوغ.
ومن العوامل التي تعزز نقص الكالسيوم في الجسم عند الأطفال حسب المختص، هي بعض الأنظمة الغذائية السيئة بما في ذلك تخطي الوجبات وتناول الكثير من الأطعمة المصنعة، واستبعاد منتجات الألبان ذات الأصل الحيواني، بالإضافة إلى مشاكل في الغدة الدرقية، أو اضطراب في الكلى، وانخفاض الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة، والحساسية الغذائية، ومرض السيلياك وغيرها، ما يؤدي إلى انخفاض كتلة العظام ومشاكل النمو لدى الأطفال والمراهقين، وتأخر المشي، وزيادة خطر الإصابة بالكسور بسبب هشاشة العظام الثانوية، وتأخر بروز الأسنان وتسوسها في مرحلة مبكرة.
ويمكن أن يسبب نقص هذا المعدن أيضا اضطرابات الغدة الدرقية إذا كان مرتبطًا بنقص تناول فيتامين "د"، وأشار المختص إلى أن نقص الكالسيوم له علاقة بشكل مباشر بانخفاض مستوى هذا الفيتامين في الدم أو بسوء الامتصاص وهو ما يسبب مرض الكساح، موضحا أن تناول كمية جيدة منه ضروري للسماح بتثبيت الكالسيوم في أنسجة العظام.
احتياجات تتراوح بين 400 إلى 800 ملغ يوميا
وأكد الدكتور ياحي أنه يجب أن تكون الأم حذرة جدا، لأنه لا توجد علامات تحذيرية أو أعراض سريرية واضحة لنقص الكالسيوم في جسم الطفل، حتى عندما لا يستهلك ما يكفي من الحليب أو منتجات الألبان، موضحا أنها تتطور مع التقدم في العمر وتظهر بعد سنوات عديدة، لاسيما من خلال هيكل عظمي أكثر حساسية للكسور. ولتجنب ذلك يجب التأكد من حصول الطفل على كمية الكالسيوم المطلوبة من خلال استهلاكه للحليب ومنتجات الألبان ومن الضروري تقدير الاستهلاك اليومي الإجمالي وربطه باحتياجات العمر.
وفي ذات الصدد، أشار الطبيب إلى أن احتياجات الطفل من الكالسيوم حسب سنه تتراوح من 400 إلى 800 ملغ يوميا، ويجب أن يستهلك الصغير الذي يزيد عمره عن ثلاث سنوات والمراهق حوالي 200 ملغ من هذا المعدن في اليوم، وتتم تغطيته بشكل عام بالاستهلاك اليومي لثلاثة منتجات ألبان على الأقل، ومياه الشرب، والخضروات الورقية كالسبانخ، والملفوف، والبقوليات كالفاصوليا المجففة، والبازلاء، والعدس.
وأوضح المختص أن جميع الأغذية تحتوي على الكالسيوم بنسب متفاوتة إلا أن بعضها يحتوي على تركيزات أعلى مثل الحليب ومشتقات الألبان، مشيرا إلى أنه خلال السنوات الأولى من الحياة، يعتبر الحليب بمثابة تأمين ممتاز للكالسيوم عند الطفل، ومع التنويع، تتناقص حصته.
وتحتوي بعض التوابل مثل الزعتر أو القرفة على نسب مهمة من الكالسيوم، بالإضافة إلى الخضروات الورقية مثل الملفوف الأخضر والسبانخ إلى جانب البروكلي، وبعض أنواع المكسرات مثل اللوز والبندق والفستق والسمسم، والفواكه البحرية والأسماك مثل السردين والسلمون والمحار.
ويعتبر الماء أيضا مصدرا مهما للكالسيوم، ويوجد بكميات متفاوتة جدا من مصدر إلى آخر ومتوسط المحتوى حوالي 150 مل لكل لتر، وتتضمن بعض المياه المعدنية تركيزات أعلى من الكالسيوم بثلاث مرات، كما أن الفواكه كلها تحتوي على الكالسيوم، ومع ذلك، فإن البعض منها أكثر غنى عن غيرها مثل البرتقال والكيوي واليوسفي.
ولتفادي نقص الكالسيوم وتجنب المشاكل الصحية المرتبطة بانخفاض هذا المعدن في الجسم ولاسيما ليونة العظام، ينصح الدكتور ياحي بتنويع النظام الغذائي، بحيث يجب أن يتناول الأطفال من ثلاث إلى أربع حصص من منتجات الألبان يوميا لأنها تعتبر من الأغذية التي تحتوي على أعلى تركيز من الكالسيوم، كما ينصح بتناول خمسة خضروات وفواكه في اليوم، محذرا من استبدال الحليب بالعصائر النباتية، حيث أن هذه الأخيرة لا تمثل بديلا عن الحليب، بسبب قلة نسبة الكالسيوم فيها.
س.إ
طب نيوز
دراسة تكشف الخلايا المسؤولة عن ذاكرة الأحداث والأشياء
توصّل باحثون إلى الخلايا العصبية المسؤولة عن ذاكرة الأحداث والأشياء وما يترتب عنها من نتائج، مما أدى إلى تعميق فهمنا لكيفية تخزين الدماغ واسترجاع تفاصيل ما حدث وتقديم هدف جديد لعلاج مرض ألزهايمر.
وتعد الدراسة التي نُشرت في مجلة "نيتشر" والتي أعدها باحثون من جامعة كاليفورنيا في إيرفين بالولايات المتحدة، هي الأولى التي تكشف عن دور خلايا محددة في كيفية تصنيف الدماغ للمعلومات الجديدة وتذكرها، خاصة عندما ترتبط بالمكافآت أو العقوبات.
ودرس الباحثون أدمغة الفئران، مع التركيز على الطبقات العميقة من القشرة الشمية الداخلية الجانبية، حيث اكتشفوا خلايا عصبية متخصصة، تتعلق بتذكر الأشياء وما ينتج عنها وهي مهمة لعملية التعلم.
ولاحظ الباحثون أن بعض الخلايا العصبية أصبحت نشطة عند تعرضها لرائحة الموز المرتبطة بمكافأة ماء السكروز، واستجابت خلايا عصبية أخرى لرائحة الصنوبر المرتبطة بنتيجة سلبية للماء المر، حيث تم تشكيل خريطة ذهنية مقسمة إلى هاتين الفئتين في القشرة الشمية الداخلية الجانبية.
وتبيّن أن الخلايا العصبية في قشرة الفص الجبهي الإنسي طوّرت خريطة ذهنية مماثلة أثناء عملية التعلم، وأنه عندما تم تثبيط نشاط الخلايا العصبية في القشرة الشمية الداخلية الجانبية، فشلت تلك الموجودة في قشرة الفص الجبهي الإنسي في التمييز بشكل صحيح بين العناصر الإيجابية والسلبية، مما أدى إلى ضعف التعلم.
وأشارت هذه البيانات إلى أن القشرة الشمية الداخلية الجانبية وقشرة الفص الجبهي الإنسي تعتمدان على بعضهما اعتمادا مشتركا وتعملان معا لتشفير ذاكرة الأشياء/الأحداث. وقال المؤلف المسؤول كي إيغاراشي "تُمثل هذه الدراسة تقدما كبيرا في فهمنا لكيفية إنشاء ذاكرة العناصر في الدماغ، وتفتح هذه المعرفة الآن آفاقا جديدة لدراسة اضطرابات الذاكرة مثل مرض ألزهايمر".
فيتامين
الألياف الغذائية للوقاية من مرض السكري
تلعب الألياف الغذائية دورا حاسما في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني والتحكم فيه وتقليل خطر الإصابة بالمضاعفات المرتبطة به.وحسب المختصين ، فإن الألياف الموجودة في الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات، هي كربوهيدرات غير قابلة للهضم ولها العديد من الآثار المفيدة على الصحة، كما أن تأثيرها على مرض السكري من النوع الثاني مهم بشكل خاص، حيث تعمل على إبطاء امتصاص السكريات في الدم، مما يساعد على تنظيم مستويات الجلوكوز بعد الأكل، وهي تشكل مادة هلامية في المعدة تعمل على إبطاء إفراغ المعدة، وإطالة الشعور بالامتلاء، وخفض مستويات السكر في الدم.
ويمكن للنظام الغذائي الغني بالألياف أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 20 إلى 30 بالمئة، وتعمل الألياف أيضا على تحسين حساسية الأنسولين، وهو أمر بالغ الأهمية للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني، ومن خلال دعم الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، تساعد الألياف الغذائية على تقليل الالتهاب الجهازي، وهو عامل رئيسي في تطور مرض السكري. ويوصى بتناول ما لا يقل عن 25 إلى 30 غراما من الألياف يوميا، لتحقيق هذا الهدف، ومن الضروري تفضيل الأطعمة الغنية بالألياف بشكل طبيعي.
سامية إخليف
طبيب كوم
استشاري الغدد الصماء والسكري الدكتور باي عبد الرحيم
ابني البالغ من العمر 10 سنوات يعاني من السمنة، وأخشى عليه من مرض السكري، فهل هناك ارتباط بين السمنة عند الأطفال والسكري، مع العلم أن عائلتي لا يوجد بها أشخاص مصابون بهذا المرض؟
السمنة عموما أحد عوامل الإصابة بسكري النوع الثاني، والسمنة عند الأطفال أو منذ الطفولة تمثل عاملا أكبر من حيث أن المدة الزمنية التي يقاوم فيها الجسم تكون أطول. أما وراثة سكري النوع الثاني فهي من أقوى عوامل الإصابة.
والدتي مصابة بالسكري وتتناول قرص دواء مرة واحدة في اليوم. كيف يمكنني أن أتعرف على أعراض غيبوبة ارتفاع أو انخفاض السكري، وكيف أتصرف لو تعرضت لها؟
إذا كانت والدتك تأخذ دواء واحدا في اليوم، فهذا يعني أن مرضها بسيط وليس متطورا، وفي هذه الحالة حدوث أعراض خطيرة كالغيبوبة مثلا مستبعد إلى حد بعيد، كما أن غيبوبة السكري نادرة عند مرضى السكري من النوع الثاني.
إذا فقد المريض وعيه أو أوشك على ذلك، يجب عدم الخوف والتسرع، إذ يتم قياس السكر لمعرفة إذا ما كان مرتفعا أو منخفضا، وفي حالة كان مرتفعا يجب أخذ المريض إلى المستشفى، أما في حالة هبوطه يجب إعطاؤه الماء والسكر، وإذا لم يستطع الشرب يتم غمس الإصبع داخل كأس ما ثم وضعه في فم المريض. بعض المرضى تكون لديهم حقنة "جلوكغون" يمكن حقنها كي ترتفع نسبة السكر.
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة وقد شخصت بخمول الغدة الدرقية قبل سنة، فهل قلة الحركة من بين الأسباب التي تؤدي إلى خمول الغدة وهل هذا المرض يؤثر على الحمل والإنجاب لأنني مقبلة على الزواج؟
قلة الحركة أو زيادتها ليست سببا لخمول الغدة الدرقية، إذا كنت تتبعين حالتك عند الطبيب وتتناولين دواءك بشكل منتظم فهذا لا يؤثر على الحمل.
سامية إخليف
تحت المنظار
متلازمة إيلرز دانلوس
اضطراب جيني وليس قدرة خارقة!
يحاول الأطفال في بعض الأحيان، إظهار قدراتهم الخاصة على تقليد الحركات البهلوانية للاعبي السيرك، أو إحدى شخصيات الرسوم المتحركة بكل سهولة، كثني المفاصل بطريقة عجيبة وتمدد غير طبيعي للجلد، لكن قد تكون هذه واحدة من الأعراض التي تنذر بإصابة الطفل بمتلازمة إيلرز دانلوس.
ويشرح الدكتور أسامة أبوقدوم المختص في الأمراض الجلدية والتجميل، بأن متلازمة إيلرز دانلوس اضطراب جيني نادر يتميز بوجود خلل على مستوى النسيج الضام، حيث يعاني المريض من مشاكل متعددة وبدرجات متفاوتة في الجلد والمفاصل والأوعية الدموية بشكل رئيسي، وترجع الإصابة بهذه المتلازمة إلى خلل جيني وراثي ينتقل من أحد الآباء أو كليهما، أو نتيجة طفرة جينية تسبب اضطرابا في إنتاج مادة الكولاجين، حيث تعتبر هذه الأخيرة أحد أهم مكونات الأنسجة الضامة، وبالتالي فالمتلازمة تؤثر على معظم أعضاء الجسم التي تحتوي على هذه الأنسجة.
وحذّر الدكتور أبوقدوم، بأن أكثر الناس عرضة للإصابة بمتلازمة إيلرز دانلوس هم الأبناء في حالة ما إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من هذه المتلازمة، لذلك لا ينصح بزواج الأقارب في العائلات التي يعاني أحد أفرادها من هذه المتلازمة.
وأضاف المختص، أن أبرز الأعراض تكون على شكل مرونة مفرطة في الجلد، حيث يظهر وكأنه مطاطي ويتمدد الجلد كثيرا عند شده ثم يعود إلى وضعه الطبيعي فور تركه، كما يتسبب في ندوب كبيرة في حالة الجروح البسيطة حيث تصعب خياطته، إضافة إلى مرونة المفاصل والأنسجة المكونة لها والمحيطة بها، ما يجعل المصاب قادرا على القيام بحركات ووضعيات كالتي نراها لدى نجوم السيرك بكل سهولة ودون عناء.
في المقابل، يضيف الأخصائي، تكثر حوادث خلع المفاصل لدى المصاب بسبب ضعفها، كما يترتب عن هذه المتلازمة بعض المضاعفات الخطيرة كإصابة الأوعية الدموية الكبيرة وأجهزة الجسم الداخلية والتي تهدد حياة المريض، مما يستدعي متابعة دائمة من طرف المختص. وأكد المتحدث، أن هناك العديد من الأنواع لهذه المتلازمة، حيث يتم تصنيفها استنادا إلى مدى وشدة انتشارها في الجسم وبعض العوامل الأخرى، فالأنواع الخطيرة هي ما تصيب النسيج الضام في الأوعية الدموية كالشريان الأبهر، بما يهدد حياة المصاب في حال تمزقه، أما الأنواع الأقل حدة فتقتصر أعراضها على إصابة الجلد والمفاصل.
وأوضح المختص، أن متلازمة إيلرز دانلوس ليس لها علاج نهائي، لكن توجد إجراءات وتحاليل وقائية ودورية يقوم بها المصاب، بالتوازي مع العلاجات التي يتلقاها حسب الأعراض التي تظهر عليه، ويؤكد الدكتور أن هذه المتلازمة نادرة وتحتاج لمتابعة دائمة من طرف عدة تخصصات طبية.
ماجدة بهلول
خطوات صحية
نصائح للتعافي من الصدمات النفسية
قد تُشكّل الصدمات النفسية فرصة لتغيير الطريقة التي ينظر بها الشخص إلى الحياة، فبعد التعرض لحدث صادم، يصعب على الكثير الوقوف على أقدامهم مرة أخرى، في حين أن البعض قادرون على التغلب على آلامهم والخروج منها بشكل أقوى، إلا أن الأمر بالنسبة للآخرين يستغرق وقتا وجهدا.
وللتعافي من هذه الصدمات والتغلب عليها مهما كان نوعها، يؤكد الخبراء أنه من الضروري التحدث عن المعاناة التي تشعر بها وتختبرها مع الأشخاص الموثوق فيهم أو الاتصال بالجمعيات التي تنشئ مجموعات مناقشة، ومساحات آمنة تماما، حيث ستعبر عن نفسك بحرية بشأن تجربتك المؤلمة أثناء تلقي الدعم من الأشخاص الآخرين الموجودين، وتوفر هذه الدوائر الفرصة لمناقشة التجارب الفردية وبالتالي مقارنة قصص كل شخص وموارده وتطوراته، فهي مكان أساسي للحصول على المفاتيح والرجوع خطوة إلى الوراء من أجل المضي قدما وتجاوز الصدمات النفسية التي يعاني منها الفرد.
وينصح الخبراء بتسخير قوة المرونة، فهي قدرتنا على مواجهة الشدائد والتعافي من الفشل، مع قبول التغيير، ويتيح المرور بالأوقات الصعبة تطوير قدر أكبر من المرونة للتعامل مع المشكلات التي تنشأ في الحياة، مع العلم أن إدراك هشاشة الحياة وقيمة لحظات الفرح يمكن أن يشجع الأشخاص الذين عانوا من الصدمات، على تقدير أفراح الحياة اليومية الصغيرة والعيش أكثر في الوقت الحاضر، وسيحتاج البعض إلى تغيير علاقاتهم مع الآخرين، والبعض الآخر إلى تغيير عملهم أو حياتهم أو حتى مكان إقامتهم.
سامية إخليف
نافذة امل
علاج جيني جديد لفيروس نقص المناعة البشرية
طوّر باحثون علاجا تجريبيا جديدا لفيروس نقص المناعة البشرية يسمى TIP، بهدف السيطرة على مستويات الفيروس على المدى الطويل بعد جرعة واحدة.
وتم إجراء التجارب على القرود، وأظهرت النتائج أن أولئك الذين تلقوا حقن TIP كانت مستويات الفيروس لديهم أقل بـ 10000 مرة من تلك الموجودة في أربعة قرود مصابة لم تتلق العلاج، بالإضافة إلى ذلك، فقد أظهرت القرود التي تم حقنها بنفس الدواء استجابات مناعية أقوى، مع عدم وجود علامات التهاب.
ونظرا لإمكانية التكرار العالية، تم إعادة اللقاح في أجسام القردة طوال مدة الدراسة، أي سبعة أشهر، وعلى الرغم من أن هذا يشير إلى أن العلاج طويل الأمد ممكن، إلا أن الباحثين لا يعتبرون أنه يستمر إلى أجل غير مسمى.
ونظرا لتشابهها مع الفيروسات غير المعدلة، فإن TIP تحفز خلايا الجسم المناعية التي قد تموت في النهاية، مما يسمح لفيروس نقص المناعة البشرية بالسيطرة. ويتلخص الهدف النهائي في تقديم خيارات جديدة لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية، حتى يتسنى للأشخاص المصابين الاستغناء عن الأدوية لبقية حياتهم.
سامية إخليف