الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

هكذا يمكنهم الجمع بين التسلية والإفادة: دليل أنشطة بديلة لصيف ممتع و مثمر للأطفال

تنظم نواد ومؤسسات مع بداية العطلة الصيفية، برامج متنوعة تركز على اهتمامات الأطفال وتشبع حاجتهم إلى التسلية، حيث تعد فرصة لهم ليطوروا مهاراتهم، وتجريب أنشطة تعليمية ترفيهية تملأ أوقات فراغهم، وتقلل من استخدامهم للتكنولوجيا، ناهيك عن الافراط في تعرضهم للرسوم المتحركة.

إيناس كبير

يجد الأطفال أنفسهم أمام عدة خيارات تجعل صيفهم ممتعا،على غرار التسجيل في ورشات لممارسة أنشطة رياضية، أو تعليمية كالحساب الذهني والسوروبان، وأخرى فنية كتعلم الموسيقى، والرسم، لجني فوائد عديدة لاسيما على مستوى تنمية القدرات المعرفية والثقافية، فضلا عن تطوير أسلوب التواصل من خلال تشكيل صداقات جديدة ومشاركة الاهتمامات والهوايات.
الحساب الذهني مزج التعلم بألعاب ترفيهية

يفضل أولياء جعل عطلة أبنائهم مفيدة وممتعة في الوقت ذاته، حيث يختارون لهم برنامجا تتنوع أنشطته بين التسلية والتعلم، ويجدون مرادهم في تعلم الحساب الذهني، وبحسب المدربة والحكمة آية طاوطاو، فالورشات التي تشارك في تنظيمها خلال العطلة الصيفية، تعتمد برنامجا يركز على ألعاب الذكاء، وأنشطة تزيد من تركيز الطفل كما تتخلله مسابقات، تبعده عن جو الدراسة وكسر الملل لديه.
وقالت المدربة، إن الفئات العمرية التي تنضم إلى الدورات تتراوح بين 05 و06 سنوات، و الهدف هو التحضير للدخول المدرسي، فيتعلم الأطفال مهارات الحساب وفق طرق مبتكرة وحديثة، فضلا عن حل العمليات بسرعة وسهولة، كما توجد فئة أخرى لأطفال يتعلمون العد لأول مرة، وأوضحت طاوطاو، بأنهم يعلمونهم وفق أسلوب اللعب على طريقة منهج «المونتيسوري».
وأردفت محدثتنا، بأن الأولياء يلاحظون إيجابيات عدة على أبنائهم بفضل تعلم الحساب الذهني، على غرار دقة الملاحظة وزيادة الثقة بالنفس، والتركيز، فضلا عن اكتساب سرعة في حل العمليات الحسابية، وأرجعت ذلك إلى تطور مفهوم الطفل عن الأرقام بفضل التعود على تمثيلها على جهاز المعداد.
كما أشارت، إلى أهمية تسجيل الطفل في هذا النوع من الأنشطة خلال العطلة، حتى يستفيد من وقت فراغه، ولا يقضي جله خارج المنزل أو على مواقع التواصل الاجتماعي.
دروس تفاعلية في الإعلام الآلي
يدخل الإعلام الآلي والبرمجة أيضا، ضمن برنامج المخيم الصيفي الذي حضرته مدرسة رؤية وآفاق، بحسب صاحبها وليد بوحوحو، الذي أفاد بأنهم استهدفوا الفئة من 06 سنوات إلى 14 سنة، حيث يتلقى المسجلون أساسيات الإعلام الآلي والبرمجة بطريقة ممتعة ومبسطة بدءا من التعرف على أجزاء الحاسوب ثم إنجاز مهام بسيطة مثل الكتابة على «وورد»، تعلم طريقة النسخ واللصق، لينتقل بعدها إلى إجراء بحوث على محرك البحث «غوغل»، بالإضافة إلى استخدام موقع الذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي».

وقال بوحوحو، إن هذه المهام التي يطلع عليها الطفل من شأنها أن تجعله مسؤولا على إنجاز واجباته المدرسية بداية من البحث وجمع البيانات إلى غاية صبها وتحريرها، فضلا عن استغلال الأجهزة الإلكترونية ومواقع البحث في تثقيفه وتعلمه، بدل حصرها في الألعاب فحسب.
وإلى جانب هذا يدخل الطفل إلى عالم البرمجة أيضا، فقد أخبرنا صاحب المؤسسة، بأن المخيم الصيفي سيضم أيضا مدربين يعلمون المشاركين إنشاء وبرمجة ألعاب إلكترونية بواسطة لغة «سكراتش»، وأردف بأن الطفل ستكون له نظرة شاملة على أهم المهارات التي يحتاجها، كما يمكن أن يطور نفسه فيها مستقبلا عند التعرف على قدراته، ومن بين الأنشطة الصيفية التي ذكرها محدثنا، خرجات ترفيهية تعليمية إلى متاحف يتعرفون من خلالها على تاريخ الجزائر والحضارات المتعاقبة.
وعقب، بأن كل البرنامج سيعتمد على اللغة الإنجليزية في المحادثة والشرح إذ يهدفون من خلال ذلك إلى تكوين الطفل ليحوز على الأقل على قاموس من 100 إلى 600 كلمة خلال فترة التربص، يستطيع بواسطتها إجراء حوارات في مختلف المجالات.
التعرف على ثقافات جديدة من خلال تعلم اللغة الإنجليزية
تركز أستاذة اللغة الإنجليزية أميرة أونيس، في ورشة تعليم اللغة الإنجليزية، على تطوير مهارات التحدث، الاستماع، القراءة، والكتابة لدى الأطفال ذوي 13 سنة، كما تطور لديهم مهارات النطق والنحو، وتثري رصيدهم اللغوي بالمفردات.
تقول أونيس، بأنها تترك الاختيار للطفل إذا كان يريد تعلم اللكنة البريطانية أم الامريكية وتعتمد في ذلك على ألعاب لغوية تضفي تفاعلا على الورشة، كما أنها تساعد على تقدم مستوى المتعلم، بالإضافة إلى أسلوب التكرار الذي يجعله يتفادى الخجل كون المستوى داخل القسم يكون متقاربا.

وقد أخبرتنا الأستاذة، بأن الأطفال يحبون الألعاب اللغوية ويتفاعلون معها، كما أنها تجعل الورشة نشطة وحيوية، وهو ما اعتبرته مهما في تعلم أي لغة وتقريبها إلى المتعلم.
كما أوضحت، بأن مساقات برنامج المتحدث الناشئ مرتبطة ببعضها البعض، إذ أنه لا يمكن عزل اللغة عن ثقافة موطنها الأصلي فهما وجهان لعملة واحدة، حيث يطلع الطفل على نمط تفكير متحدثي اللغة، وأسلوب التواصل داخل مجتمعاتهم.
وقالت، إنها في نهاية الورشة تجري للأطفال امتحانا آخر في تحديد المستوى حتى تتعرف على الجوانب التي ما يزالون في حاجة إلى تطويرها.
الموسيقى لتنمية المهارات الإبداعية
يختار أطفال آخرون مجالات تناسب هواياتهم خلال الصيف مثل الموسيقى، و قد أفادت المدربة في المجال، خديجة سارة حشوف، بأنها تضع برنامجا يضم الجانب النظري لتعلم أساسيات فنية كالنوطات، والطبقات الصوتية، كما تُطلع الأطفال على الأنواع الموسيقية، وتعرفهم على شكل الآلات وأصواتها عن طريق السمع، فيكون البرنامج بحسبها متنوعا وشاملا.
أما التطبيق فيكون في الموسيقى الكلاسيكية التي يتعلمونها على ثلاث آلات «بيانو» و»قيثار» فضلا عن الكمان، كما أشارت حشوف، إلى أن أسلوب التعلم يختلف من فئة إلى أخرى حسب استيعاب كل طفل فضلا عن ميولاته وهواياته، وفقا لما وضحته، فتعلم البيانو يكون للأطفال ذوي 05 سنوات، بينما يتعلم الأطفال ذوي 07 سنوات العزف على القيثار، وتوجه الفئة ذات 10 سنوات إلى الكمان، وأردفت بأن عدد المسجلين في الورشة الموسيقية هذه السنة وصل إلى حوالي 20 مشاركا.
وأكدت المدربة، على التأثير الإيجابي الذي ينعكس على الطفل عند ممارسته للموسيقى، خصوصا الهواة منهم، وذكرت بأنها من المؤيدين لفكرة تعليم الفن للطفل لأنه يساعدهم على تجاوز بعض الصعوبات مثل الخجل، والرهاب الاجتماعي، كما تجعلهم يشعرون بالراحة، فضلا عن تحفيز الجهاز السمعي لديهم وتنمية روح الإبداع والمهارات العاطفية والاجتماعية، وأتبعت حشوف، بأنها عاينت حالات كثيرة تطورت في هذه الجوانب بفضل ممارسة الموسيقى، فضلا عن أن الاستثمار في الأجيال للحفاظ على الموروث الفني وإدراك قيمته.
* الأخصائية النفسانية جهاد ذيب
أنشطة مهمة لاكتشاف وتطوير شخصية الطفل

ترى الأخصائية النفسانية جهاد ذيب، بأن الأنشطة الترفيهية التي يمارسها الطفل خلال فصل الصيف، تكون في حقيقتها انطلاقة لرحلة علاجية، أكثر من أنها للتسلية والترفيه فالأولياء و الأخصائيون يكتشفون بفضلها صعوبات يعاني منها الطفل لا سيما على مستوى التعلم والنطق، أو على مستوى شخصيته، فضلا عن أن الأطفال يكتشفون أنفسهم من خلالها ويحددون ميولاتهم وهواياتهم وبالتالي ينضمون إلى مجالات تلبي رغباتهم.
وتسمح أيضا، بحسب الأخصائية، بخروج الطفل إلى الواقع فيلتقي مع أقرانه ويكتشف الآخر من خلال اللعب والمسابقات، وهو ما من شأنه أن يقلل من استخدامه للتكنولوجيا التي تسببت في ظهور مشاكل عديدة لدى هذا الجيل وذكرت ذيب، مشاكل في اللغة والسلوك، والجانب المعرفي والتحصيل الدراسي بسبب عدم صقل المواهب.
من جهة أخرى، قالت إن الأولياء يستطيعون توفير فضاء في المنزل ليشاركوا أطفالهم ممارسة أنشطة ترفيهية بديلة خلال العطلة مثل الزراعة، أو الموسيقى والرسم، الأمر الذي ينعكس إيجابا على علاقة الأسرة بأبنائها فضلا عن تعزيز التواصل بينهم.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com