الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

إقبال على تخصصات فنية وتعليمية: ورشات دار الثقافة بميلة.. حاضنة الإبداع ومشتلة المواهب

تشهد ورشات المسرح والسوربان والرسم الإلكتروني، التي تحتضنها دار الثقافة مبارك الميلي بمدينة ميلة، إقبالا ملحوظا منذ بداية العطلة الصيفية، إذ توفر بديلا مناسبا لقضاء الوقت و تعلم أنشطة مفيدة، خصوصا في ظل نقص المرافق الترفيهية بالمدينة.

مكي بوغابة

فضاء لاكتشاف القدرات وتطويرها
تنظم دار الثقافة مبارك الميلي، العديد من الورشات الترفيهية والتعليمية مع بداية عطلة الصيف لكي يتسنى لشباب وأطفال المنطقة، اختيار ما يحبذون ممارسته، وحيث تسمح لهم البرمجة بالاختيار بين الحساب الذهني والسوربان والمسرح والرسم الإلكتروني، فضلا عن تعلم الموسيقي والخط العربي، بغية تطوير مهاراتهم ومشاركة اهتماماتهم وهواياتهم مع أصدقاء جدد خلال العطلة بدل إدمان التكنولوجيا ومشاهدة التلفاز.
وبحسب مدير دار الثقافة، عبد الرزاق بوشناق، فإن الورشات التي بادرت مصالحه إلى تنظيمها تهدف إلى توفير محطات ممتعة ومفيدة لأطفال وشباب المنطقة خلال العطلة الصيفية، لتعلم مهارات جديدة سواء في الرسم أو المسرح أو الموسيقي وفتح المجال أمامهم لاكتشاف قدراتهم ومواهبهم بشكل أفضل وذلك من خلال تأطير أساتذة مختصين في المجال.
وتهدف هذه الورشات وفق محدثنا، إلى تنمية الذكاء الاجتماعي للأطفال والشباب وانفتاحهم على الأعمال التشاركية مع باقي الزملاء، ما يؤدي إلى إثراء رصيدهم اللغوي وتعلم مهارات جديدة بعيدا عن المدرسة، وخوض تجارب جديدة مع معلمين آخرين.
وأكد، أن فكرة تنظيم الورشات لاقت ترحيبا واسعا من قبل الأولياء، حيث تشهد إقبالا كبيرا من أطفال وشباب وشابات المدينة، قائلا إنه تم فتح العديد من الورشات وجعلها في متناول الراغبين في المشاركة على غرار التسجيل في أنشطة فنية كالرسم والموسيقي، وأخرى تعليمية كالحساب الذهني والسوربان، وغيرها من الورشات لتطوير القدرات المعرفية والثقافية وبناء شخصيات قوية، مشيرا إلى أن أبواب دار الثقافة مفتوحة أمام كل الراغبين في الالتحاق بها واكتساب مهارات جديدة طيلة أيام السنة.
" إبني مبدع" الورشة الأكثر طلبا

ووفق ما لاحظناه خلال جولة داخل دار الثقافة مبارك الميلي، فإن الورشات تستقبل أعدادا كبيرة من المسجلين وبالأخص الأطفال، على غرار ورشة "إبني مبدع" للحساب الذهني والسوربان.
وأكدت مؤطرة الورشة، سعاد بوجدون، أنه و على الرغم من حداثة فتح الفضاء، إلا أن الطلب على التسجيل معتبر جدا، إذ يحظى التكوين باهتمام الأولياء الراغبين في تعلم أبنائهم لأمور مفيدة و بالأخص الحساب الذهني، لما له من أثر إيجابي على التنشئة والذكاء والذاكرة و التعلم و التركيز على اعتبار أن الورشة ترتكز على القيام بعمليات الجمع والطرح في وقت واحد، ناهيك عن تعزيز حب الصغار لمادة الرياضيات، بالإضافة إلى تنمية ملكات الصبر والقدرة على التحمل.
وأضافت المدربة، أنه تم ضبط برنامج ثري خلال العطلة الصيفية بالورشة، يعتمد أساسا على ألعاب الذكاء وأنشطة تزيد من تركيز الطفل وتقوية ذاكرته، مؤكدة أن الفئات العمرية التي تنظم إلى ورشتها تتراوح مابين 7 سنوات إلى 15 سنة.
موضحة، أن مهارة الحساب الذهني مطلوبة جدا لما لها من فوائد عديدة على شخصية الفرد، داعية الأولياء إلى تسجيل أبنائهم في الورشات أو الدورات التي تهتم بالسوروبان وتعلم الحساب الذهني خلال العطل، حتى يستفيدوا من أوقات فراغهم في تعلم أشياء إيجابية وبناء شخصية قوية، بدلا من الغوص في مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة الرسومات المتحركة أو قضاء جل الوقت في الشارع.
مسرح الطفل نشاط مهم لبناء الشخصية

انتقلنا إلى ورشة مسرح الطفل،التي تعتبر أول ورشة للمسرح على مستوى دار الثقافة، حيث يتلقى فيها الأطفال كما أوضح عبد الرزاق بوشناق مسيرها ومدير المؤسسة، المبادئ الأساسية ونظريات المسرح بالإضافة إلى مهارة الوقوف على الخشبة وأمام الجمهور وتقمص الشخصية ناهيك عن كيفية تقلد الأدوار والعلاقة مع باقي الشخصيات داخل المسرحية، مؤكدا أنه يسعى إلى تقديم المبادئ الأساسية في المسرح ليحقق الأطفال انطلاقة صحيحة.
وورشته ورغم حداثتها كما عبر، نجحت في ضم 25 طفلا وطفلة تترواح أعمارهم ما بين 7 و 15 سنة.
وأضاف المتحدث، أن المسرح يعتبر وسيلة هامة لتحفيز مهارات الأطفال التعليمية والاجتماعية وخطوة نحو تعزيز الشخصية، كما أنه من بين أكثر الأنشطة المتكاملة والفعالة والمفيدة للأطفال،ويساعد على تنمية المهارات اللغوية والتغلب على الخجل عندما يتعلق الأمر بتقديم أداء أو تمرين أمام الجمهور، بالإضافة إلى أن لمسرح الطفل فوائد كثيرة يمكن تحقيقها من خلال الممارسة على غرار تعزيز الذاكرة والتركيز، حيث يساعد الأطفال على تذكر الجمل والتركيز أثناء الأداء لمعرفة متى يتعين عليهم التدخل خلال السيناريو، بالإضافة إلى تعزيز التفكير وتطوير القدرة على التعبير.
وقال عبد الرزاق بوشناق، إنه لاحظ استمتاع الأطفال بالورشة مع إبداء سعادتهم بالعمل، وبذل مجهود كبير بغية إظهار أفضل ما يملكون من مهارات، مضيفا أن كثيرا من الأطفال لديهم مواهب رائعة يستحسن العمل عليها والوقوف على تنميتها، مؤكدا أن الهدف من الورشة هو العمل على إخراج مسرحيين وفئات محبة للمسرح، كما سيقوم رفقة الأطفال على إعداد مسرحية وتقديمها في أخر أيام التكوين أمام جمهور دار الثقافة .
اهتمام بالرسم والخط العربي

وتدخل ورشة الرسم ضمن الورشات التي سعى القائمون على دار الثقافة إلى تنظيمها خلال العطلة الصيفية، وبحسب صاحبها، الأستاذ يحي بن شولاق، فإن الرسم من بين الورشات اليدوية المطلوب جدا في الوقت الحاضر، وذلك لما له من فوائد عديدة تتمثل عموما في تنمية الحس الجمالي والذوق الفني، كما يعمل على تعزيز الخيال والإبداع، ناهيك عن أن الرسم يعد وسيلة للتعبير والتواصل مع الآخرين خاصة بالنسبة للأشخاص الانطوائيين، فمن خلال ورشات الرسم تتاح الفرصة للشخص للتعبير بالألوان والرسم عن أي موضوع.
وقال ذات المتحدث، أن ورشته تستقبل أعدادا كبيرة من كلا الجنسين إناثا وذكورا، حيث يتم خلالها تطبيق تقنيات متنوعة على غرار الرسم بقلم الرصاص وتقديم أساسيات ومبادئ الرسم لكي تكون لديهم إنطلاقة صحيحة في المجال الفني وإكتساب عدة مهارات حتى يصبحوا قادرين على التميز في باقي مشوار حياتهم.
كما تحظى ورشة الخط العربي بدار الثقافة مبارك الميلي بإقبال كبير وتفاعل من قبل شباب وأطفال المنطقة، الذين عبروا عن حبهم للخط العربي وانبهارهم بفكرة التشكيل وأنواع الخطوط، وأوضح صاحب الورشة، أمين زموري أن ورشته تستقطب جماهير من مختلف الأعمار، وقد وجد فيها تفاعلا كبيرا، حيث يتم خلالها تقديم المبادئ والقواعد الأساسية للخطوط وفق طرق تسهل تعلم رسم الحروف مؤكدا، أنه يتم تعليمهم مبدئيا خطة الرقعة والذي يعتبر من أفضل الخطوط للخطاطين المبتدئين.
وتهدف هذه الورشة حسب صاحبها، إلى تنشئة جيل واع ومثقف يهتم بما هو نافع ومفيد، بالإضافة إلى الحفاظ على هذا الفن الجميل الذي تركه أجدادنا في سائر البلدان العربية والإسلامية وقاموا بتحسينه إلى أن وصل إلينا بالشكل الذي نراه اليوم، فهو تراث عربي خالد ينبغي الحفاظ عليه.
فرصة لصناعة الرسوم المتحركة

وتشهد ورشة صناعة الأفلام المتحركة بدار الثقافة مبارك الميلي، إقبالا كبيرا من المهتمين بها ومن مختلف الأعمار، حيث يأتون لتعلم أساسيات الرسم الرقمي وتحريك الصور، وأوضح مؤطرها، عنتر دعدوش، أنها أصبحت تحوز على اهتمام كبير، لاسيما بعد نجاح منخرطيها في إنتاج فيلمين قصيرين في وقت وجيز، وافتكاك الجائزة الأولى في مهرجان سينمائي دولي بتونس عن فيلم " تجارة"، فضلا عن فيلم "رسائل اللقلق" المتوج بجائزة وطنية.
و تتكون الورشة التي انطلق نشاطها قبل سنتين من فنانين تشكيليين ومواهب محلية في تخصصات مختلفة على غرار رسامين وموسيقيين، ناهيك عن معلقين صوتيين وكتاب سيناريو، تهدف وفق مسيرها ومدرب الرسم الرقمي، إلى وضع قاعدة أساسية لإنتاج أفلام متحركة جزائرية شكلا ومضمونا، من خلال الاستثمار في قدرات ومواهب الشباب المبدع في مجالات عدة، منها الرسم الرقمي وتحريك الصور بالإضافة إلى كتابة السيناريو.
وأضاف محدثنا المختص في مجال الرسم الرقمي، أنه يتقاسم مع فريقه خبرة تمتد إلى عشر سنوات، ويسعى إلى دعم المنخرطين في الورشة بكل ما يملك رغم أن عملية صناعة الرسوم المتحركة عملية صعبة جدا ومعقدة وتحتاج إلى إمكانيات هائلة ودعم مالي، فضلا عن العتاد من ألواح رقمية وأجهزة حواسيب لتحقيق المراد، لكن رغم ذلك يقول عنتر بأنه مصر رفقة المجموعة على مواصلة العمل للوصول إلى غاياتهم لإنتاج أفلام محلية ومواجهة الأعمال الأجنبية التي تروج لثقافات غريبة عن المجتمع وتنشر أفكارا لا تتلاءم مع عاداتنا.
م.ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com