تتواصل ببلدية آث يني، في ولاية تيزي وزو، فعاليات الطبعة 18 لعيد الفضة الذي سيمتد إلى غاية 27 جويلية الجاري، بمشاركة 138 حرفيا قدموا من 15 ولاية، بما في ذلك تمنراست وتيبازة وتلمسان وبجاية والقالة وورقلة والمدية إلى جانب حرفيين من الولاية المستضيفة.
وأعطى الأمين العام للولاية السيد ميلود فلاحي، إشارة انطلاق هذه التظاهرة بإكمالية العربي مزاني، بمقر بلدية آث يني، ويشارك فيها حرفيون يمارسون مهنا أخرى مثل صناعة السلال والأواني النحاسية والفخار والرسم على الحرير والصابون اليدوي والألبسة التقليدية والمأكولات التقليدية وغيرها.
وخلال حفل الافتتاح الذي نظم قبل يومين، وعد ميلود فلاحي الحرفيين المختصين في صناعة الحلي الفضية برفع انشغالاتهم إلى السلطات المعنية، من أجل دعمهم ومساعدتهم حتى يتمكنوا من مواصلة حرفتهم التي تواجه عدة مشاكل لا سيما غلاء المواد الأولية، بما فيها الفضة الخام والمرجان والطلاء الخزفي، مؤكدا أن سمعة حلي آث يني تجاوزت حدود الجزائر، مشددا على ضرورة الحفاظ على هذه الصناعة التقليدية العريقة.
وخصصت طبعة هذه السنة، لتكريم الشهيد العربي معروف، وهو أحد أقدم صانعي الحلي الفضية الذي ينحدر من قرية آث الأربعاء بالبلدية.
واعتبر الحرفيون أن هذا العيد السنوي، هو فرصة لتسويق منتوجاتهم وطرح انشغالاتهم على السلطات لمساعدتهم، كما يعد فرصة للتعريف بحلي آث يني، التي يتفنن في صناعتها سكان المنطقة بلمستهم الخاصة. وطرح هؤلاء مشكل الحلي المقلدة التي تغزو الأسواق المحلية والتي تشبه في تصاميمها وألوانها الحلي الفضية الأصلية، إذ أثرت هذه المجوهرات التي تستورد من البلدان الآسيوية على نشاطهم كونها أصبحت تنافس منتوجاتهم المصنوعة من الفضة الخالصة والمرجان. وتعد الحلي الفضية، من الإكسسوارات المهمة التي تتزين بها المرأة القبائلية وترافق اللباس التقليدي سواء في المناسبات مثل حفلات الزفاف أو الختان وحتى في حياتها اليومية، وتعتبر أولوية في جهاز العروس إلى جانب الجبة القبائلية، في حين لا يزال الحرفيون يعتمدون على الطرق التقليدية التي تتطلب التركيز والصبر مع وسائل جد بسيطة لابتكار مجوهرات جميلة بأناملهم وبمزيج من الألوان المتناغمة التي لها رمزيتها الخاصة، تتراوح بين الأخضر والأصفر والأزرق والأحمر والبرتقالي، ويتم الاعتماد على قطع المرجان لتزيين هذه الحلي مما يجعلها جذابة.
وشهدت المجوهرات الفضية القبائلية، تطورا وتحديثا مع الحفاظ على لمستها التقليدية، حيث أصبح الحرفيون يصنعون عدة أشكال وبأحجام وأوزان مختلفة يمكن للسيدات والفتيات ارتدائها في حياتهن اليومية. وتتنوع هذه الحلي بين الأقراط، والأساور، والقلادة، والخاتم، وثعصابث التي توضع على الجبين وما إلى ذلك، وكل قطعة مصقولة وغنية بألوانها تحمل معنى اجتماعي وثقافي، وتعطي معلومات عن الحالة الشخصية للمرأة (متزوجة، مخطوبة، عازبة، وما إلى ذلك)، في حين ترتدي العروس خلال حفلة الحناء واليوم السابع من عرسها قطعة كبيرة في كاحلها تسمى "أخلخال لداح" مرفوقة بالجبة القبائلية والقطع الفضية الثمينة الأخرى لتتميز بها عن باقي النساء في العرس وهو ما يمنحها قدرا من الأناقة
والفخر. سامية إخليف