الأحد 8 سبتمبر 2024 الموافق لـ 4 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

تجمع بين التقليدي والعصري: أنشطة يدوية تواكب موسم الاصطياف و الأفراح


تنتعش حرف وأنشطة يدوية في موسم الصيف، وتتعلق أساسا بتصميم أطقم النزهات وبعض لوازم البحر، فضلا عن الإكسسوارات الصيفية كالقبعات والحقائب اليدوية، وبعض مستلزمات جهاز العروس و زينتها، وكل ما يواكب موضة الموسم، حيث تجد سيدات ماكثات في البيوت وجامعيات في هذه الحرف البسيطة وسيلة للنشاط و الكسب خلال فترة العطلة، ويعتمدن في عملية التسويق
على حساباتهن على مواقع التواصل مع ضمان خدمة التوصيل لمختلف الولايات.
من الحرف التي تلقى رواجا كبيرا، خياطة أطقم النزهات المشكلة من وسائد وبساط بحجم كبير، وكذا مناديل وسلال وحقيبة مزينة بنفس الخامة من القماش، وذلك للحصول على تشكيلة موحدة ومتناسقة، حيث تنشر ممارسات للحرفة صورا على مواقع التواصل لمختلف القطع التي تجود بها أناملهن، وتؤكدن على إمكانية توفير موديلات أخرى حسب الطلب والذوق لكسب أكبر عدد من الزبائن خصصا وأن هذه الأطقم رائجة جدا هذا الموسم.
ويختلف سعر الطقم باختلاف عدد القطع، حيث قالت الحرفية في الخياطة "أم ملاك أمير" ،بأنها استغلت فترة الصيف للنشاط، وقد حددت سعر الطقم المشكل من بساط وست وسائد بـ 2500 دينار، يزيد وينقص حسب حجم التشكيلة.
موضحة، بأنها تعمل بمقر سكنها بولاية باتنة، ولم تتمكن بعد من ضمان خدمة التوصيل، مقارنة بباقي الحرفيات اللواتي يمارسن ذات النشاط، ، مؤكدة بأنه نشاط موسمي يحقق دخلا معتبرا.
حرفيات يكيفن تخصصاتهن مع ترندات الصيف
شيماء من الشابات اللواتي تخصصن في فن الديكور، غير أنها كيفت طبيعة نشاطها بما يتماشى وموضة الموسم الصيفي هذه السنة، لضمان عائد مادي يمول مشروعها لاحقا، حيث تفرغت مع بداية الصيف لأنشطة جديدة لم يسبق وأن قامت بها، والتي ترى بأن لها علاقة بتخصصها الأصلي في فن الديكور، كتصميم أطقم "البيكنيك"، أو النزهة.
وتوفر الشابة أطقما متنوعة منها ما توجهه للبيع، ومنها ما تخصصه للكراء فقط، مع إقتراح تأجير طقم صحون و كؤوس وعلب حفظ للأطعمة يكون مناسبا للنزهة يتماشى مع "التفصيلة" وذلك على اعتبار أن أطقم النزهات بكل ما تضمه من قطع تعتبر " توندونس" على مواقع التواصل، وصورها شائعة و تساعد على مضاعفة عدد الزبونات.
وتعتمد شيماء على طرق حديثة في الترويج، حيث تدفع تكاليف جلسات تصوير احترافية في الفضاءات الخضراء، لتبرز روعة الطقم وما يضفيه من جمالية على "القعدة"، كما تخصص حيزا من نشاطها لصناعة أطر زجاجية بسعر يتراوح بين 1500 و1800 دينار، تستعمل لتوثيق ذكريات معينة كعقد القران مثلا، و تسمى هذه القطع الموجهة للزينة بـ "كادر البصمة" وهي عبارة عن لوحة زجاحية يكتب عليها اسم العروسين إلى جانب تاريخ عقد قرانهما وبصمتي الأصبعين، لتظل ذكرى، مشيرة إلى أن هذه الديكوارت تعد موضة الموسم إلى جانب حامل الدفتر العائلي،وعلب وإطارات مصنوعة من مادة الريزين تستعمل لحفظ باقة ورد العروس.
سلال بلاستيكية بلمسة تقليدية
ومن الأنشطة اليدوية الرائجة أيضا، صناعة و تزيين السلال الخاصة بحمل أغراض و لوازم البحر من أوان وأطعمة وفوط وغير ذلك، حيث تبدع أنامل شابات وشباب في تغليف وتزيين سلال بلاستيكية بطريقة عصرية، مستوحين التصاميم من صفحات عربية وحتى أجنبية تعنى ببيع أغراض النزهة والاصطياف.
وتعرض هذه المنتجات بأحجام مختلفة ويتراوح سعرها بين 1200 دينار و4 آلاف دينار، وتلقى رواجا كبيرا إلى جانب أغطية الشمسيات، التي تقترح كبديل للأغطية المنزلية التي تستعملها عائلات لأجل ضمان خصوصيتها عند الجلوس على الشاطئ.
ومن أغراض البحر التي تصنعها أنامل شابات، حقائب يد ومراوح من الحلفاء، وإكسسوارات من الخرز، فيما تبدع أخريات في تزيين النعال بالخرز بما يتلاءم مع لباس السباحة ويضفي لمسة أنيقة على المظهر، وهو نشاط يدوي مزدهر وسط حرفيات فن "المكرمي" و الحياكة اليدوية، حيث يبدعن في لف الخيوط للحصول على تصاميم أنيقة و جميلة وعملية، كما تفعل شمسة طورش من قسنطينة، و الشهيرة بتصاميمها المختلفة من حقائب يدوية مخصصة لإطلالات الأعراس، تصنعها من الكريستال كما قالت، إلى جانب الحقائب ذات الاستعمال اليومي التي توظف فيها نوعا معينا من الحبال تجتهد كذلك لتزين به تحفا فخارية.
مراوح الحلفاء المطرزة موضة صيف 2024
و تعد صناعة المراوح المطرزة الخاصة بالعرائس أو المصنوعة من الحلفاء، من الحرف اليدوية الناشطة جدا هذه الصائفة، حيث تضع حرفيات لمسة تقليدية على القطعة وتعرضها للبيع، ما أثار اهتمام سيدات وجدن فيها ميزة خاصة تعبر عن الهوية المحلية، لتصبح قطعة أساسية ضمن تصديرة العروس وفي إطلالة سيدات. ومن الشابات اللواتي ساهمن في بعث حرفة صناعة المروحات التقليدية السيدة البتول بن ديلمي، التي نجحت في فرض علامتها "بيتي" لصناعة المروحات التقليدية في السوق، لتنافس المنتوج الصيني بفضل الجودة والإتقان.
و سبق وأن تحدثت للنصر عن تجربتها، وقالت بأن احترافها فن الخياطة والتطريز مكنها من الإبداع في صناعة المرواح، حيث حملت الإبرة و الخيط و هي في سن صغيرة، مردفة بأن مواصلة دراستها والتحاقها بالجامعة لم يقتل الشغف الذي بداخلها، بالرغم من توقفها لفترة عن ممارسة الحرفة، لتعود إليها وكلها عزيمة لتأسس مشروعا صغيرا وتطلق علامة خاصة.
وتعتمد البتول، في صناعة المراوح على أعواد خشبية و قماش المخمل و وخيوط الفتلة الذهبية، علما أن الطلب الكبير على مراوحها وهو ما يحفزها على المواصلة حسب تعبيرها.
أخبرتنا الحرفية، أنها تستلهم موديلاتها من قطع قديمة للحفاظ على اللمسة التقليدية، منها ما يتخذ شكل مراوح البايات وعليه رموز تعكس في مجملها زخرفة الطيور و النبتاتات، كما تبدع في تصميم موديلات أخرى تتناسق مع الأزياء التقليدية و كذا العصرية للمرأة الجزائرية، حيث تخصص تصاميم من المراوح لمرافقة كل زي تقليدي على غرار الجبة القبائلية و قندورة الشامسة القسنطينية التي تتطلب نوعا محددا من قماشي "البروكار" أو "الستان"، تزينها عموما بأحجار كريمة.
أما الأسعار فتنطلق من 1200دج إلى 3000دج فما فوق، كما تبدع في تصميم مراوح بواجهتين و بلونين مختلفين و تطريزها بشكل بديع لتنسيقها مع عدة إطلالات، و تصنع موديلات بألوان فرق رياضية محلية كذلك، حيث تسجل عدة طلبيات لموديلات بألوان فريقي شباب و مودلودية قسنطينة.
الفخار ..حرفة تزدهر صيفا
وإلى جانب ذلك، تعد صناعة الفخار من الحرف التقليدية التي تلقى رواجا على مدار السنة، و تنتعش بشكل أكبر صيفا حسب ابنة ولاية أم البواقي الحرفية ذهبية زيداني، البالغة من العمر 70 سنة، والتي قالت للنصر، إنه وبحكم خبرتها الطويلة، فإن الفخار يكون أكثر استخداما في فصل الحر، فهناك أناس يفضلون حفظ الماء في القلال و استخدام كؤوس الطين لما لها من خاصية التبريد فضلا عن أنها صحية و تبقي الماء نقيا وخاليا من الشوائب، كونها مصنوعة يدويا من مادة الطين البني الخالي من الرصاص، القادر على إعادة تنقية الماء وإحياء خصائصه الطبيعية.
ولم يمنع كبر السن ذهبية من صناعة قطع فخارية على طريقة الجدات وبمواد طبيعية، وعرضها في معرض الحرف التقليدية بقسنطينة، حيث تقول بأنها لا تحب منتجات التكنولوجيا، وتعتمد على ابنتها الخياطة في الترويج لحرفتها التي ورثتها عن والدتها، حيث كانت تساعدها في جلب الطين وصناعة الطاجن، لتظل وفية للحرفة بالرغم من كبر سنها وتجاوزها عمر 70.
ويشكل حضور ذهبية في معارض الحرف اليوم، إضافة نوعية لأنها تقدم منتجات طبيعية خالصة من تحف وأوان فخارية محافظة على اللمسة التقليدية القديمة، وتقول الحرفية بأن ما تعرضه يلقى رواجا ملفتا خاصة في فصل الصيف حيث يزيد الطلب على الأكواب، لكونها تحافظ على برودة الماء وتعطيه مذاقا مميزا، كما تلبي محدثتنا طلبات زبائنها بصناعة قطع خاصة، بالاعتماد على صور يعرضونها عليها مسبقا لتصنع تحفة مماثلة مع وضع لمستها الخاصة.
أسماء ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com