تعمل ابنة وهران، السيدة ابتسام منذ 2019، على تطوير فكرة مميزة تتمثل في صناعة حلويات تقليدية و عصرية صحية، موجهة بالأساس لمرضى السرطان و المصابين بأمراض مزمنة كالسكري و حتى السمنة المفرطة وغيرها.
المبادرة الفريدة كما تصفها صاحبتها، تهدف لتوفير منتجات صحية لكل الفئات وتكون مناسبة للمرضى والأصحاء على حد سواء، حيث تسعى الحرفية إلى توسيع نشاطها والترويج له أكثر لتسمح للمرضى وتحديدا المصابين بالسرطان بالاستمتاع بتناول الحلويات دون تردد أو خوف على صحتهم.
وقد أوضحت ابتسام للنصر، أنها تركز في تحضير هذه الحلويات على مبدأ استبدال المكونات العادية المستخدمة في تحضير الحلويات، بأخرى طبيعية تماما خالية من الغلوتين و الزيوت المهدرجة و غير ذلك، فتعوض الزبدة الصناعية بزبدة طبيعية أو بزيت الزيتون أو زبدة مكسرات، وتضع بدل السكر الأبيض سكرا من مشتقات التمر، كما تستخدم عدة أنواع من دقيق القمح الكامل الصلب واللين الغني بمادة النخالة أو الشوفان و الشعير، كبديل عن الدقيق الأبيض «الفرينة» يتم تعويضها.
أما فيما يخص النكهات، فتستعمل كل ما هو طبيعي مثل الفانيليا وقشور الليمون و البرتقال و عدة أنواع من التوابل. وأوضحت محدثتنا، أن فكرة ولوج هذا المجال المهني، ولدت بعد تخرجها من الجامعة، أين درست شعبة علوم بيولوجية وأتمت دراساتها العليا في علم الأحياء الدقيقة، ولكنها لم تتمكن من الحصول على عمل يناسب مستواها العلمي و ميولها، إذ قضت 20 سنة تنتقل بين البطالة والعمل بالصيغة التعاقدية قصيرة المدى لدى مؤسسات خاصة مختلفة.
في 2019، راودتها فكرة احتراف صناعة الحلويات، واختارت التميز عن غيرها بتخصيص منتجها لفئة معينة هي مرضى السرطان، الذين غالبا ما يحرمون من مختلف الحلويات والأطعمة بسبب خضوعهم للعلاج قصير أو طويل المدى، ففكرت ابتسام في إسعادهم بهذه المنتوجات غير المضرة بالصحة لأن مكوناتها طبيعية.
مردفة، أنها اعتمدت على إمكانياتها المادية الخاصة وكفاءتها وقدراتها، ومضيفة أن الطريق كان صعبا جدا، لأن الكثيرين لم يؤمنوا بالفكرة ولم يقدروا المجهودات فكانت الأبواب موصدة في البدايات، ولكنها فتحتها بعزمها وتحديها لكل الصعاب وقررت الانطلاق من الصفر لتصل إلى مبتغاها، حيث حددت لنفسها هدفا نبيلا وهو ترك بصمة خير وتقديم المساعدة لفئة محرومة من تناول وتذوق الحلويات.
ثابرت ابتسام واجتهدت للحصول على بطاقة حرفي وتسجيل علامتها الخاصة سنة 2020، تحت اسم « Sain Délice»، ورغم أن العائد المادي متواضع مثلما قالت، إلا أنها تستقطب العديد من الزبائن وبدأت منتجاتها تنتشر أكثر، ليس فقط بين المرضى بل حتى الأصحاء الذين لا يحبون الحلويات عالية السكر، وبين زبائنها كما أوضحت، أطباء و صيادلة وأشخاص يتبنون ثقافة الأكل الصحي.
إلى جانب ذلك، فإن هناك إقبالا مشجعا جدا على حلوياتها من طرف مرضى السرطان وبعض مرضى السكري الذين يتوافدون على المحل الذي افتتحته سنة 2023 بعد سنوات من العمل في البيت، ويقع المحل بواحد من الأحياء التي تعرف حركية كبيرة وهو حي الياسمين شرق مدينة وهران. تعمل ابتسام حاليا على تنويع منتجاتها، وتعتمد في الترويج لها على الوسائط الاجتماعية، كما توفر لزبائنها خدمة التوصيل إلى غاية البيت، وتشير محدثتنا، إلى أن المستهلك الجزائري لا يزال بحاجة بخصوص ثقافة استهلاك الغذاء الصحي، خصوصا وأن هناك من لا يفرق أو لا يهتم أساسا بالفرق بين الطعام الطبيعي والطعام المصنع المشبع بالمضافات و المواد الحافظة و السكر والزيوت المهدرجة وغير ذلك.وأضافت، أنه يتوجب على المستثمرين كذلك العمل أكثر على ترقية النشاط في مجال الصناعات الغذائية الصحية حتى وإن لم يكن مجالا يدر الكثير في الوقت الحالي. بن ودان خيرة