عيد التين في إيلولة أومالو: دعــوة إلى تحسيـــن الإنتـــاج والحفـاظ على الأصناف المحلـــية

استقطبت الطبعة 14، لعيد التين التي احتضنتها ساحة قرية لمصلى في بلدية إيلولة أومالو 60 كلم أقصى جنوب شرق ولاية تيزي وزو، حشدا كبيرا من الزوار الذين جاؤوا للإطلاع على أنواع التين الطازج والمجفف وتذوق هذه الفاكهة الموسمية.
وشارك في التظاهرة التي انطلقت أمس الأول، حسب محند بوعشرين رئيس جمعية «ثغيلت» المنظمة للحدث، 65 عارضا قدموا من 12 ولاية من بينها برج بوعريريج وبومرداس والبويرة وبجاية وقسنطينة وبومرداس وسطيف وغيرها، أين عرضوا عدة أصناف من التين الذي تتميز به كل ولاية، كما استقبلت التظاهرة حرفيين في مختلف الصناعات التقليدية.
وبحسب المنتجين الذين قابلتهم النصر، فان محصول التين تراجع بشكل كبير جدا هذه السنة بسبب عدة عوامل أهمها الحرائق التي تلتهم مساحات كبيرة من حقوله وحقول الزيتون سنويا، بالإضافة إلى شح الأمطار أو هطولها في غير موسمها، إلى جانب التغيرات المناخية والارتفاع الكبير لدرجات الحرارة .
وشدّد المنظمون على ضرورة توفير الظروف الملائمة لتحسين الإنتاج والحفاظ على الأصناف المحلية من التين الطازج، حيث أكدوا أن عدة أنواع من هذه الفاكهة غير متوفرة هذه السنة بسبب تراجع المردود على المستوى المحلي والوطني.
وفي ذات الصدد، أشار رئيس الجمعية الثقافية «ثيغيلت» إلى أن الحفاظ على هذه الفاكهة يعتبر من أولويات القرية التي تنتج ثمار تين ذات نوعية ممتازة لا سيما صنف «أجنجار» الذي يعطي التين المجفف ويفضله الزبائن عن غيره نظرا لفوائده الصحية، مشيرا إلى أن لجنة القرية تقوم كل سنة بغرس شتلات تين لتعويض ما أتلفته الحرائق مع تجديد الأشجار القديمة للرفع من المحصول وزيادة المردودية وإعادة توفير الأصناف المحلية، علما أن قرية لمصلى معروفة بأكثر من 20 نوعا من التين.
ويعتبر التين من الفواكه الرئيسية التي تتوفر خلال فصل الصيف، ويمكن تناوله طازجا أو كمربى أو من خلال الحلويات المالحة والحلوة، و التين غني بمضادات الأكسدة والمعادن والألياف، كما أنه غني بالكربوهيدرات والألياف والمواد المغذية، وهو منجم حقيقي من الفوائد الصحية بحسب خبراء التغذية.
ويوفر التين على ما يقرب من 57 سعرة حرارية لكل 100 غرام، وهو ما يعادل 2 أو 3 حبات تين حسب حجمها، وهذه الفاكهة معروفة بمساهمتها في توفير البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور و حتى الحديد والمنغنيز والنحاس، كما أنها تحتوي على مجموعة فيتامينات ب (ب1، ب5، ب6) بالإضافة إلى فيتامين ك والبيوفلافونويد، وغالبا ما ينصح باستهلاك التين في حالات الإمساك لتحفيز الأمعاء كونه غني بالألياف، ومع ذلك، يجب الحرص على عدم الإفراط في تناوله، لأنه قد يكون له تأثير ملين.
وينصح بشراء التين الطازج بكميات قليلة وتناوله خلال 48 ساعة لأنه لا يمكن حفظه لفترة طويلة، خاصة أنه لا يمكن تخزينه في الثلاجة.
ومثل جميع الفواكه المجففة، يحتوي التين المجفف على العناصر الغذائية المفيدة للجسم، وهو منخفض بشكل طبيعي في الدهون المشبعة وغني بالألياف ومضادات الأكسدة (النحاس والمنغنيز والأحماض الفينولية والفلافونويد) وبالتالي فهو يمنع ظهور ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم وتطور لويحات تصلب الشرايين.
ويساعد التين المجفف على تنظيم العبور الهضمي، حيث أن أليافه القابلة للذوبان تحارب الإسهال أو تمنع الإمساك، كما أن الاستهلاك المنتظم للتين المجفف من شأنه أن يعزز العودة إلى ضغط الدم الطبيعي ويساعد على الوقاية من اضطرابات الضغط من خلال البوتاسيوم الموجود فيه.
ويوفر التين المجفف العناصر الغذائية اللازمة لتحسين القدرات البدنية والفكرية، كما يساهم في الأداء السليم للعضلات من خلال معادن البوتاسيوم أوالكالسيوم، حيث يمكن أن يسبب نقصهما اضطرابات تقلص العضلات.
سامية إخليف