الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

مواقع التواصل سوق خصبة للنشاط: جامعيون وأساتذة يقتحمون عالم الحرف و المشاريع المصغرة


تحول عالم الحرف إلى حقل خصب للاستثمار، فلم يعد يستهوي ربات البيوت والشباب فقط، بل صار مجالا قاطبا لجامعيين وحتى موظفين من شرائح عمرية مختلفة، وجدوا في ممارسة الحرف متعة و فرصة لتحقيق دخل مادي عن طريق الاستفادة من الامتيازات التي تمنحها بطاقة الحرفي، في مقدمتها الاستفادة من قروض مصغرة لتأسيس مشاريع خاصة.

استطلاع / أسماء بوقرن

تكشف المعارض الفنية والتراثية التي تنظم دوريا على مستوى دور ومراكز الثقافة وقصر أحمد باي بقسنطينة، عن الاهتمام المتزايد بالحرف واقتحام فئات جديدة لهذا المجال، بعد أن كان الإقبال عليها محتشما.
ويشكل حاملو الشهادات الجامعية النسبة الأكبر، حيث يفضلون الجمع بين الوظيفة و مجال نشاط آخر سعيا منهم لإنشاء مشاريع فردية خاصة، وتعد الحرف أفضل فرصة يمكن اقتناصها لبلوغ الهدف وإطلاق العنان للموهبة كذلك، وذلك بحسب ما أكدته رئيسة الكونفيدرالية الولائية للحرفيين بقسنطينة، كاشفة عن تأطير ألف طالب جامعي في الميدان.
و تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي، من العوامل التي حفزت الكثيرين على خوض التجربة، حيث تعرض نماذج ناجحة لأشخاص تمكنوا من تحقيق أحلامهم وإطلاق مشاريعهم، كما تشكل أيضا سوقا للترويج للمنتجات الحرفية. وقد مهدت هذه المنصات التفاعلية واسعة الانتشار، الطريق أمام شباب وموظفين لدخول عالم المقلاولاتية و المشاريع المصغرة، و تمكن البعض من البروز و التميز وإطلاق علامات ناجحة وجدت لها مكانا، كما ساعدت صيغ الدعم المقدمة لحاملي البطاقات الحرفية في تمويل مشاريع وتجسيد عدة أفكار، تنوعت بين صناعة الإكسسوارات والحلي التقليدية والعصرية، والخزف الفني وما إلى ذلك.
وهناك أيضا، من يجمع في نشاطه بين الحرفة اليدوية والتخصص الجامعي، على غرار ما تقوم به خريجات من أقسام البيولوجيا يحترفن اليوم صناعة منتجات التجميل الطبيعية « بيو» التي تشكل موضة رائجة.
صناعة الإكسسوارات الحرفة الأكثر انتشارا

تشكل صناعة الإكسسوارات أكثر الحرف اهتماما وطلبا، وذلك حسب المشتغلين في المجال، مرتبط أساسا بتوفر المادة الأولية وكون العمل بسيطا ولا يتطلب جهدا، ناهيك عن أن عائده المادي مقبول.
كوثر، شابة متحصلة على شهادة ليسانس في الأنثروبولوجيا من جامعة قسنطينة، وتطمح لمواصلة دراستها الجامعية، قالت إنها تعتزم مع بداية الموسم الجامعي الالتحاق بالسنة الأولى ماستر، لكنها تشتغل بالموازاة مع ذلك في حقل الحرف ويعرف نشاطها ازدهارا، موضحة بأنها دخلت المجال في سنة 2020 ولا يزال مشروعها الصغير قائما إلى غاية اليوم، و يصبح أكثر تطورا مع مرور الوقت.
أخبرتنا، أنها بدأت العمل على صناعة الإكسسوارات بعدما أعجبت بتجارب شابات أخريات كانت تتباع نشاطهن على مواقع التواصل وتحديدا إنستغرام، حيث انبهرت بما يصنعنه من تحف فخارية واكسسوارات، وكما لاحظت من خلال التفاعل مع منشوراتهم أن الطلب على هذه المنتجات كبير، كما لمست التغيير الإيجابي الذي طرأ تدريجيا على حياة هؤلاء الحرفيات ويف غيرت مشاريعهن المصغرة مستوى معيشتهن، فقررت أن تقتدي بهت.وانطلاقا من هذه الفكرة، بدأت في استغلال وقت فراغها في التعلم ومن ثم باشرت العمل وكانت تجمع بين المتعة والتعلم و الكسب فكانت الانطلاقة بصناعة إكسسوارات خاصة بها، لتقوم بتصويرها ومشاركتها مع متابعات صفحها، وقد كان التفاعل محتشما في البداية لكنه تحسن تدريجيا، حيث باتت تسجل عديد الطلبيات على مختلف إكسسوارات الزينة المصنوعة من الخرز والكريستال.
مردفة في حديثها للنصر، بأنها لم تحصر نشاطها في صناعة الحلي المخصصة للمناسبات، وإنما يشمل عملها الإكسسوارات اليومية، حيث تجيد تنسيقها مع مختلف الإطلالات، وتستجيب لذوق الزبونات، كما تكيف ما تعرضه من حلي وأساور وحلقات الأذن مع طبيعة كل الموسم.
العطل فرصة لتكثيف النشاط
تقول كوثر، بأن الفضاء الافتراضي مكنها من توسيع رقعة نشاطها وأكسبها زبائن من مختلف مناطق الوطن في ظرف وجيز، وجعل علامتها مطلوبة، وساعد على انتشار اسمها لتصبح دائمة الحضور في معارض الحرف التقليدية، التي تعتبرها فرصة للاحتكاك المباشر بالمهتمين بما تبدعه أناملها. مشيرة، إلى أنها تستغل فترات العطل لتكثف نشاطها، وتطور حرفتها من خلال متابعة حرفيات محترفات في المجال سواء في محيطها أو من خلال قنوات اليوتيوب، حيث تتعلم من الأجانب صناعة إكسسوارات فريدة تناسب كل الأعمار، كاشفة عن حلمها في تأسيس ورشة لتعليم صناعة الحلي، وفتح محل لبيع مختلف التصاميم.
زاوجت بين التعليم والصناعات التقليدية

لايستقطب ميدان الحرف حاملي الشهادات والبطالين فقط، وإنما يستهوي الموظفين الذين وجدوا في ممارسة الأنشطة اليدوية متعة تضمن عائدا ماديا، من بينهم الشابة ملاك ياسمين وكوش، أستاذة لغة عربية وتربية إسلامية بمتوسطة ببلدية الخروب، تبلغ من العمر 22 سنة، قالت لنا إن الوظيفة لم تمنعها من ممارسة النشاط الحرفي الذي تحبه وهو الطباعة الفنية.
وتعمل محدثنا، على تصميم واجهات الكراريس وبطاقات الدعوة وتوزيعات حنة العروس، مع إضافة لمسة خاصة وفريدة على كل قطعة تنجزها، حيث تسعى لتحقق التميز من خلال الطلبيات التي تقدمها لزبائنها.وترى ياسمين، أن عالم الطباعة كبير وجميل، وهو مجال تهرب إليه من روتين الوظيفة وضغط تحضير الدروس وأسئلة الامتحانات والفروض، حيث تجد متعة كبيرة في تصميم القطعة. مردفة، بأن بدايتها كانت بعد فترة تكوين تعلمت خلالها برمجيات خاصة بوضع التصميم وتقنيات الفوتوشوب لتتمكن من تلبية كل الأذواق، ثم قامت بتجسيد عديد القطع كنماذج أولية عرضتها عبر صفحاتها على مواقع التواصل.
مشيرة، إلى أن صناعة كل قطعة تتطلب متسع من الوقت وكثيرا من الإبداع، كما تستدعي تركيزا تاما ودقة متناهية، للتمكن من ضبط الأبعاد بشكل دقيق للحصول على قطعة فنية جميلة خالية من العيوب التقنية.
إنستغرام أكبر واجهة للترويج والانتشار
ويعد موقع إنستغرام بالنسبة لملاك ياسمين، منصة مهمة جدا للنشاط و الترويج، لأنها تتيح للجميع عرض منتجاتهم و إبداعاتهم والتواصل مع أكبر عدد من الزبائن و المتابعين.
وقالت إنها سوق كبيرة تفتح أبوابها أمام الجميع بمن في ذلك المبتدأين، فيكفي حسبها، أن تصنع منتجا وتجيد تصويره لتستميل الزبون و تقنعه بالشراء، قائلة للنصر، بأنها نجحت في ظرف شهرين في كسب ألف متابع لحسابها، واعتمدت على ممولين جعله أكثر مرئية.
أخبرتنا، أنها وقعت في البداية في فخ التحايل، غير أنها تخطت الأمر وواصلت في درب النجاح، وهي اليوم تحرص على تطوير حرفتها وممارسة شغفها في الكتابة، كاشفة أن لها تجارب سابقة مع الرواية.
شغف والدتي قادني إلى عالم الحرف

أما هاجر سوالمية، خريجة جامعة منتوري قسنطينة، ماستر 02 أدب عربي، فقالت إن والدتها سهيلة درويش هي ملهمتها الأولى، وقد قابلناهما معا في معرض للحرف بقصر الحاج أحمد باي، أين تحدثتنا عن شغفهما بالمجال.
أوضجحت لنا هاجر، أنها استغلت خبرة والدتها في الحياكة لتتعلم و لتجرب النشاط و الكسب، حيث اعتمدت على مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لما تخيطه والدتها، كما تحرص هي أيضا على تعلم تقنيات الحياكة لتوسيع المشروع، وترى بأنه بات من الضروري تعلم حرفة تمكن صاحبها من توفير مردود مادي وعدم التقيد بإنتظار الوظيفة.
* رئيسة الفيدرالية الولائية للحرفيين قمرة بومنجل
إدماج 500 طالب في ميدان الحرف

قالت قمرة بومنجل، رئيسة الكونفديرالية الولائية للحرفيين والصناعات التقليدية والسياحية بقسنطينة، بأن هناك إقبالا كبيرا جدا للطلبة والمتخرجين على التسجيل في مجال الحرف، وهو ما لاحظته خلال الثلاث سنوات الأخيرة.
وأوضحت المتحدثة، بأن الكونفيديرالية الولائية للحرفيين تشرف على تأطير 1000 طالب، تم إدماج 500 منهم، منهم من تحصلوا على قروض دعم في مجال صناعة مواد التنظيف، كما هو الحال بالنسبة لطلبة تتوافق تخصصاتهم مع هذه الشعبة، كما سجلت مشاريع في فن الطباعة على مختلف المواد، وصناعة الزيوت والصابون.
مردفة، بأن تفكير الطالب لم يعد مقيدا بالتوظيف التقليدي، وإنما اتسعت آفاقه نحو تأسيس المشاريع، مشيرة إلى أن مواقع التواصل ساهمت في دعم هذا التوجه، كما كرست له الصالونات والمعارض كذلك، على غرار صالون الحرف والمقاولاتية الذي تشرف عليه الجامعة بالتنسبق مع اتحاد الطلبة.
أ ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com