يتحضر التلاميذ للعودة إلى المدارس بداية من الأحد المقبل، وتعتبر اللمجة المدرسية من العوامل المهمة في الحفاظ على تركيزهم أثناء الحصص الدراسية، حيث تلعب دورا حيويا في تزويدهم بالطاقة اللازمة لمواصلة الأنشطة الذهنية والبدنية.
لينة دلول
يؤكد المختص في التغذية عادل بن سالم، بأن التلاميذ الذين يحصلون على تغذية سليمة بين الحصص يكونون أكثر قدرة على الاستيعاب والمشاركة الفعالة في الدروس ما يسهم بحسبه، في رفع تحسين مردودهم الدراسي.
وقد أظهرت الدراسات، أن التلاميذ الذين يتناولون وجبات خفيفة صحية خلال اليوم الدراسي، يكونون أكثر قدرة على حل المشكلات والتركيز في المهام الموكلة إليهم مقارنةً بمن يتناولون أطعمة غنية بالسكريات أو الدهون الضارة، كما أن تناول وجبة خفيفة صحية يحسن المزاج، ويقلل من التوتر والقلق الذي قد يؤثر سلبا على التحصيل الدراسي.
تحافظ على تركيز التلاميذ خلال الحصص
وبحسب أخصائي التغذية، عادل بن سالم، فإن اللمجة المدرسية لها أهمية كبيرة على صحة التلاميذ، فهي التي تحافظ على تركيزهم أثناء الحصص الدراسية، و تلعب دورا حيويا في تزويدهم بالطاقة اللازمة لمواصلة الأنشطة الذهنية والبدنية خلال اليوم الدراسي.
وأكد المتحدث، أن تناول لمجة خفيفة متوازنة يساعد على استقرار مستوى السكر في الدم لدى الطفل، و يضبط مؤشر الانتباه لديه كما يمنع شعوره بالإرهاق أو النعاس، مضيفا بأن التلاميذ عندما يحصلون على تغذية سليمة بين الحصص، يكونون أكثر قدرة على الاستيعاب والمشاركة الفعالة في الدروس، ما يساهم بشكل مباشر في تحسين أدائهم وتعزيز قدرتهم على التعلم.
وأضاف الأخصائي، أن الأطفال يستهلكون الكثير من الطاقة أثناء التعلم الأمر الذي يتطلب إعادة شحن أجسامهم بانتظام، مع الحرص على أن تكون اللمجة التي يتناولونها غنية بالعناصر الغذائية المتنوعة مثل البروتينات و الكربوهدرات المعقدة، وكذا النشويات، والدهون الصحية التي تحافظ على مستوى ثابت من الجلوكوز في الدم.
ويعد هذا البرنامج الغذائي ضروريا بحسبه، لتزويد الدماغ بالطاقة اللازمة، و تعزيز القدرة على التفكير والتركيز لفترات طويلة، مؤكدا بأنه عندما ينخفض مستوى الجلوكوز في جسم التلميذ، يبدأ هذا الأخير بالشعور بالإرهاق وعدم القدرة على الاستيعاب.
جميع العناصر الغذائية مهمة للأطفال
وأضاف المتحدث، أن جميع العناصر الغذائية الموجودة في الوجبات، مفيدة ومهمة لجسم الإنسان، بالرغم من وجود بعض المكونات التي لا تمد الجسم بالطاقة إلا أنها مفيدة لعملية الأيض في جسم الإنسان.
وحسبما أوضح الأخصائي، فان جسم الطفل يأخذ نسبة 55 بالمئة من الطاقة من النشويات، و 15 بالمئة من البروتينات، و 30بالمئة من الدهون، فيما يحصل الجسم على نسب متباينة من الطاقة في العناصر الأخرى المتمثلة في الفيتامينات والأملاح المعدنية والماء.
وقال المتحدث، بأن الكربوهيدرات التي تعد المصدر الرئيسي للطاقة التي يحتاجها الجسم والدماغ، يتحصل عليها الطفل من خلال الخبز، والشوفان والبسكويت، فيما يتحصل على البروتينات الضرورية لبناء العضلات والأنسجة وتعزيز الشعور بالشبع لفترة أطول من البيض المسلوق والجبن، واللوز والمكسرات، ومن الدجاج أيضا.
وأوضح أخصائي التغذية، بأن النظام الغذائي السليم له تأثير كبير على الذاكرة طويلة المدى والقدرة على الاسترجاع، فالعناصر الغذائية مثل الأوميغا-3 والبروتينات الموجودة في الأطعمة الصحية، يمكن أن تساعد على تعزيز قدرة التلاميذ على تذكر المعلومات بشكل أفضل وتحسين أدائهم في الاختبارات.
اللمجة يجب أن تكون متوازنة خلال حصة الرياضة
وأكد بن سالم، أن التلميذ خلال حصة الرياضة، يحتاج إلى طاقة إضافية للحفاظ على نشاطه البدني وتعويض ما يفقده من سوائل ومواد غذائية، لذلك يجب أن تكون اللمجة التي يتناولها قبل أو بعد حصة الرياضة متوازنة وتحتوي على العناصر الغذائية التي تزوده بالطاقة وتساعده على التعافي بعد المجهود.
وأضاف المتحدث، أن الترطيب مهم جدا أثناء النشاط البدني، إذ يجب التأكد من شرب كمية كافية من الماء قبل وأثناء وبعد حصة الرياضة، كما يمكن شرب عصير طبيعي خال من السكر لإعادة توازن السوائل والمعادن التي يفقدها الجسم أثناء التمرين.
اللمجة غير الصحية لها تأثير سلبي على تركيز الأطفال
وأشار المختص، إلى أنه لا توجد اختلافات كبيرة في الاحتياجات الغذائية بين الفئات العمرية للأطفال المتمدرين، وذلك لأن جميع العناصر الغذائية مهمة لجسم الإنسان، إلا في بعض النقاط كمستوى النشاط، وحالة الصحة العامة للطفل والتي تحددها كمية الغذاء الذي يتناوله.
وقال المتحدث، بأن الأطفال الصغار يحتاجون في مرحلة نموهم إلى طاقة كافية لدعم نموهم الجسدي، والعقلي حيث تطلب أجسامهم ما يقارب 1400 حريرة، يجدونها في البروتين و الكالسيوم و الفيتامين و الحديد،إضافة إلى الكربوهيدرات المعقدة، أما الأطفال الأكبر سنا فتزداد بحسبه، حاجتهم إلى الطاقة قبل دخولهم مرحلة المراهقة، حيث يبدأ الجسم بالنمو بسرعة لذا يتناولون الوجبات التي تمدهم على الأقل بـ 1700 حريرة، يجدونها عموما في الأسماك و اللحوم والحليب، والحبوب الكاملة،إلى جانب الفواكه و الخضروات الملونة كذلك.
ويفضل بحسب المتحدث، استشارة الأولياء لأخصائي التغذية إذا كانت لديهم تساؤلات حول الوجبات الصحية والمناسبة لعمر الطفل، وذلك بدلا من أن يقدموا له وجبات قد تكون غير صحية ومضرة أكثر لجسده.
وحذر الأخصائي، من إعطاء الأطفال لمجة غير صحية، تفتقر إلى القيمة الغذائية وتحتوي على كميات عالية من المكونات الضارة، مثل الدهون المشبعة، بالسكريات المضافة والملح، لكونها توفر طاقة مؤقتة، وتؤدي إلى مشاكل صحية على المدى الطويل أبرزها السمنة والمشاكل الهضمية، ناهيك عن تأثيرها السلبي على التركيز والأداء الدراسي للأطفال.
هكذا نتصرف مع أطفالنا الذين يعانون من فقدان الشهية
وبحسب الأخصائي، فإن التعامل مع الأطفال الذين يعانون من فقدان الشهية يتطلب الصبر والتفهم، حيث يمكن أن يكون السبب جسديا أو نفسيا، وأول خطوة يجب على الأولياء القيام بها استشارة طبيب الأطفال للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية تسبب فقدان الشهية، مثل نقص الحديد أو اضطرابات في الجهاز الهضمي، كما حذر من الضغط على الطفل لتناول الطعام أو استخدام القوة، لأن ذلك قد يزيد من مقاومته للطعام ويؤدي إلى زيادة التوتر أثناء الوجبات.
وينصح بن سالم، بتقديم الطعام للطفل بشكل جذاب وممتع، وتحديد وقت منتظم للوجبات، ومشاركة الطفل في تحضير الطعام، و تغذيته عن طريق وجبات صغيرة ومتكررة لتعديل شهيته، مؤكدا بأن فقدان الشهية قد يكون مرحلة مؤقتة يمر بها الطفل.
ومن أحسن الوجبات التي يمكن أن تساعد على تغذية التلميذ بشكل جيد خلال يومه الدراسي ما يلي:
- البيض المسلوق: يعد البيض من المصادر الغذائية الغنية بالبروتينات، هو سهل الهضم كما يمكن لطفلك أن يتناوله بدون تعقيد، مع إضافة بعض العناصر المفيدة كالخضروات المقطعة مثل الجزر الخيار.
-الخبز الكامل: هو خبز لونه أسمر مصنوع من الحبوب الكاملة يشعر الطفل بالشبع لوقت طويل و مفيد لصحته، يعتبر أحسن من الخبز الأبيض المصنّع وهو مفيد جدا لتغذية الجسم والشعور بالشبع خاصة إذا كانت اللمجة متكاملة وغنية بالبروتينات و الخضروات و الفواكه.
-الفشار: للفشار فوائد صحية وتحديدا الفشار المعد منزليا وغير المحلى، والذي يمكن أن يعوض السكريات و الحلويات ويغذي جسم الطفل الذي سيستمتع بتناوله.
يمكن أن يحضر في المنزل بطريقة صحية، وهو من الحبوب الكاملة الغنية بالألياف التي تعزز صحة الجهاز الهضمي وتساعد على الشعور بالشبع .
-المكسرات: تحتوي المكسرات على العديد من الفيتامينات و المعادن والدهون الصحية المفيدة، التي تعزز صحة الأطفال لفوائدها الغذائية العالية من الفوسفور والكالسيوم، وهي فعالية لتقوية العظام والأسنان.
-الفواكه: ينصح العديد من الأطباء بضرورة إدخال الفواكه في النظام الغذائي والروتين اليومي للأطفال، حيث يمكن تقديمها في اللمجة بعد تقطيعها أو عصرها لتحضير شراب طبيعي منعش ولذيذ ومغذ.