الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

آسيا بن سالم رئيسة مصلحة الأورام السرطانية بمستشفى ديدوش مراد: هذا جديد علاج السرطان في العالم وهكذا سيوظف الذكاء الاصطناعي

شهدت الجزائر في السنوات الأخيرة، تطورا كبيرا في مجال علاج سرطان الثدي، حيث تعمل الدولة على توفير أحدث العلاجات المتاحة عالميا لمكافحة هذا المرض، الذي يعتبر من أكثر أنواع السرطان شيوعا بين النساء، وتتضمن هذه العلاجات بحسب رئيسة مصلحة الأورام السرطانية بالمؤسسة الاستشفائية ديدوش مراد بقسنطينة، البروفيسور آسيا بن سالم، العلاجات المناعية، و العلاجات الموجهة، إلى جانب العلاج الكيميائي المتطور، والعلاجات الهرمونية التي تساعد في تقليل مخاطر انتشار المرض.

ورغم هذه التطورات العلاجية، يبقى الكشف المبكر عن سرطان الثدي العامل الحاسم في تحسين فرص الشفاء والنجاة من المرض، إذ أن الكشف المبكر يتيح للأطباء تشخيص المرض في مراحله الأولى، ما يسهل من العلاج ويسهم في تقليص الأضرار الناتجة عن السرطان.
العلاجات المناعية طفرة فعالة
في هذا السياق، تواصل الجزائر حسبها، تعزيز حملات التوعية بأهمية الفحوصات الدورية، مثل «الماموجرام» و»فحص الأشعة السينية للثدي»، لتشجيع النساء على إجراء الفحوصات بانتظام.
وبحسب رئيسة مصلحة الأورام السرطانية بمستشفى ديدوش مراد بقسنطينة، فإن هناك العديد من العلاجات السرطانية الحديثة التي دخلت الجزائر، أهمها العلاجات المناعية، التي تعتبر من الآفاق الجديدة التي تبشر بمستقبل واعد في تحسين معدلات الشفاء، وتقليل الآثار الجانبية للعلاجات التقليدية، حيث تعمل كما أوضحت، على تحفيز جهاز المناعة لدى المريض لمواجهة الخلايا السرطانية، كما تمتاز بقدرتها على استهداف الخلايا السرطانية بشكل أكثر فعالية.
وأوضحت آسيا بن سالم، بأن العلاج لا يقتصر على نوع معين من السرطان، بل يُفعل المناعة الذاتية لدى الشخص ليتمكن من مواجهة المرض عن طريق الأجسام المضادة.
وأشارت في سياق متصل، أن العلاج المناعي يتوفر في الجزائر منذ شهر جويلية 2024، ولكنه لم يكن متاحا للجميع في البداية، بل كان يقدم وفق بروتوكولات محددة تم اعتمادها من قبل وزارة الصحة وتتابع بدقة، خاصة في حالات سرطان الرئة، والميلانوما، وبعض أنواع السرطانات الأخرى التي يتم تحديد الحالات المؤهلة لها.
وتابعت الدكتورة بن سالم بالقول، بأن العلاج الكيميائي و العلاج الموجه، والعلاج بالهرمونات، والعلاج المناعي من الأساليب الرئيسية المستخدمة حاليا في الجزائر لمكافحة سرطان الثدي.
فالعلاج الكيميائي بحسبها، يستخدم لتقليل حجم الأورام أو قتل الخلايا السرطانية، ويعتمد على استخدام أدوية قوية تؤثر على الخلايا سريعة الانقسام، أما الموجه فيستهدف الخلايا السرطانية بدقة أكبر مقارنة بالعلاج الكيميائي، و يعتمد هذا النوع من العلاج على معرفة خصائص الورم، مما يسمح بتقليل الأضرار التي تلحق بالخلايا السليمة.
ويستخدم العلاج بالهرمونات، للنساء اللواتي يعانين من أنواع معينة من سرطان الثدي الحساسة للهرمونات، حيث يعمل على تقليل مستويات الهرمونات أو منع تأثيرها على الخلايا السرطانية.
أما بالنسبة للعلاج الهرموني، فإنه يخصص للمرضى سواء الرجال أو النساء الذين لديهم مستقبلات حساسة للعلاج، وذلك لمنع تطور المرض أو تباطؤه لديهم.
وقالت بن سالم، بأن العلاج الهرموني دخل الجزائر بكميات محدودة، لكن الأطباء باشروا في استخدامه لعلاج بعض الحالات، مضيفة بأنه تم تحديث العلاجات الهرمونية في أواخر سبتمبر، في انتظار دفعة جديدة من العلاجات الوريدية، مع متابعة أحدث التطورات في هذا المجال.
نتائج إيجابية للعلاجات الحديثة في مكافحة السرطان
وأكدت الطبيبة، أن نتائج هذه العلاجات الحديثة أظهرت فعالية كبيرة في تحسين الحالة الصحية للمرضى، حيث إن الأدوية الجديدة التي توفرها الدولة، تسهم بشكل ملحوظ في مكافحة السرطان وتقديم خيارات استشفائية متقدمة.
وبحسب الأخصائية، فإن الأطباء كانوا قلقين من أن تطرح الأدوية الجديدة مشكلة أعراض جانبية يمكن أن تكون أشد قوة من العلاج الكيميائي، لكن تركيبتها كانت فعالة، وقد سمح التكوين الجيد للأطباء بالتعامل مع كل الأعراض الجانبية بنجاح ودون مشاكل.
وأضافت بن سالم، بأن الفريق الطبي يحرص على البقاء على تواصل مستمر مع المريض الذي قدمت له العلاجات الجديدة، سواء من خلال زيارات دورية أو عبر وسائل التواصل المختلفة، بهدف متابعة تطورات حالته الصحية والتأكد من مدى استجابته للعلاج، و يساعد هذا التواصل الأطباء بحسبها، في التعرف على أية مشاكل أو أعراض جانبية قد تظهر لاحقا، مما يضمن لهم القدرة على التدخل السريع وتقديم الرعاية اللازمة لضمان استمرارية المتابعة الصحية بشكل فعال.
علاجات مخصصة لسرطانات الثدي بناءً على نوع الورم وخصائصه
وقالت الأخصائية، إنه توجد علاجات مخصصة لسرطانات الثدي بناءً على نوع الورم وخصائصه، فبعض الحالات التي تكون لديها خلايا سرطانية تُظهر نتائج سلبية في بعض الفحوصات، تحتاج فقط إلى العلاج الكيميائي للتعامل مع السرطان، أما الحالات الأخرى التي يُظهر فيها الورم وجود مستقبلات هرمونية، فيمكن علاجها باستخدام العلاج الهرموني الذي يعمل على منع تأثير الهرمونات التي تحفز نمو الخلايا السرطانية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك نوعا آخر من العلاجات يسمى «العلاج الموجه»، الذي يستهدف الخلايا السرطانية بشكل دقيق ويعمل على إيقاف نموها عن طريق استهداف الجزيئات أو المسارات البيولوجية المحددة التي تساهم في نمو السرطان.
فحوصات التشخيص المبكر في تطور مستمر
وبحسب البروفيسور بن سالم، فإن فحوصات التشخيص المبكر لسرطان الثدي تتطور بشكل مستمر، مما يعزز الأمل في الكشف عن المرض في مراحله الأولى عندما يكون العلاج أكثر فعالية، لذا فمن المهم جدا بدء حملات توعية لتشجيع النساء على إجراء هذه الفحوصات بانتظام.

مشددة على ضرورة، أن يتم التشخيص من قبل طبيب متخصص، حيث إن الاعتماد على التشخيص الذاتي قد يؤدي إلى مشاعر القلق والارتباك ويؤثر سلبا على الحالة النفسية للمرأة، خاصة إذا كانت النتائج غير دقيقة. وتنصح الطبيبة دائما، بزيارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من الوضع الصحي بشكل علمي ودقيق.
متابعة بالقول، إذا لاحظت المرأة أي تغيرات في شكل أو لون الثدي، أو شعرت بأي كتلة غير مألوفة، يجب عليها التوجه فورا إلى الطبيب العام أو إلى أخصائي في طب النساء أو أخصائي في الأورام السرطانية، أو حتى يمكنها التوجه إلى قابلة أو طبيب أشعة للكشف المبكر.
مضيفة في ذات السياق، بأن أهمية الكشف المبكر تتمثل في القدرة على تشخيص المرض في مراحله الأولى، مما يسهل العلاج ويزيد من فرص الشفاء.
وقالت بن سالم، بأن العلاجات الحديثة لسرطان الثدي، بما في ذلك العلاجات الكيميائية والمناعية، تتمتع بخواص علاجية تهدف إلى الحد من أعراض المرض والآثار الجانبية مثل تساقط الشعر، وهو من أكثر التأثيرات السلبية للعلاج الكيميائي، لكن ومع تطور العلاجات، أصبح بإمكان العديد من المرضى تلقي العلاج دون التأثير الكبير على مظهرهم العام أو حياتهم اليومية.
وأضافت، بأنه تم في الآونة الأخيرة، تطوير أدوية مضادة للقيء والتعب ساهمت بشكل كبير في تحسين تجربة العلاج للمرضى، كما تساعد هذه الأدوية في تقليل الأعراض الجانبية مثل الغثيان والتعب الشديد، مما يعزز من قدرة المريض على تحمل العلاج ويخفف من تأثيراته السلبية على حياتهم اليومية.
انحسار الآثار الجانبية لعلاجات سرطان الثدي
وأضافت المتحدثة، أن تطور علاج السرطان شهد تقدما ملحوظا في السنوات الأخيرة على مستوى العالم، حيث ظهرت علاجات جديدة ومبتكرة تقدم آمالا كبيرة في تحسين فعالية العلاج وتقليل آثاره الجانبية. من بين هذه العلاجات الجديدة علاج «ايمينو تيرابي»، الذي يعد من أبرز الابتكارات في هذا المجال.
موضحة، بأن علاج ايمينو تيرابي، لا يُعطى للمريض منفردا، بل يتم دمجه مع علاجات أخرى لتعزيز فعاليته، ويشمل ذلك العلاج المناعي والعلاج الكيميائي والعلاج الموجه، مما يتيح تحكما أفضل في تطور المرض ويزيد من فرص الشفاء، وهذه العلاجات المدمجة أثبتت بحسبها أنها أكثر فعالية في محاربة السرطان مقارنة بالعلاجات التقليدية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك لقاحات ضد السرطان تم تطويرها في بعض الدول مثل كندا و الولايات المتحدة الأمريكية، وهي ما تزال في مراحل التجارب السريرية.
وهذه اللقاحات بحسب الأخصائية، تهدف إلى تدريب جهاز المناعة لمحاربة الخلايا السرطانية قبل أن تبدأ في الانتشار، مؤكدة بأن التجارب الأولية أظهرت نتائج مشجعة، جعلت العلماء يأملون في أن تصبح هذه اللقاحات جزءا من العلاج المستقبلي للسرطان.
وقالت بأن التطورات المستقبلية في علاج السرطان، تشمل أيضا استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الجينات وتحديد العلاجات الأكثر ملاءمة لكل مريض.
كما أنه من المتوقع أن يتم إعداد خريطة جينية شخصية لكل فرد، بحيث يمكن تحديد العلاجات الأكثر فعالية بناء على جيناته، هذا التوجه الجديد بحسبها يتيح تخصيص العلاج بشكل دقيق لكل مريض، مما يعزز من فرص النجاح وتقليل الآثار الجانبية.
لينة دلول

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com