تحتضن منذ يومين، بلدية مشطراس، الواقعة على بعد حوالي 50 كلم جنوب مدينة تيزي وزو، فعاليات الطبعة العاشرة لعيد البلاكمين، من تنظيم الجمعية الثقافية «ثالة أوقليذ» على مستوى مركز التعليم والتكوين المهنيين سعيد مسعودي، بمشاركة أكثر من 150 عارضا قدموا من مختلف ولايات الوطن، على غرار ورقلة وتقرت وسطيف وبجاية وتيسمسيلت وغيرها.
وأكد رئيس الجمعية ماسينيسا حاكم، أن هذه التظاهرة الفلاحية، تهدف إلى التعريف أكثر بفاكهة البلاكمين والترويج لها، مع دعوة الفلاحين إلى الاستثمار فيها وتطوير هذا الصنف من الفواكه بالتفكير في زراعة أشجار أخرى لجني محصول وفير، مؤكدا على الأهمية الاقتصادية والصحية لثمارها، ومشيرا إلى أن منطقة مشطراس معروفة بزراعة مختلف أصناف أشجار البلاكمين، إلا أنها تحتاج إلى الكثير من العناية لضمان الوفرة، داعيا إلى زيادة زراعة هذه الشجرة الفريدة من نوعها بمنطقة القبائل ونشر هذه الثقافة على نطاق أوسع في جميع أنحاء الوطن للاستفادة من قيمتها الغذائية العالية ومزاياها العلاجية والاقتصادية.
من جانبه، يقول السيد محمد، منتج لأشجار البلاكمين في منطقة مشطراس، إن أجداده كانوا من أوائل من أدخلوا هذا النوع من الفاكهة إلى المنطقة في بداية الأربعينيات، ويمتلكون حاليا عدة أشجار كبيرة يصل طولها إلى حوالي 13 مترا، وتنتج كمية لا بأس بها من الثمار يتم تسويقها إلى مختلف أنحاء الولاية وحتى خارجها، مؤكدا أن منطقة مشطراس عرفت صمود هذه الشجرة بفضل الظروف المناخية الملائمة إلا أنه يجب توسيع رقعة زراعتها و لا تقتصر فقط على بعض العائلات.
ومن أصناف هذه الفاكهة التي تتميز بمظهرها الجميل حسب المتحدث توجد الهاشيا و الفيويو و هياكومي و التاموبان، ويمكن أن تعيش شجرة البلاكمين لمدة تصل إلى 300 عام، وتدخل حيز الإنتاج اعتبارا من السنة الخامسة للزراعة، كما أنها تتكيف بسهولة مع مناخ البحر الأبيض المتوسط ولها مقاومة مماثلة لمقاومة شجرتي التين والزيتون، حيث تنمو بشكل أفضل في الأماكن التي يتراوح فيها معدل هطول الأمطار بين 600 و 800 ملم، مشيرا إلى أن كل شجرة قادرة على إنتاج ما بين 50 و60 كلغ من الثمار، ولذلك يجب نشر ثقافة زراعتها في المناطق التي تستطيع التكيف فيها بشكل أفضل.
وتتميز فاكهة البلاكمين أو الكاكي، حسب خبراء في الصحة شاركوا في الفعالية، بقيمتها الغذائية و فوائدها الصحية، وقد تم إثبات قدرتها الكبيرة في مكافحة الآفات البكتيرية التي قد تصيب جسم الإنسان خاصّة في بعض الحالات كإصابات الأمعاء، إلى جانب مكافحتها لأمراض المعدة، ولها تأثير ملين ويسهل العبور المعوي، كما أثبتت فاعليتها في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية وفقر الدم و اعتلال الغدة الدرقية.
و تعتبر البلاكمين، من الفواكه التي لها المقدرة على مقاومة الصداع، كما تساعد في الوقاية من النوبات القلبيّة، وهي غنية بالفيتامينات و العناصر المعدنية واليود و المغنيزيوم و الحديد كما تحتوي على نسبة من البوتاسيوم والكالسيوم ، وهي غنية أيضا بمضادات الأكسدة و فيتامين أ و ج و سي و البروتين والألياف الغذائية ، فضلا عن احتوائها على عدة أنواع من السكر و نسبة قليلة من الدهون ، ونظرا لاحتوائها على نسبة عالية من البيتا كاروتين (180 ميكروغرام لكل 100 غرام)، يعتبر البلاكمين أحد مضادات الأكسدة القوية جدا.
و تحتوي الثمرة متوسطة الحجم على 65 سعرة حرارية، وهي كافية لمنح جسم الإنسان القوة والطاقة، و تساعد أيضا في تنشيط الدورة الدموية، كما يمكنها أن تقلل من الشعور بالعطش والجوع.
وقد أثبتت الدراسات بأن الفاكهة تساعد على حماية خلايا الجسم ومحاربة شيخوخة الجلد وتؤخر من ظهور أعراضها، واكتشف الباحثون أن البلاكمين علاج فعال ضد بعض أنواع السرطان، مثل سرطان القولون و مثبط طبيعي مثالي للشهية.
و نظرا لاحتوائها على نسبة مرتفعة من فيتامين أ، فبإمكانها أن تحسن الرؤية حيث إن تناولها بشكل منتظم مفيد جدا للبصر، و البلاكمين مفيدة جدا للمرأة الحامل، فهذه الفاكهة تحد من مشكل ارتفاع ضغط الدم نظرا لاحتوائها على نسبة قليلة من الصوديوم، كما تقيها من الإصابة بمرض فقر الدم الذي تعاني منه الحوامل، باعتبار أن هذه الفاكهة تحتوي على عنصر الحديد مما يضاعف من نسبة الهيموغلوبين في الدم، و يقلل من نسبة الإصابة بالأنيميا.
سامية إخليف
