» يُعد نادي UMC BOT» بقسم الإلكترونيك بجامعة الإخوة منتوري قسنطينة زرزارة، من أبرز الفضاءات الطلابية التي تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والابتكار الأكاديمي، فبحسب ممثله الطالب يونس طالبي، فإن الفضاء بمثابة حقل خصب لتطوير مهارات الطلاب في مجالات متعددة، بما في ذلك التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي، والبرمجة، مؤكدا أن النادي يعتمد في نشاطاته على أسلوب التعلم العملي والتفاعلي، حيث يتيح للأعضاء فرصا حقيقية لتطبيق الأفكار والمفاهيم النظرية على أرض الواقع.
يحتضن النادي الذي تأسس سنة 1995، على مدار سنواته، من طلاب شغوفين بالعلم مفعمين بروح الابتكار، يعملون من خلال ورشات العمل، والمسابقات، والمشاريع الجماعية التي تُنظم بشكل دوري، من أجل توسيع آفاق معرفتهم وتفجير طاقاتهم الإبداعية، ولا يترددون في طلب الدعم من أساتذة مختصين وخبراء في المجال، عند تنظيم مختلف الأنشطة التي تتسم بسمعة طيبة داخل الحرم الجامعي وخارجه، ساعدت في التعريف بالنادي وانتشاره خاصة بعد تحقيقه نجاحات في عدة مشاريع.
يواصل النادي اليوم، بحسب الطالب يونس طالبي، مسيرته نحو تحقيق مزيد من التميز، مع تزايد عدد الأعضاء والمكانة الذي يحظى بها في المعارض العلمية والفعاليات المختلفة، هذا التوجه المستمر نحو الابتكار والتطوير يعكس رغبة الأعضاء في ترك بصمة واضحة في مجالاتهم الأكاديمية والمهنية في المستقبل، والدليل أن هناك العديد من قصص النجاح التي تبرز جهود الأعضاء وإنجازاتهم كتطوير روبوت عنكبوت مصغر، يستخدم للدخول للأماكن الخطرة في فترة الكوارث والحوادث الطبيعية، كالزلازل والحرائق، حيث يحتوي بداخله على كاميرا صغيرة.
تطلع لإعداد جيل من المبتكرين
ويطمح القائمون على النادي وعلى رأسهم مسؤوله يونس طالبي، لتحويله إلى مركز رائد في ميدان الابتكار، وحقل خصب لتطوير مهارات الطلاب في مجالات الروبوتيك والذكاء الاصطناعي، متابعا بالقول « نؤمن بأن هذه المجالات تمثل مستقبل التكنولوجيا، ونسعى جاهدين لتزويد الطلاب بالأدوات والمعرفة اللازمة للتفوق فيها.»
ولتحقيق هذه الأهداف بحسب طالبي، يقوم أعضاء النادي، بتنظيم ورشات عمل متنوعة ودورات تعليمية في أساسيات الروبوتيك والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تطبيقات متقدمة، كما تشمل الفعاليات أيضا مشاريع عملية تشجع الطلاب على التفكير النقدي والإبداعي، وتمكنهم من تصميم وبناء نماذج حقيقية، وتطوير حلول مبتكرة للتحديات المعاصرة، مضيفا بأنهم يركزون على خلق بيئة تعليمية تفاعلية بالنادي تحفز على التعاون بين الطلاب، ما يعزز تبادل الأفكار والخبرات، كما يهدفون إلى إقامة شراكات مع المؤسسات التعليمية والصناعية لدعم الطلبة وتوفير فرص التدريب العملي.
ويركز النادي حاليا بحسب المتحدث، على تقديم وإلى جانب ورشات العمل، دورات تدريبية لتعزيز مهارات الأعضاء في مجالات التكنولوجيا الحديثة، حيث تشمل ورشة العمل، دورات تعليمية متخصصة في لغات البرمجة مثل C++ وبرمجة الويب، حيث يتعلم المشاركون أساسيات البرمجة وتطبيقاتها العملية، وكذا ورشات تفاعلية تتيح للطلاب استكشاف عالم الإلكترونيات من خلال العمل على مشاريع تعتمد على منصة الأردوينو، مما يساعدهم على فهم كيفية بناء الأجهزة الذكية، ويقدمون كذلك، دورات متخصصة في فهم أساسيات الشبكات، بما في ذلك تصميم الشبكات وإدارة البيانات، وورشة عمل تركز على كيفية دمج الأجهزة المختلفة عبر الإنترنت، مما يمكن الطلاب من تطوير حلول مبتكرة تستفيد من هذه التقنية المتطورة.
ومن الورشات المنظمة أيضا، ورشة تفاعلية في استراتيجيات التسويق الرقمي وكيفية ترويج المنتجات والخدمات، وكذا كيفية تنظيم مشاريع مبتكرة تشمل استخدام الذكاء الاصطناعي، وهذا ينمي التفكير الإبداعي للطلبة ويحفز على تطبيق ما تعلموه من قواعد لتقديم حلول علمية باستخدام التكنولوجيا، وأردف مسؤول النادي، أن كل برنامج يقدم يتوج بمشاريع فعلية تُظهر المهارات المكتسبة.
لكل طالب حق الانخراط
وقال الطالب يونس، بأن جميع الطلاب من مختلف التخصصات، يمكنهم الانضمام إلى النادي من خلال التسجيل في بداية العام الدراسي، حيث تتيح لهم فرصة المشاركة في مجموعة متنوعة من الفعاليات، بما في ذلك ورشات العمل والأنشطة التي يقدمها لتوسيع آفاق الطلبة في مجالات التكنولوجيا الحديثة، تشمل موضوعات مثل البرمجة، المتحكمات اردوينو ,esp,.. ، الشبكات، الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، فضلا عن ورشات أخرى في التسويق، وفي تطوير المهارات التقنية أو الإبتكارية من خلال تقديم بيئة تعليمية عملية.
ويستفيد الطلبة في مجال الإلكترونيات بشكل خاص من خلال تطبيق ما يدرسونه، مما يمنحهم فرصة للبحث والإبداع خارج مقاعد المحاضرات، حيث يوفر النادي لهم موارد متعددة، تشمل قطع إلكترونية وكتب تعليمية، مما يساهم في تعزيز تجربتهم التعليمية، خاصة من خلال الورشات التدريبية المتخصصة التي ينظمها في التكنولوجيا والبرمجة.
النادي يواكب أحدث التكنولوجيات وله شراكات
النادي بحسب طالبي، يسعى للتعاون مع شركات ومؤسسات من خلال شراكات أو فعاليات مشتركة، حيث ينظم فعاليات مثل المسابقات والهاكاثونات، مما يتيح للأعضاء عرض أفكارهم ومشاريعهم.
كما يتابع أعضاء النادي أحدث التطورات في مجالات التكنولوجيا من خلال حضور مؤتمرات ومعارض متخصصة، يتيح هذا التوجه بحسبه للأعضاء الاطلاع على الابتكارات الرائدة وتبادل المعرفة مع خبراء الصناعة، ويسعون لتطبيق تقنيات جديدة في المشاريع المستقبلية، مما يعزز من تجربة التعلم ويُسهم في تطوير حلول مبتكرة تواكب احتياجات العصر.
وإلى جانب ذلك، يقدم النادي إرشادات قيمة حول بناء مسارات مهنية ناجحة، وتزويد الأعضاء بالمعرفة والمهارات اللازمة لفهم سوق العمل ومتطلباته، كما يتضمن البرنامج نصائح حول كيفية كتابة السير الذاتية، التحضير للمقابلات، وتطوير المهارات الشخصية والتقنية التي تؤهلهم للتميز في مجالاتهم، من خلال هذه الإرشادات، يسعى النادي إلى دعم الطلاب في رحلتهم المهنية وتحقيق أهدافهم المستقبلية.
هذه تحديات النادي
واجهت النادي تحديات عدة، أبرزها التمويل غير الكافي، حسب الطالب يونس، مما يؤثر على سيرورة البرامج والفعاليات المتنوعة، لكن يسعى للتغلب على هذه العقبة من خلال البحث عن شراكات إستراتيجية مع المؤسسات التعليمية والصناعية، بالإضافة إلى استكشاف فرص الدعم الخارجي، وكذا عن طريق التخطيط الجيد والمُمنهج، الذي يضمن تحديد الأهداف بدقة وتنفيذها بفعالية، كما يتم البحث المستمر عن شراكات إستراتيجية مع مؤسسات وشركات مختلفة لتوسيع نطاق الأنشطة وتعزيز الموارد، بالإضافة إلى ذلك، يتم العمل على زيادة الوعي بأهمية الأنشطة التي ينظمها النادي، وذلك عبر تنظيم حملات توعية تساهم في جذب المزيد من المشاركين ودعم المجتمع الأكاديمي بشكل عام.
إرتفاع عدد الأعضاء لـ 50 طالبا
وأوضح طالبي، بأن أعضاء النادي يسعون إلى توسيع نطاق مشاريعه المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لتشمل تطبيقات مبتكرة وفعّالة تسهم في تعزيز تطوير هذا المجال، مؤكدا بأن النادي شهد تطورا ملحوظًا منذ تأسيسه بجامعة الإخوة منتوري، حيث ارتفع عدد أعضائه هذا العام ليصل إلى حوالي 50 طالبًا، متابعا بالقول «أشعر بفخر شديد عندما ألاحظ أن رسالة النادي قد وصلت إلى الطلاب الجدد، الذين أصبحوا يدركون قيمته وأهميته، كما أن تقدير مشاريعنا في المعارض والفعاليات هو دليل آخر على نجاحنا وتأثيرنا في المجتمع الأكاديمي».
النادي يتميز بحسب المتحدث، بتركيزه القوي على التكنولوجيا الحديثة والتعلم العملي، حيث يوفر للأعضاء فرصا فريدة للتفاعل مع أحدث الأدوات والتقنيات، كما يساهم في تطوير مهاراتهم من خلال تقديم موارد تعليمية ودورات تدريبية متخصصة، بالإضافة إلى الدعم المستمر من أساتذة وخبراء في المجال، الذين يقدمون الإرشاد والمشورة الأكاديمية والمهنية، مما يعزز تجربة التعلم بشكل عام.
وأضاف المتحدث، أن مستوى الشغف في النادي مرتفع جدا، حيث يظهر الأعضاء حماسا كبيرا للمشاركة في الأنشطة والورشات التدريبية، كما يتميزون أيضا برغبتهم القوية في إنجاز مشاريع فردية وتجسيد الأفكار المبتكرة، مما يعكس التزامهم بتطوير مهاراتهم وتنفيذ رؤاهم المستقبلية في مجالات التكنولوجيا والابتكار.
من أبرز الأنشطة الناجحة التي قام بها أعضاء النادي يوضح المتحدث، المشاركة في المعارض العلمية، حيث تمكن الأعضاء من عرض أعمالهم بشكل متميز، ما أسهم في حصولهم على تقدير كبير من الحضور والمختصين، هذا النجاح يعكس مدى التفاني والإبداع الذي يبذله الأعضاء في تطوير مشاريعهم، ويعزز من سمعة النادي كمركز للابتكار والتميز.
لينة دلول