صمّم مهندس البرمجة عبد الحكيم سيدوني وفريق عمله نظام تسيير رقمي للمصالح الاستشفائية وملفات المرضى، ينظم المؤسسات الاستشفائية ومختلف المصالح التابعة لها، يضمن خدمة نوعية للمريض، ويوفر كل معلوماته الصحية، التي تساعد في تسهيل عملية العلاج عند التنقل لأي مؤسسة مزوّدة به، خاصة في الحالات الاستعجالية، بحيث يكفي أن يقدم المريض رقم بطاقة تعريفه، ليطلع الطبيب على كل ما تعلق بوضعه الصحي وما خضع له من تحاليل وأشعة، كما يسهل عملية التنسيق بين المصالح وتسيير الأسرّة وغرف الجراحة، ما سيساعد في تحسين الخدمة الصحية والحد، كما أكد، من الأخطاء الطبية.
أسماء بوقرن
عبد الحكيم سيدوني، مسير شركة سيدوني تكنولوجي بقسنطينة، وإلى جانب زميله بلال بودشيشة وفريق مكون من ستة أفراد، مختصون جميعا في البرمجة، أتموا العمل على نظام التسيير الرقمي والتطبيق الإلكتروني الخاص به، وتحصلوا على نتائج ممتازة بعد إخضاعهما للاختبار، كما شرعوا في التسويق للمبتكر وعرضه على بعض المؤسسات الاستشفائية في مرحلة أولى، فقوبل بالموافقة من قبل مؤسستين إستشفائيتين في القطاع الخاص، حسب عبد الحكيم الذي قدم شروحات للنصر حول كيفية عمل نظام «softly clinique»، الذي من شأنه أن يسهل عمل الطاقم الطبي ويحسن الخدمة الصحية.
أرشفة المسار الطبي للمريض
التوجه نحو مستشفيات ذكية، مشروع يقول عبد الحكيم بأنه عمل عليه منذ سنوات إلى جانب فريقه، حيث سعوا جاهدين لتجسيده من أجل التخلص من التعاملات الورقية في المصالح الاستشفائية، والاعتماد على برنامج رقمي يخزن كل المعلومات ويتيحها في ثوان ويقضي على كل الأخطاء الناجمة عن التعاملات الورقية أو عن جهل المريض ونسيانه معلومة ما قد تعرض حياته للخطر، لهذا فالمبتكر يصب في مصلحة المريض بدرجة أولى، ويخفف الضغط على الأطقم الطبية بدرجة ثانية، ويضمن خدمة نوعية بدرجة ثالثة، تخلص من مظاهر الفوضى التي تطبع أحيانا المؤسسات الاستشفائية.
محدثنا قال بأن البرنامج يتضمن عدة محاور، يركز المحور الأول منه على الملف الطبي للمريض، بحيث تدون كل المعلومات الخاصة به بمجرد خضوعه للمعاينة، وتوجيهه داخل المؤسسة الاستشفائية، كما تحفظ الوصفة الطبية التي قدمت له، وحتى التحاليل الطبية المطلوبة منه ونتائجها، والتي ترسل مباشرة للمخبر، دون الحاجة لتدوينها ضمن وصفة وتقديمها للمريض ليسلمها بدوره للمخبر، بحيث بمجرد وصول المريض للمخبر يجد كل المعطيات متوفرة، مشيرا إلى أن النظام يؤدي أيضا دور التوجيه بين المصالح.
تسيير رقمي لمصالح الأشعة وغرف العمليات
كما يتضمن البرنامج، حسب عبد الحكيم، جانبا يتعلق بتسيير الأسرة وغرف العمليات، مشيرا إلى أنه وفقا للدراسات القبلية التي تم إجراؤها حول المشاكل التي تتخبط فيها المؤسسات الاستشفائية، وقف على مشكل تسيير الأسرة وكيفية تنظيم استغلالها، ما جعل الفريق يبحث عن حلول بالاعتماد على أحدث التقنيات التكنولوجية ضمن مشروع المستشفى الذكي، ليخصص جزءا من النظام الآلي لوضع أجندة تسيير كل سرير، تشمل كل المعطيات المتعلقة بالمريض الذي يشغله ومدة المكوث وموعد المغادرة، وهذا ما يسهل مهمة تنظيم عملية الاستشفاء والدخول والخروج للمستشفى، دون الحاجة للتنقل بين المصالح، بحيث بمجرد النقر على أيقونة الخاصة بتسيير الأسرة يجد المشرف على العملية كل المعطيات أمامه، كذلك الشأن بالنسبة لغرف العمليات الجراحية، بحيث يقدم النظام تنبيهات للغرف الشاغرة والطبيب المشرف ومدة إجراء العملية، والتجهيزات اللازمة للعملية وتوقيتها، وأسماء كل عناصر الطاقم الطبي المكلف بإجرائها، والذين يحوزون من خلال النظام على كل المعلومات المتعلقة بالعملية الجراحية، دون الحاجة للاتصال فيما بينهم.
محدثنا، قال بأن «صوفتلي كلينيك» يتابع خروج المريض من غرفة العمليات وانتقاله لغرفة الاستشفاء، ويضع كل المعلومات المتعلقة بوضعه والعلاج الذي يتابعه خلال فترة مكوثه، دون الحاجة لطباعة وثيقة وتعليقها أمام سريره، كما يحفظ النظام معطيات المريض على المدى البعيد، حيث بمجرد تقديم رقم بطاقة تعريفه يحصل على كل المعلومات، موضحا في هذا السياق أن الولوج للبرنامج، يتم عبر طريقتين سواء من خلال، محركات البحث، أو عبر تطبيق يتم تحميله على الهواتف النقالة.
تتبع مسار الرضع الصحي بعد أول تلقيح
ومن بين ما يوفره النظام، حسب عبد الحكيم، تتبع مسار الرضيع الصحي، مع أخذ أول جرعة تلقيح، بحيث يحفظ النظام مواعيد التلقيح وكل ما تعلق بحالته، ويخزن كل معلوماته الصحية ويتابع وضعه، موضحا بأنه ولنجاح استعمال النظام، يتعين على كل العاملين في القطاع الصحي المزودين بالنظام، تدوين كل المعلومات عند كل معاينة أو تحليل طبي أو أشعة طبية، مع التدقيق فيها لتجنب أي خطأ، مردفا بأنه يطمح لتعميم استخدامه على كل المؤسسات الاستشفائية، ليحقق مبتغاه، ويساهم بالتالي في حدوث قفزة نوعية للنهوض بقطاع الصحة، مردفا بأنه يسعى جاهدا لتطوير مهاراته في مجال البرمجة واستغلال خبرته في مجال الإعلام الآلي وعمله بمركز اتصالات، وتحكمه في تقنيات التكنولوجيات الحديثة، لتنمية شغفه بالابتكارات، حيث سبق وأن أنجز أنظمة بيوت ذكية بعد رحلة بحث داخل وخارج الوطن، وكذا تصميم إقامات سكنية ذكية جسد بعضها بولاية قسنطينة.
أ.ب