يصنع حذاء المجبود القسنطيني أو "صباط المجبود"، ضجة على صفحات الموضة و الأزياء هذه الأيام، فقد عادت موضته بقوة وزاد الطلب عليه كثيرا، بعدما استلهمت منه ماركات عالمية شهيرة و أطلقت تصاميم مطابقة بكعب عال، تصنف حاليا من بين الأرقى في عالم الأزياء على غرار حذاء دار " تارو إيشيدا" المطرز بخيوط الذهب وبرشمة قسنطينية.
ن/ط
حذاء المجبود، قطعة معروفة في التراث الجزائري وقد اشتهرت به النساء في مدن قسنطينة والعاصمة وتلمسان، و هو إما مفتوحا من الأمام أو مغلقا، و يكون مطرزا بالكامل أو جزئيا بخيوط الذهب أو الفضة وبأسلوب المجبود الدقيق والفخم، الذي يكون مدمجا بشكل كلي على قطعة من المخمل أو القطيفة، وقد تميز هذا الحذاء بأن فردتيه مناسبتين للقدمين الإثنين، وكان كعبه يصنع من الخشب و يغطى بجلد مدبوغ يطرز كذلك لأجل فخامة التصميم.
ومع أن هذه القطعة التراثية نسيت تماما طوال سنوات عديدة، ولم تعد تستخدم في جهاز العروس القسنطينية كما في السابق، إلا أن موضتها لم تندثر كليا، حيث عادت بقوة هذه السنة وصار " صباط المجبود" مطلوبا جدا بل والأكثر رواجا، بعدما تم تحديث التصميم الأصلي من قبل دور أزياء عالمية تبنته وأعطته تفاصيل عصرية، على غرار الكعب العالي الدقيق، و المقدمة المدببة أو الحادة المغطاة بقطعة معدنية ذهبية اللون، كما يظهر في تصميم علامة " تارو إيشيدا" التي حققت نجاحا كبيرا بفضل التصميم الذي يحمل نفس الاسم.
ترند عالمي
ويصنع الحذاء الشهير الترند عالميا هذا الموسم، و يتم تداول صوره بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بوصف الصباط قطعة " ترندي" أو رائجة جدا، أما أسعاره في الجزائر فتتراوح حاليا بين 6000دج و 20ألف دج حسب الجودة، ويحقق التصميم إجماعا بالنظر إلى أناقته العالية، حيث تروج له صانعات محتوى الموضة الجزائريات و حتى العربيات، مع ذلك فإنه لا يتم ذكر أصل التصميم الجزائري. وأمام الانتشار و العودة القوية لكل ما هو تراثي، فقد عمد مصممون جزائريون شباب إلى تقديم التصميم بلمسة تقليدية مع اقتراح حقيبة يد من نفس الخامة أي القطيفة، تكون مطرزة كذلك بالمجبود وبخيوط الذهب، و تعرف هذه التشكيلة نجاحا و رواجا كبيرين على مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص إنتسغرام.