تتزين واجهات المحلات التجارية الخاصة بالأطفال، بمختلف الإكسسوارات التي تتعدد ألوانها وأشكالها، حيث يكثر الطلب عليها من طرف الأمهات لبناتهن في المناسبات وحتى للاستعمال اليومي، رغم أن أسعارها مرتفعة نوعا ما كون غالبيتها مستوردة.
وأمام شح العرض مقابل الطلب الكبير، دخلت حرفيات شابات على خط صناعة إكسسوارات على اختلافها بما في ذلك إكسسوارات الملابس والشعر، وذلك بالاعتماد على عجين السيراميك الذي يقمن بتشكيله وتلوينه بطرق مختلفة ووفق تصاميم عصرية، ليوفرن بدائل محلية بأقل سعر وبجودة تضاهي جودة المنتج المستورد.
أشغال يدوية
و تنشر شابات أعمالهن على مواقع التواصل الاجتماعي، وتسوق إكسسواراتهن يدوية الصنع عبر صفحات فيسبوك وإنستغرام، على غرار صفحة " أسماء كرياسيون"، التي تعرض العديد من القطع على غرار القلائد و الخواتم و الأساور، إلى جانب بعض إكسسوارات الشهر الخاصة بالفتيات الصغيرات.من جهتها، تشتهر صفحة " آليس مارسوري"، بتصاميم جميلة و أنيقة تعرف طلبا متزايدا، وقد علمنا من صاحبتها الحرفية الشابة خولة، بأنها منتجات يدوية بسيطة تعتبر من الأساسيات بالنسبة لبعض الفتيات، كما أنها قطع ضرورية جدا لتزيين الشعر خصوصا للتلميذات الصغيرات، ولذلك فإن الأمهات كما قالت، يشكلن أكبر نسبة من زبوناتها.
تحدثت خولة للنصر، عن بداياتها في هذا المجال، وأوضحت أنها دخلته صدفة، حيث انتبهت في مرة وهي تتسوق، إلى أن الإكسسوارات غالية الأثمان رغم بساطتها وإمكانية صناعتها، و حين سألت البائع عن السبب قال لها، بأنها مستوردة ولذلك فإن سعرها غالبا ما يتضاعف قبل أن تصل إلى المحل، بسبب تكاليف الشحن و غير ذلك.
قررت محدثتنا، أن تخوض تجربة صناعة منتجات محلية، وهذا بدأت أولا في مرحلة التكوين، حيث بحثت عن بعض الفيديوهات التعليمية على يوتيوب، واشترت المواد الأولية وبدأت في تطبيق ما تعلمته إلى أن أتقنت العمل. بعد ذلك، اتجهت الشابة إلى إطلاق مشروعها المنزلي الصغير، واتخذت من مواقع التواصل الاجتماعي واجهة للتسويق للإكسسوارات التي تصنعها بنفسها، الأساور وربطات الشعر وغير ذلك، كما قالت بأنها كانت تشارك في المعارض الحرفية، وقد استطاعت بفضل ذلك أن تكتسب ثقة زبونات كثيرات وأن تنجح فيما تقوم به.
السعر حسب ميزانية الزبونة
وقالت خولة، إن سعر الإكسسوار يتحدد حسب نوعه وشكله وجودته، وهو ما تشرحه لزبوناتها عندما يردن شراء أية قطعه، وتترك لهن قرار اختيار ما يرغبن فيه وما يتناسب مع ميزانية كل واحدة منهن.
وأضافت، بأنها استطاعت أن تصنع قاعة تسويق لمنتجاتها اليدوية رغم توفر العديد من الأنواع المستوردة، وبذلك بفضل لمسة الخصوصية التي تحدثت عنها، حيث تتيح للزبونة تصور التصميم الذي تريده و تنجزه هي تحت الطلب، موضحة بأن الإكسسوارات البسيطة التي تشبه ما هو موجود في المحلات تكون عادة أقل تكلفة وبسعر مقبول، لكن اللمسة الخاصة تضاعف السعر في الغالب بالنظر إلى الجهد الذي يتطلبه العمل عليها و كذلك المادة الأولية.
مشيرة إلى أنها تعتمد على سعر الجملة حين تصنع تشكيلة واحدة، ولكنها تشتري المواد الأساسية مثل الخرز وقطع الكريستال وغيرها بثمن القطعة الواحدة حين تشتغل على تصميم محدد.
إكسسوارات الأطفال تلقى رواجا بين الزبونات
وأكدت المتحدثة، أن إكسسوارات الأطفال تلقى رواجا كبيرا بين زبوناتها في الآونة الأخيرة، ذلك لأن الزبونات أصبحن يبحثن عن التميز ويولين أهمية بالغة لزينة أطفالهن بالنظر إلى التأثير المتزايد لمواقع التواصل الاجتماعي و اتساع رقعة الاهتمام بالموضة، وقالت إن زبوناتها الأمهات مثلا ينسقن إكسسوارات بناتهن مع الملابس التي يرتدينها سواء في أيام الدراسة العادية، أو خلال المناسبات.
وحسبها، فإن هناك بين زبوناتها من يطلبن إكسسوارات متشابهة لهن ولبناتهن الصغيرات، وهو ما دفعها إلى إطلاق تشكيلة " خيط الروح" و" التيجان" للفتيات الصغيرات خلال الصائفة الماضية.
ونوهت خولة، إلى أن الإكسسوارات اليدوية تحمل قيمة معنوية كبيرة لأنها تصنع بحب من طرف الشغوفات بهذا المجال، كما أنها تواكب الموضة وتلبي طلبات الزبونات كل واحدة حسب ميزانيتها واختياراتها، وهو تحديدا ما يميز الإكسسوارات اليدوية عن الإكسسوارات المستوردة التي تباع في المحلات كما علقت.
وخلال جولة بين عدد من محلات الإكسسوارات بوسط مدينة قسنطينة، لاحظنا إقبالا كبيرا من طرف أمهات وشابات على إكسسوارات الأعراس وحتى الإكسسوارات اليومية، وأوضح الباعة بأن النشاط يستمر طوال السنة لأن استخدام هذه القطع لا يرتبط بمواعيد مناسباتية، بل يزيد فقط خلالها.
وقال إن الطلب عليها كبير، وأن الزبونات يتبعن أحيانا موضة مواقع التواصل لذلك تمر فترات يرتكز خلالها الطلب على قطع معينة لزينة الشعر أو الملابس أو غير ذلك، علما أن هذه القطع موجهة للفتيات من مختلف الأعمار بما في ذلك الرضيعات الصغيرات اللواتي تصنع لأجلهن ربطات شعر ودبابيس مختلفة الألوان والأشكال.
وقال صاحب محل لبيع الإكسسوارات بالمركز التجاري "فيكتوري" ببلدية حامة بوزيان بقسنطينة، إن كل إكسسوارات الأطفال الموجودة في محله مستوردة، مع ذلك فإن الحرفيات الشابات أصبحن ينافسن كذلك في هذا المجال من خلال النشاط على المنصات التفاعلية التي سمحت ببروز بضاعة محلية لا تقل جودة.
ماجدة بهلول