اقترح نهاية الأسبوع، دكاترة خلال أشغال ملتقى حول "صناعة السياحة والسفر في عصر التحول الرقمي" بقسنطينة تطوير نماذج لتحويل الموروث الثقافي والطبيعي إلى وجهات سياحية جذابة، بالإضافة إلى الاهتمام بالسياحة الإلكترونية وتوفير أسسها، مع استخدام الذكاء الاصطناعي وتحيين البوابات وخرائط المواقع.
واحتضنت جامعة قسنطينة 2، أشغال الملتقى الوطني حيث ذكرت البروفيسور بجامعة قسنطينة 2، سامية غربي، في مداخلتها حول "مدى جاهزية قطاع السياحة في الجزائر لإرساء مبادئ سياحة إلكترونية ناجحة في عصر التحول الرقمي"، أنّه يجب مسايرة التغيرات التي أحدثتها الثورة الرقمية، حيث وفّرت هذه الأخيرة العديد من المزايا بالأخص في القطاعات الخدمية، باعتبارها خصبة خاصة في الجزائر التي حاولت أن تخلق حصة سوقية في هذا القطاع بالأخص مجال السياحة مع إدماجه مع قطاع التكنولوجيات الحديثة.
ولفتت المتحدّثة أنّ قطاع السياحة لا يتّجه إلى النطاق المحلي أو الوطني فحسب وإنّما قطاع يستقطب سياح أجانب، وبالتالي النّظر في كيفية الوصول بالمقوّمات السياحية الجزائرية إلى ربوع العالم، وتحدّثت غربي، أنّ الجسر المؤدي إلى ذلك هو استغلال كل ما هو رقمي، إلكتروني وافتراضي.
وقالت المتحدّثة إنّ البنية التحتية في الجزائر موجودة وتتضمّن بوادر، إذ نمت بنسبة 6 بالمائة من سنة 2022 إلى 2023، وأضافت غربي أنّ وزارة السياحة قامت باستحداث بوابة الخدمات العمومية خاصة بالمتعاملين في القطاع السياحي، كذلك منصات للحجز الإلكتروني الفندقي أو رحلات الطيران تعتبر في بداياتها، فضلا عن الترويج للمسارات السياحية حيث تروّج المنصة إلى 380 مسارا، يرتقب أن تزيد في نهاية سنة 2024، زيادة إلى التعاون بين الجامعات والهيئات السياحية ورقمنة القطاع.
وترى ذات المتحدّثة أنّه من أجل إرساء أسس للسياحة الإلكترونية التي أصبحت ضرورة وليست خيارا، خاصة وأنّ الجزائر حسبها تملك ميزة تنافسية في القطاع لكنها غير مستغلة، ينبغي توفير تدفق عال للأنترنيت والأنترانيت، إنشاء قواعد بيانات من خلال استغلال أنظمة الذكاء الاصطناعي، بغرض جلب البيانات، تخزينها ومشاركتها لاستغلالها في اتّخاذ القرارات، بالإضافة إلى إنشاء تطبيقات إلكترونية سياحية استغلالا لاهتمام الشباب بالتقنية والتكنولوجيا، كما توصي، غربي، بتدعيم الشق القانوني لحماية مختلف الفاعلين ضمنها، التحيين والتحديث المستمر للبوابات والمنصات، أيضا التكوين المستمر للموظفين ليتوافق مع المستجدات في هذا المجال.
ودعت الدكتورة من جامعة سطيف، عائشة قرة، أنّ السياحة أصبحت ظاهرة اجتماعية تلبي احتياجات الفرد الاجتماعية والنفسية، كما أردفت أنّه حدث نوع من التزاوج بين الذكاء الاصطناعي والقطاع السياحي، حيث استعرضت تجارب لمجموعة من التجارب لروبوتات الدردشة التي أسهمت في ترقية السياحة، فضلا عن تطبيقات خاصة بالتصوير، حيث تعتقد أنّه بات لزاما استغلال الذكاء الاصطناعي في القطاع السياحي.
وأوصى الدكتور بجامعة قسنطينة 2 والمختص في التسويق، فروج محمد الأمين، في حديثه مع النّصر على هامش الملتقى، أن تتم ترجمة الموروث الثقافي والطبيعي المادي إلى منتوج سياحي ثقافي جذاب، من خلال تحويل الموروث المادي إلى وجهة سياحية من خلال برامج تفرض زيارتها وعدم تفويتها، حيث استدلّ المتحدّث بفرنسا التي نجحت حسبه في جعل متحف الـ"لوفر" مقصدا وقبلة داخل الوجهة السياحية، بغض النّظر عن المنطقة المغايرة التي يقصدها السائح داخل فرنسا.
ولفت ذات المتحدّث أنّ الجزائر تملك الأمكنة والمقوّمات السياحية غير أنّ برنامجها الذي يجعلها بهذه الأهمية التي تفرض زيارتها والمرور بها لا يرقى إلى المستوى المطلوب، وبالتالي ينبغي خلق أو تطوير نموذج سياحي هام من خلال آثار "جميلة" و"تيمقاد" يستقطب عشاق هذه الآثار والتاريخ، وهذا الأمر يستدعي التعرّف على احتياجات السائح في المنطقة التي سيزورها وكذا الخدمات الخارجية التي ينبغي توفيرها، فضلا عن تطوير البنية التحتية ورفع عدد الفنادق، بالإضافة إلى حركة النّقل.
وفي سياق آخر يرى ذات المتحدّث أنّ خطط تطوير السياحة ينبغي أن تبدأ من الجماعات المحلية، لكونها الأقرب والأكثر دراية بالمنطقة التي تنتمي إليها، احتياجاتها والإمكانيات والموارد المطلوبة، فهم كيفية خلق من المنطقة منتوجا سياحيا قابلا للتسويق، فيما تعمل الدولة على توفير الإمكانيات التي تحتاجها هذه الجماعات ومساعدتها على المستوى الدولي من أجل التسويق لها.
إسلام. ق
