أوديــة نائـمــة تهــدّد عـدة أحيــاء ببئر العـاتر
تعاني المئات من العائلات التي تقطن بأحياء المجاهدين و العتيق و الكاهنة بمدينة بئر العاتر في ولاية تبسة، منذ عقود من الزمن، من وضعية بيئية تنذر بكارثة حقيقية تهدد صحة المواطنين، بعد أن تحولت الأودية التي تمر بهذه الأحياء إلى مجرى و مصب نهائي لمياه الصرف الصحي للسكان القاطنين على حوافها.
« النصر» انتقلت إلى هذه الأحياء و تحدثت مطولا مع السكان، الذين قالوا بأن هذه الأودية التي أنجزت بعد الاستقلال مباشرة لتصريف مياه الأمطار و حماية المدينة من خطر الفيضانات، تحولت مع مرور الوقت إلى مصدر خطر بيئي و صحي على السكان المحاذين لها.
كما أضحت مكانا خاصا لرمي القذارة و الأوساخ و المياه المستعملة، و رغم إبلاغ السلطات المحلية و الولائية بالوضعية، إلا أن لا شيء تغير، ليبقى السكان يتخبطون في ظل الأخطار الكبيرة والأضرار الصحية، إلى جانب مشكل اهتراء الطرقات، بحيث يستحيل على السيارات استعمالها.
سكان الأحياء المذكورة لم يخفوا مخاوفهم من إمكانية تكرار سيناريو الكوارث التي تخلفها الفيضانات في أوساط السكان، خاصة و أن المدينة مشيدة على ضفاف هذه الأودية النائمة التي تشكل مخاطر عند فيضانها كلما تهاطلت الأمطار بغزارة.
و ذكر السكان، أن المدينة العتيقة مشيدة على ضفاف ثلاثة وديان نائمة تشق تلك الأحياء أو تحيط بها، و تجعل منها منطقة فيضية، فيما تظل البنايات و سكانها في حالة خطر كبير في حال تهاطل أمطار موسمية تتسبب في حدوث فيضانات.
و يتمركز الخطر أكثر بالوادي الكبير المعروف باسم واد «الجرعة»، مثلما أكد أحد إطارات مديرية الموارد المائية للنصر، حيث ذكر أن مدينة بئر العاتر توجد في منطقة فيضية، و تتواجد سكنات بالقرب من الوديان المرشحة للتحرك في حال هطول أمطار غزيرة، و هو ما يجعل حياتهم معرضة للخطر.
و ذلك رغم استفادة البلدية من مشروع قطاعي مهم بقيمة 65 مليار سنتيم لتهيئة الوادي الكبير قبل سنوات، و هي العملية التي تمت بطريقة سريعة، حيث اتضح بأن الإنجاز كان بطريقة غير مدروسة لم تخضع للمقاييس و المخططات المعمول بها بشهادة مهندسين مختصين.
و ذكر مختصون في مجال الري، أن العوامل التي تزيد من حدة فيضانات الوادي الكبير بوسط مدينة بئر العاتر و ما ينجم عنه من كوارث، يكمن في موقعه الحضري و قوة انحداره التي تؤدي إلى سرعة السيول المائية.
و تؤكد مصادر من مصالح الحماية المدنية، على أن ولاية تبسة وحدها تسجل انتشارا كبيرا للسكنات المشيدة على حواف الأودية، حيث يقدر عددها بـ 17 ألفا و 236 مسكنا، و قد ناشدت مصالح الحماية المدنية بولاية تبسة، المواطنين لتوخي الحيطة و الحذر من الفيضانات الموسمية للأودية و المجاري المائية، الذي يؤدي ارتفاع منسوبها إلى سيول جارفة و مباغتة تترتب عنها خسائر بشرية و مادية.
و أوضحت في سياق حملاتها التوعوية الدائمة، بأنه ينبغي على المواطنين الابتعاد عن مجاري الوديان و عدم اللجوء للاحتماء تحت الجسور و عدم المغامرة بقطع المجاري المائية مشيا أو على متن السيارات و ذلك لتجنب تعريض حياتهم للخطر.
رئيس البلدية بالنيابة أوضح ، بأن وديان بئر العاتر كانت محل تدخل أعضاء المجلس الشعبي الولائي سابقا، و قال بأن المجالس السابقة قامت بدراسة و مسح شامل لها من طرف مكتب دراسات، و تم إعداد ملف كامل حول إلى الجهات المختصة بالولاية.
مضيفا بأن مديرية الري برمجت عملية تهيئة و إعادة الاعتبار للوادي الكبير بغلاف مالي معتبر، و قد انتهت به الأشغال منذ فترة، في انتظار الشروع في تهيئة بقية الأودية التي لازالت تشكل خطرا على حياة السكان، مؤكدا على أن مخاطر فيضان الوديان بالمدينة، كانت محل اهتمام السلطات الولائية التي أنجزت دراسة، تم بعدها تنفيذ مشروع لتهيئة الوادي الكبير، في انتظار عمليات مماثلة تمس بقية الأودية.
عبد العزيز نصيب