قام، أمس، العشرات من سكان بلدية قصر بلزمة غربي ولاية باتنة، بغلق الطريق الوطني 86 في شقه بين بلديتي قصر بلزمة وأولاد سلام بمشتة مهراس، احتجاجا على تحول المنطقة لبؤرة تلوث تهدد الصحة العمومية، بعد تحولها إلى مصب لمياه الصرف لتجمعات سكانية كبرى محاذية.
المحتجون قاموا منذ الصباح الباكر بغلق الطريق أمام حركة السير التي شلت تماما وسط استياء مستخدمي هذا المحور الذي يعرف حركة واسعة وكثيفة للمركبات وطالب المحتجون بالتدخل السريع والعاجل للسلطات العمومية، للالتفات إلى مطلبهم في تمديد و تحويل قناة كبرى للصرف الصحي تصب بمحيطاتهم الفلاحية.
و ذكرت مصادر محلية للنصر، أن سكان قصر بلزمة و ما جاورها، قد دقوا ناقوس الخطر، من خلال حركتهم الاحتجاجية من تفاقم تجمع المياه الملوثة الراكدة وسط محيطات فلاحية تحولت إلى بؤر ملوثة و مصدر خطر حقيقي على الصحة العمومية، بعد أن أثرت على النشاط الفلاحي، حيث قال المحتجون، بأن مياه الصرف الصحي و بعد تجمعها باتت تمنعهم من ممارسة نشاطهم أو أنهم يلجؤون لجني محاصيل مسقية بمياه ملوثة يشكل استهلاكها خطرا على حياة المستهلك. و في ذات السياق، أكد المحتجون، على أن ما زاد الطين بلة، هو تفاقم الوضع بتلوث مياه الآبار سواء الموجهة للشرب أو الري الفلاحي، ما نغص يومياتهم و حرمهم حتى من استعمال مياه الشرب و من بين المخلفات السلبية لظاهرة تجمع مياه الصرف الصحي على مساحات شاسعة قادمة من عدة تجمعات سكانية كبرى كمدينة مروانة، هو انبعاث الروائح الكريهة على امتداد مسافات طويلة بمحاذاة التجمعات السكانية و على جانب الطريق الوطني و كذا انتشار مختلف الحشرات من زواحف و ناموس، باتت مصدر خطر خاصة خلال فصل الصيف و قد عبر سكان قصر بلزمة عن احتجاجهم من استمرار هذه الوضعية، رغم تلقيهم لعديد الضمانات و الوعود باحتواء مشكلة التلوث البيئي المهددة للصحة العمومية، دون أن يحدث أي تغيير حسبهم منذ أشهر عديدة تجاوزت السنة.
من جهته رئيس بلدية بلزمة، أكد في اتصال أجرته معه النصر، على تدخله رفقة السلطات العمومية للاستماع لانشغال المواطنين، مؤكدا على شرعية مطلبهم بعد طول انتظار تجاوز السنة و نصف و قال «المير»، بأن المشكلة تتجلى في تحول منطقة مهراس التي يقطنها السكان إلى مصب لمياه الصرف الصحي القادمة من تجمعات سكانية عدة كعلي نمر و مروانة و ما جاورها.
و أرجع «المير» التأخر في احتواء التلوث الحاصل، إلى عدم تسجيل مشروع تمديد و ربط القناة الكبرى للصرف بقناة شيدي و قال ذات المسؤول، بأن دراسة قيد الإنجاز للمشروع اصطدمت في وقت سابق بطريقة التكفل بها ماليا، هل يتم على عاتق البلدية أو مصالح مديرية الري، مشيرا لتفهم الموطنين للسلطات، بعد أن قاموا بفتح الطريق.
ياسين/ع