جدد المقصون من حصة 4 آلاف سكن بحي سيدي سالم في بلدية البوني بعنابة، احتجاجهم أمام مقر الولاية، بعد سلسلة الوقفات و غلق لطريق البوني، حيث قاموا بالغلق المؤقت لمحور مقر الولاية و منع أصحاب المركبات من المرور، مما أغرق ساحة الثورة و وسط المدينة في اختناق مروري كبير عبر جميع المحاور و تعقد وضعية حركة السير، باحتجاج ثاني للحمالين أمام ميناء عنابة، ناهيك على التوافد الكبير للمواطنين على وسط المدينة للتسوق عشية رمضان .
و كان المقصون بسيدي سالم، قد طالبوا الأسبوع الماضي، والي الولاية توفيق مزهود، بفتح تحقيق في قائمة المستفيدين التي أفرج عنها قبل أسبوعين و التي ضمت 230 مستفيدا فقط من قائمة 1200 طعن، متهمين لجنة دراسة الطعون بإدراج غرباء و عازبات في القائمة النهائية.
و تتعلق حسب مصادرنا القائمة المفرج عنها، بالعائلات القاطنة بالمحتشد الاستعماري « لاصاص « بعد إنهاء اللجنة الولائية للطعون عملية دراسة الملفات و إحالة القوائم الرسمية للتدقيق في سجل البطاقية الوطنية، لتمكين المستفيدين من استكمال الإجراءات القانونية لترحيلهم.
و كان المقصون قد هددوا بالتصعيد و الاعتصام أمام مقر الدائرة و الولاية، إلى غاية فتح تحقيق في القضية، كون دراسة الطعون كانت سطحية و لم تعط الحق لعدد كبير من القاطنين بالمحتشد و الذين يتجاوز عددهم 500 مقصي، وجدوا أنفسهم خارج القائمة.
و أوضحت مصادر رسمية بولاية عنابة، بأن مصالح دائرة البوني تسعى بالتنسيق مع الهيئات المعنية، لإعادة إسكان جميع العائلات المقيمة بمحتشدات سيدي سالم، التي يعود تاريخ انجازها للحقبة الاستعمارية، للقضاء على هذه البيوت الهشة و ترحيل قاطنيها إلى سكنات لائقة في إطار المخطط الوطني للقضاء على السكن القصديري و الهش.
و ينتظر برمجة تهيئة موقع «لاصاص» بعد ترحيل السكان و تهديم البيوت الفوضوية بشكل كامل، لاستغلاله في انجاز مشاريع سكنية بذات الحي، حيث تم تسجيل مشروع إنجاز 900 سكن اجتماعي بذات الموقع، غير أنه توقف بسبب مشاكل إدارية مع مؤسسة إنجاز تركية لم تلتزم بدفتر الشروط.
و وفقا لمصادرنا، فقد برمجت عملية الترحيل في الأسابيع المقبلة، تنفيذا لتوصيات السلطات المعنية و المتعلقة بتوزيع السكنات الاجتماعية الجاهزة وفق ما ينص عليه دفتر الشروط، بما فيها عملية تهيئة الشوارع و الأزقة، فضلا على ربط السكنات بشبكتي الغاز و الكهرباء، لأن بعض المستفيدين اشتكوا من مشكل عدم توفر الماء و الغاز على مستوى الشقق التي تم ترحيلهم إليها، خاصة بالمدينة الجديدة ذراع الريش، غير أن التصعيد في الاحتجاجات، سيؤخر عملية الترحيل حسب مصادرنا.
و أغلق الحمالون بميناء عنابة التجاري، أمس، طريق الميناء الحيوي بالسياج الحديدي و حاويات القمامة، احتجاجا على منعهم من دخول الميناء، على خلفية وقوع سرقات في الحاويات وسط الميناء و هو ثاني احتجاج لهم بسبب البطالة التي يعرفونها بسبب تراجع نشاط وكلاء العبور و تقليص الحكومة لفاتورة الاستيراد و تحديد قائمة طويلة بالمواد الممنوعة من الاستيراد، إلى جانب تحويل الجزء المحدود من الحاوية التي تصل إلى عنابة، للميناء الجاف، مما قلص نشاط تعاونهم مع وكلاء العبور في فتح حاويات البضائع.
و تسبب قطع طريق الميناء الذي يعد حيويا و شريان حركة المرور بقلب وسط المدينة، في اختناق مروري بمحور ساحة الثورة، علما أنه يربط الكورنيش و الطريق الساحلي و إدارات عمومية، بمحيط مقر الولاية إلى غاية حي الماجستيك، رافضين فتح الطريق رغم التحاور معهم و بقيت مغلقة لفترة قبل إعادة فتحها. حسين دريدح
