تحولت شوارع مدينة قالمة القديمة إلى ورشة كبيرة بعد انطلاق عملية واسعة لترميم و إصلاح الطرقات و الأرصفة و أنظمة الإنارة و المساحات الخضراء، في محاولة جادة للقضاء على المشاكل التي تعاني منها المدينة منذ عدة سنوات، حيث تراجع إطار الحياة العامة و بدأ السكان يشتكون و يطالبون بوضع حد للتدهور الذي تشهده قالمة القديمة.
و قد بدأت آليات الأشغال العمومية في نزع طبقات الخرسانة المنهارة و ردم الحفر و خنادق الشبكات المختلفة، تمهيدا لوضع طبقات جديدة من الخرسانة السوداء، و إصلاح الشوارع المنهارة التي شكلت متاعب كبير للسكان و زوار المدينة. و تعد شوارع باب سكيكدة، عنونة، المسرح الروماني، شارع التطوع من أكثر المواقع تضررا بالمدينة القديمة، حيث انتشرت الحفر و الانكسارات في كل مكان، و أصبح من الصعب السير بأمان في الشوارع العتيقة التي ترمز إلى تاريخ قالمة و ماضيها البعيد.
و فقدت مدينة قالمة جمالها الحضاري العريق، و انتشرت بها النفايات و انهارت طرقاتها في السنوات الأخيرة، و لم تعد بذلك الوجه الجميل الذي كانت عليه قبل 30 سنة عندما صنفت كأجمل وأنظف مدينة بالجزائر. وتراهن سلطات المدينة على المشاريع الجديدة لإنتاج صورة جديدة مشرقة للمدينة التاريخية، و ذلك من خلال غلاف مالي كبير من صندوق الضمان و التضامن للجماعات المحلية الممول من وزارة الداخلية، مخصص لإصلاح الشبكات المختلفة و في مقدمتها شبكات المياه و الإنارة، ثم تعبيد الشوارع والأرصفة عبر كل الأحياء السكنية المشكلة لقالمة القديمة التي تضم معالم تاريخية و أثرية نادرة تستقطب آلاف السياح على مدار السنة.
فريد.غ