عاد يوم أمس الأول الشاب برحال حسام (21 عاما) إلى منزله العائلي، الواقع في قرية لقراقرية ببلدية حمام قرقور شمال ولاية سطيف، بعد اختفاء دام لأكثر من خمسين ساعة كاملة.
و عاش سكان ولاية سطيف على وقع الأعصاب، مباشرة بعد الإعلان عن اختفاء الشاب بصورة مفاجئة، بداية من صبيحة يوم الثلاثاء الماضي، حيث غاب عن الأنظار مباشرة بعد مغادرته البيت العائلي، للقيام بعمله المعتاد و هو رعي الغنم في جبال المنطقة.
و فور إبلاغ العائلة باختفاء ابنها، تحركت مصالح الدرك الوطني و الحماية المدنية رفقة عديد المواطنين، التي قامت بعملية تمشيط لمنطقة الغابة، مستعينة ببعض الوسائل الخاصة بعملية البحث.
و بعد توالي ساعات البحث، تم العثور على كلب الرعي و حتى بعض الأغراض الشخصية التي تخص الشاب «حسام»، إضافة إلى قطيع الغنم الذي كان يرعاه في الغابة و هو ما زاد من احتمالية تعرض الشاب المفقود للاختطاف أو تعرضه لأي حادث أليم.
و أمام هذه التطورات، سارع والي سطيف، كمال عبلة، برفقة أعضاء اللجنة الأمنية الولائية، لزيارة قرية لقراقرية، من أجل الوقوف بصورة شخصية على متابعة عملية البحث عن الشاب المفقود و الأكثر من ذلك فقد دعا إلى مضاعفة جهود البحث و استغلال جميع الإمكانات المسخرة لذلك.
و قد استجابت الأسلاك الأمنية المشتركة (الجيش الوطني الشعبي-الدرك الوطني-قوات الأمن) لهاته التوصيات، من خلال مضاعفة عدد الأعوان للبحث عن الشاب في المنطقة و بدورها سخرت مديرية الحماية المدنية في عملية البحث، تعدادا بشريا يتكون من 80 عونا بمختلف الرتب، مع طلب الدعم من مديريتي ولايتي برج بوعريرج و ميلة، بالإضافة إلى الاستنجاد بفرقتي السينوتقنية من مديريتي ولايتي باتنة و ميلة، من خلال لحاق تسعة مدربين و أربعة كلاب مدربة بالمنطقة، للمساعدة في عملية البحث و التمشيط الموسعة لكل أرجاء المنطقة الجبلية الصخرية صعبة المسالك، في الشعاب و الكهوف و على طول مجاري الماء و الأودية.
و في تمام الساعة الثامنة و النصف ليلا من يوم الخميس الماضي، عاد الشاب حسام إلى بيته العائلي، وسط فرحة كبيرة من المواطنين و مباشرة بعد عودته، فقد تم أخذه من قبل الحماية المدنية في سيارة الإسعاف إلى مستشفى «السعيد عوامري» 240 سريرا في بلدية بوقاعة المجاورة، حيث خضع هناك لجميع الفحوصات الطبية و تم التأكد من سلامته الجسدية، قبل إعادته من جديد إلى البيت العائلي.
و عن لغز اختفاء الشاب حسام، فقد رفض الأخير تقديم أي تفاصيل حول سر ما حدث، لكنه أكد على أنه كان يشاهد عملية التمشيط عنه من أعلى قمة الجبل، رافضا تقديم الأسباب التي جعلته يتعمد للاختفاء بصورة مفاجئة.
و قالت مصادر محلية، بأن الشاب «حسام»، قد اضطر إلى دخول أحد الكهوف في الجبل، بعد تساقط كميات معتبرة من الأمطار في اليوم الأول من اختفائه و هناك استسلم للنوم لمدة ساعات طويلة جدا.و أصدرت، صبيحة أمس، خلية الإعلام و الاتصال لمديرية الحماية المدنية بيانا صحفيا، أكدت فيه على جهود أفراد الحماية في عملية البحث، لكن من دون الإشارة إلى الأسباب التي جعلت الشاب حسام يختفي لمدة فاقت الخمسين ساعة.
أحمد خليل