تدخلت مصالح الوحدة الثانوية للحماية المدنية بالذرعان غرب ولاية الطارف، مساء أمس الأول، لإنقاذ 14 شخصا حاصرتهم المياه على إثر ارتفاع منسوب وادي سيبوس بمنطقة بوسفاتة ببلدية شيحاني النائية .
و قد جندت مصالح الحماية المدنية فور تلقيها طلب النجدة، كل الإمكانيات المادية و البشرية لإجلاء جميع الأشخاص المحاصرين من منطقة الخطر نحو مكان آمن دون تسجيل أي خسائر في الأرواح، فيما تم بعين المكان، تقديم إسعافات نفسية للبعض، بعد أن انتابتهم نوبة من الفزع والخوف جراء المياه التي حاصرتهم على حين غفلة ، حين كانوا منهمكين بإحدى الحقول الفلاحية في جني محصول البرتقال.
و يعد وادي سيبوس من أهم كبرى الأودية الرئيسية المسببة لكوارث الفيضانات الشتوية بالولاية، خصوصا في مناطق الجهة الغربية لدوائر الذرعان، البسباس و بن مهيدي بمجموع 9 بلديات تأوي زهاء 280 ألف نسمة، ما يمثل ثلثي سكان الولاية الذين باتوا عرضة لخطر السيول الجارفة المتسبب فيها الوادي المذكور بفعل ارتفاع منسوب المياه و ما تخلفه الفيضانات من خسائر و أضرار فادحة بالمحاصيل الفلاحية و البنى التحتية و تشريد عشرات العائلات في العراء، في الوقت الذي صنفت فيه مصالح الحماية المدنية و الموارد المائية، وادي سيبوس الذي يشق 5 ولايات شرقية وصولا إلى مصبه النهائي نحو البحر بولاية الطارف، بأنه أحد أخطر النقاط السوداء التي تبقى وراء الفيضانات التي تشهدها الولاية سنويا عند تساقط الأمطار الموسمية، أين تغمر السيول الجارفة عدد من الأحياء و التجمعات السكانية التي تتحول في دقائق إلى مناطق معزولة ، حيث يصل منسوب المياه إلى أكثر من 4 أمتار، ما يضطر فرق الإنقاذ الاستنجاد بالزوارق المطاطية لإجلاء العائلات المنكوبة.
و يشتكي سكان و فلاحو مناطق الجهة الغربية بجوار وادي سيبوس، من تأخر المصالح المختصة في جهره وتنظيفه تحسبا للموسم الشتوي تفاديا لوقوع الكوارث، مشيرين إلى أن مشكلة ارتفاع منسوب مياه الوادي، باتت الهاجس الذي يؤرقهم و يهدد بوقوع الكارثة في أي لحظة، خاصة و أنه يعد كذلك مصبا رئيسيا لمياه الأمطار ببعض الولايات الشرقية بالجوار و هو ما يتطلب حسب جمعيات الفلاحين و السكان، توسعة الوادي وجهره دوريا لحماية ساكنة و فلاحي الجهة الغربية من الخطر الذي يتربص بهم مع تساقط أول الأمطار الرعدية، الأمر الذي دفع بعض الفلاحين لتعليق نشاطهم الفلاحي مع بداية الموسم الشتوي، تجنبا للخسائر الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه الوادي و ما يخلفه وراءه من فيضانات عارمة تغمر و تجرف معها على كل شي.
و تتفاقم حدة الخطر بحسب إتحاد الفلاحين، أثناء تسريح سدود الولايات المجاورة التي تصب مياهها الزائدة عبر وادي سيبوس و معها تحدث الكارثة و تغرق الجهة الغربية لولاية الطارف في فيضانات مخلفة و راءها خسائر فادحة في مختلف القطاعات.
كما أشارت مديرية الموارد المائية، إلى أنها أطلقت عدة عمليات تطوعية لجهر كبرى الأودية الرئيسية و منها وادي سيبوس الذي يعد من أهم الأودية النشطة المسببة للفيضانات، من خلال إسناد العملية لمقاولات مختصة في إجراء إستباقي للوقاية من خطر الفيضانات الشتوية.
في حين أكدت مصادر بمديرية الفلاحة، على أن وادي سيبوس يبقى له الأثر السلبي على النشاط الزراعي بسهول الجهة الغربية التي سرعان ما تغمر السيول أراضيها لأسابيع، ما يتسبب في إتلاف المحاصيل الزراعية و تكبد الفلاحين خسائر فادحة في كل مرة، خاصة أثناء تسريح السدود بالولايات الشرقية و منها سد بوحمدان بولاية قالمة و من دون إشعار مسبق و معها تحدث الكارثة على حد تعبير المصدر، فيما قالت مصادر أخرى بأن وادي سيبوس يعد مجرى جهويا يقسم 6 ولايات شرقية على طول يفوق 560كلم، ليصب مباشرة في البحر بين سواحل ولايتي الطارف وعنابة ، مشيرة إلى أن الوادي المذكور وعلاوة على استغلاله في السقي صيفا فهو يعد مصبا كذلك للمياه المستعملة للوحدات الصناعية والسكان بالجوار ، دون تكفل الجهات المعنية بجهر وتنظيف الوادي للوقاية من خطر الفيضانات والأمراض المتنقلة وحماية السكان من السيول الجارفة التي تغمر سكناتهم، وهو ما يتطلب وضع أنظمة إنذار ورصد لمتابعة وضعية الوادي ومنسوب المياه مع التنسيق بين الولايات المعنية للحد من اللجوء عشوائيا تسريح مياه السدود عبر الوادي من دون أخذ كل الإجراءات الاحترازية و الوقائية لتجنب كوارث الفيضانات حماية للأرواح و الممتلكات و تجنب الفلاحين الخسائر .
نوري.ح
