خفضت وزارة الموارد المائية، حصة الديوان الوطني للسقي و صرف المياه الموجهة لسقي الأراضي الفلاحية بولايتي عنابة و الطارف خلال الموسم الصيفي إلى النصف، حيث نزلت الحصة من 20 إلى 10 ملايين متر مكعب مقارنة بالعام الماضي، لتسيير مخزون سد الشافية بولاية الطارف لفائدة سكان مدينة عنابة و ضواحيها و كذا مركب الحجار للحديد و الصلب في فترة جوان، جويلية و أوت.
و استنادا لمصدر عليم للنصر، فقد تم وضع برنامج لتسيير مخزون سد الشافية و هو أكبر السدود المتواجدة في ولاية الطارف و الذي يضمن تزويد جزء من ولاية الطارف و ولاية عنابة و كذا مناطق النشاط الصناعي كمركبي الحجار و فرتيال بالمياه، حيث قدر مخزونه شهر جوان الماضي، بـ 98 مليون متر مكعب، حيث خصصت أكبر حصة لتزويد المواطنين بالمياه الشروب و قسمت الحصة المتبقية لضمان تموين النشاط الصناعي و كذا الأراضي الفلاحية المسقية التي تقدر بـ 13 ألف هكتار على مستوى ولايتي عنابة و الطارف، كون تسيير المياه مشترك بين الولايتين.
و استنادا لمصادرنا، فقد جاء تخفيض حصة الديوان الوطني للسقي، للتحكم في تسيير المخزون من جهة و كذا تحول جزء كبير من الأراضي المسقية إلى غرس الحبوب، حيث ارتفعت مساحة غرس الحبوب (القمح و الشعير) في 3 سنوات الأخيرة إلى نحو 9 آلاف هكتار بعنابة و الطارف، خاصة و أن هذا النوع من المحصول لا يحتاج إلى السقي، كون طبيعة الأراضي منخفضة و تعرف ركودا لمياه الأمطار، كما أن سهول الطارف و عنابة غير موجهة لزراعة الحبوب في الأصل، كونها مزودة بنظام و شبكة سقي تمتد على طول 422 كلم، خصص لضمان سقي بعض الزراعات على رأسها الطماطم الصناعية و أنواع من الخضر الموسمية و أيضا البطيخ بنوعيه، الأشجار المثمرة كالعنب، الحمضيات، الرمان، و الخوخ.
و وفقا لمصادرنا، فقد وضع الديوان الوطني للسقي و صرف المياه من خلال وحدة الاستغلال ناموسة الواقعة بدائرة بن مهيدي في ولاية الطارف، برنامجا لتزويد الفلاحين بمياه السقي لمدة يومين في الأسبوع، تمكن الفلاحين من سقي المحاصيل و البساتين بأريحية، حيث يحصي الديوان نحو 700 فلاح مشترك سنويا، تبرم معهم عقود كزبائن لمدة سنة كاملة لتزويدهم بالمياه عبر نقاط التوزيع المنتشرة على رقعة 13 ألف هكتار.
و يشير المصدر إلى تسجيل تطور ملحوظ في استخدام الفلاحين لنظام التقطير بدل السقي الكلاسيكي عبر الأنابيب مباشرة، ما سمح بتقليص حجم استهلاك المياه و الحفاظ على المخزون، في إطار البرنامج الوطني لاقتصاد المياه و تحقيق التنمية المستدامة و في هذا الشأن، وتشير الإحصائيات إلى اندماج 80 بالمائة من الفلاحين في نظام السقي بالتقطير، الذي ساهم إيجابيا في تطوير و تحسين المردود حسب ما كشفه فلاحون للنصر، سواء من حيث الكم أو النوعية، خاصة في شعبة الأشجار المثمرة، كما يخفض نظام السقي بالتقطير نفقات استخدام أدوية إبادة الحشائش الضارة و بعض الحشرات و الفطريات.
و ذكرت مصادرنا، أن نظام توزيع المياه بولايتي عنابة و الطارف، أنجز وفق دراسة علمية تُسير في الحالات العادية و عند الأزمات، نفذتها شركة «جينيرال إليكتريك» الأمريكية في سنوات السبعينات و جُددت في التسعينات عن طريق خلق نظام جر و تخزين المياه يضمن التمويل في حال وجود عطب على مستوى سد الشافية و القنوات المرتبطة بها، حيث استطاعت 3 خزانات ضخمة لتمويل عنابة بالمياه عدة أسابيع بعد انخفاض منسوب السد في سنة 2017 تحت مستوى فتحة الإمداد، عن طريق ضخ المياه عبر وادي بوناموسة و منه إلى محطة ضخ الشعيبة التي تمون عنابة و ضواحيها بالمياه دون المرور على القناة الرئيسية للسد.
حسين دريدح