تدعم قطاع التهيئة و تطوير العمران ببلدية برج صباط الواقعة غربي قالمة، بمشروع هام في إطار صندوق الضمان و التضامن الممول من وزارة الداخلية، للقضاء على المشاكل التي يعاني منها السكان بمركز البلدية و القرى و التجمعات الريفية النائية.
و بلغ الغلاف المالي المخصص للمشروع نحو 20 مليار سنتيم ستخصص لتجديد شبكة مياه الشرب، و أنظمة الصرف الصحي، و تعبيد الطرقات و الشوارع الرئيسية، و الأرصفة، و تركيب أنظمة الإنارة الاقتصادية، لإضاءة الأحياء السكنية المظلمة.
و قد بدأت شركات الإنجاز العمل بمركز برج صباط و قرى و تجمعات ريفية، لم يتوقف سكانها عن المطالبة بحقهم في الطرقات و الشوارع المعبدة، و الإنارة و مياه الشرب و أنظمة الصرف الصحي، التي تعاني من القدم و التسربات الخطيرة على الصحة و البيئة الحضرية، كما يحدث بقرية رأس العيون النائية حيث تنعدم قنوات الصرف ببعض الأحياء السكنية الجديدة.
و تشرف مديرية التجهيزات العمومية على مشروع التهيئة الحضرية ببلدية برج صباط و تعلق أملا كبيرا على المقاولات المختارة لإنهاء المشروع خلال المدة المحددة بين 3 و 7 أشهر، حسب طبيعة و خصوصية كل مشروع.
و باستثناء مشروع تعبيد طرقات و أرصفة مدينة برج صباط
و تركيب شبكة الإنارة الجديدة، المتوقف بسبب حفريات الصرف الصحي، فإن باقي المشاريع تحرز تقدما مشجعا و قد ينتهي الكثير منها قبل حلول العام القادم و موسم الأمطار، المعيق لمشاريع الأشغال العمومية.
و قد زارت والي قالمة، لبيبة ويناز، بلدية وادي الزناتي، مؤخرا، للاطلاع على سير المشروع، و الاستماع إلى مزيد من الانشغالات المتعلقة بقطاعات السكن و فك العزلة و التهيئة الحضرية، و مياه الشرب، التي تعد من أكبر المشاكل التي تعاني منها المنطقة على مدى سنوات طويلة، حيث أصبح نظام عين آركو المتهالك غير قادر على إيصال ما يكفي من مياه الشرب للسكان العطشى، الذين ينتظرون وصول قناة سد بوحمدان لإنهاء واحدة من أطول أزمات العطش بمدن و قرى سهل الجنوب الكبير.
و تعد برج صباط الواقعة غربي قالمة على الحدود مع ولايتي سكيكدة و قسنطينة، من بين أفقر بلديات قالمة، حيث تعاني من نقص الموارد الجبائية، و البطالة، و ضعف برامج السكن، و عزلة المشاتي النائية التي يعيش سكانها على تربية المواشي و الزراعات المعاشية البسيطة.
و باستثناء مصنع لإنتاج بلوك البناء الأحمر، فإن برج صباط تعاني من نقص كبير في مشاريع الاستثمار المنتج للثروة و مناصب العمل، و يعتمد سكانها على بعض الوظائف الحكومية و الزراعة و تربية المواشي و النشاطات الغابية، و التجارة، و البناء لتأمين مصادر العيش، عبر مختلف مناطق برج صباط، التي ظلت صامدة على خط النار خلال حرب التحرير، و الأزمة الأمنية الطاحنة التي كادت أن تفرغ الأرياف العامرة و تحولها إلى مواطن أشباح.
و مازال سكان برج صباط ينتظرون المزيد مشاريع التنمية، و فتح المسالك الريفية، و تحقيق حلم سوق المواشي الشهير بالأربعاء بني مجالد، حيث ظل هذا لقطب التجاري و الاقتصادي الكبير مغلقا منذ أكثر من 40 عاما، بعد أن كان يجمع كبار تجار المواشي بشرق البلاد على مدى قرن من الزمن أو يزيد، قبل أن يتحوّل إلى فضاء مهجور يحيط به سور حجري، بمرتفعات المريج و الأربعاء بني مجالد، أولاد حبابة، و جبال بني عمران موطن رعاة البقر،
و حصن الثورة المنيع.
و يقول سكان برج صباط بأنه يتعين على قطاعات التجارة و الفلاحة و التنمية الريفية، إعادة السوق الشهير إلى النشاط، بعد استتباب الأمن، و تعبيد الطرقات و عودة رعاة البقر إلى جبال سكيكدة، قالمة و قسنطينة، و بناء الطريق السيار شرق غرب المحاذي للإقليم الغربي لولاية قالمة.
فريد.غ
