تسببت الأمطار الغزيرة المتهاطلة بمدينة سكيكدة يومي الخميس و الجمعة، في إحداث فيضانات بحي الإخوة ساكر، الذي عادت إليه الظاهرة من جديد، بعد أن اعتقد السكان أنهم تخلصوا منها.
حيث اجتاحت الأمطار العديد من العمارات و وصل منسوب المياه إلى أزيد من 20 سم، ما جعل السكان يجدون صعوبة بالغة في الدخول و الخروج، متسائلين عن جدوى مشروع حماية الحي من الفيضانات، بينما عاشت عائلات تقيم في مبان هشة بالمدينة القديمة، لحظات عصيبة بفعل التسربات، وطالبت بالترحيل خوفا من الانهيارات، في وقت سارعت الحماية المدنية لوضع مضخات بالمواقع المتضررة لامتصاص المياه.
و ذكر مواطنون للنصر، أن الفيضانات باتت هاجسا يؤرقهم منذ سنوات الثمانينات و قد استبشروا خيرا بانطلاق مشروع حماية الحي من الفيضانات خلال السنة الفارطة و اعتقدوا حينها أنهم سيتخلصون من متاعب هذه الظاهرة، خاصة بعد أن شاهدوا خلال المرات السابقة، تحسنا طفيفا في الوضع و انخفاض منسوب المياه بالعديد من مواقع الحي التي كانت تكثر فيها الفيضانات، لكن مع مرور الأيام، تبين أن الوضع لم يغير شيئا، خاصة بمشروع التهيئة الذي أعاد الأمور إلى سابق عهدها، بدليل أن المياه أصبحت تتجمع أمام العمارات و الطرقات و الأرصفة، مشكلة بركا مائية يصعب على السكان عبورها.
وتساءلوا في هذا السياق عن المضخات التي وعدت البلدية بإحضارها في إطار مشروع حماية الحي من الفيضانات، حيث و رغم مرور أزيد من عام عن المشروع، لكن هذه المضخات ظلت حبرا على ورق، فيما يجدر الذكر، أن مشروع تهيئة الحي رصد له غلاف مالي يتجاوز 28 مليار سنتيم، حسب تصريح رئيس البلدية السابق.
و تدخلت مصالح الحماية المدنية، كما جرت عليه العادة، بالعديد من النقاط على مستوى هذا الحي و تم وضع مضخات لامتصاص المياه و تسهيل الحركة على السكان وكذا التلاميذ.
كما تحدث السكان عن أشغال تعبيد الطرقات الداخلية للحي و التي ظهرت عليها الكثير من النقائص و طالبوا من السلطات الولائية التدخل لفتح تحقيق في القضية.
من جهتها، عاشت العديد من العائلات المقيمة في المباني الهشة بالمدينة القديمة، لحظات عصيبة بفعل التسربات التي اجتاحت الجدران و الأسقف و جعلت السكان يبدون قلقا و خوفا من الانهيارات و طالبوا من السلطات الولائية الإسراع في ترحيلهم قبل وقوع الكارثة، لأن العيش في هذه المنازل، مثلما قالوا، بمثابة موت بطيء، رغم أنها مصنفة في الخانة الحمراء. كمال واسطة
