بدأ منتجو القمح بقالمة عملية السقي التكميلي للحقول القريبة من مصادر المياه، في محاولة لتجاوز مرحلة الجفاف التي تعرفها المنطقة منذ عدة أشهر، و بدأت آثارها تظهر على محاصيل القمح التي توجد في مراحل النمو الأولى و تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه.
و قد شوهدت قاذفات المياه و هي ترش حقول القمح بحوض سيبوس الكبير أمس الثلاثاء، حيث لم يعد هناك المزيد من الوقت للانتظار بعد مرور عدة أشهر دون تساقط، مما أثر على مساحات واسعة من القمح، و خاصة بالمناطق المبكرة ببلديات قالمة، مجاز عمار، بلخير، بومهرة احمد بوشقوف وادي فراغة، الركنية و لخزارة.
و يسعى المزارعون إلى حشد كل الإمكانات المتوفرة لديهم لسقي أكبر مساحة ممكنة قبل أن يتفاقم الوضع، و تتضرر حقول القمح أكثر، غير أن ندرة المياه تشكل تحديا كبيرا و خاصة بسهل الجنوب الكبير حيث أحد أشهر الأقاليم المنتجة للقمح بشرق البلاد.
و قالت تعاونية الحبوب و البقول الجافة بقالمة بأنها ستقوم بخطوات عملية لمساعدة المزارعين على تجاوز المرحلة الصعبة التي يمرون بها، حيث وعدت بتخفيض أسعار كراء معدات السقي، و تشجيع المزارعين على إنجاز برنامج السقي التكميلي قبل فوات الأوان.
و يعد سد بوحمدان المغذي الرئيسي للزارعات المسقية بولاية قالمة، لكنه يمر اليوم بوضع صعب بسبب موجة الجفاف الطويلة، حيث تراجع مخزونه إلى 20 بالمائة تقريبا و لم تبق فيه إلا كمية قليلة من المياه لا تتجاوز 40 مليون متر مكعب بالكاد تكفي لتزويد السكان بمياه الشرب هذه السنة، إذا استمرت موجة الجفاف لأشهر أخرى قادمة.
و حتى الحواجز المائية الصغيرة تراجع مخزونها بقالمة، لكنها تبقى الحل الوحيد المتاح أمام القليل من منتجي القمح بالمناطق الجافة التي لم يتوقف سكانها عن المطالبة ببناء المزيد من الحواجز و السدود الصغيرة لتخزين أكبر كمية ممكنة من مياه السقي، و استعمالها عندما يتراجع معدل التساقط الموسمي.
و من جهة أخرى يتوقع منتجو الطماطم الصناعية بقالمة موسما أبيضا هذا العام، حيث بات من غير الممكن توفير الكميات الكافية لسقي مساحات واسعة على امتداد محيط السقي قالمة بوشقوف، المتربع على مساحة 10 آلاف هكتار.
فريد.غ
