برّأت، أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، ساحة الشقيقين (غ.سفيان) 26 سنة و(غ.شمس الدين) 23 سنة اللذين توبعا بجرم جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار وجنحة طمس آثار الجريمة لعرقلة سير العدالة، ومتابعة المتهم الثاني بجنحة طمس آثار الجريمة لعرقلة سير العدالة.
القضية مختصرة ترجع لليلة التاسع عشرة من شهر فيفري من السنة الماضية، عندما شهد محيط مقهى بحي معروف عبد الحميد بعين كرشة، نشوب حريق مهول في جسد الشاب (ب.عبد الرحمان) المكنى «عبودة»، أين تدخل عشرات المواطنين لإنقاذه، بإخماد النار التي شبت في ملابسه، ويتم نقله بعدها على جناح السرعة لمستشفى سليمان عميرات بعين مليلة، أين لفظ أنفاسه متأثرا بالحروق الخطيرة التي أصابته على مستوى البطن، وانطلقت مصالح الأمن بعين كرشة في تحقيقات موسعة، بعد الاشتباه في المتهم الرئيسي الذي اتضح بأنه كان في حالة سكر، وكان برفقة الضحية في المحل التجاري، وذكر بأنهما كانا يعاقران الخمر، ويقومان بتشريح جسديهما نتيجة استهلاكهما مهلوسات، غير أن عينات الدم التي رفعت من جسد الضحية، انتهت وفق تقرير المخبر الجهوي للشرطة العلمية إلى أنه لم يتناول أي نوع من المخدرات أو المسكرات.
متابعة الشقيقان في القضية جاءت بعد قيام المتهم الرئيسي بالتوجه في حدود العاشرة ليلا، لحظة وقوع الحادثة لمنزلها وقيامه بتغيير ملابسه التي تبين بأن عليها آثار الحروق، كما اتضح بأن شقيقه قام بسكب الماء في مكان اندلاع الحريق داخل المحل، وقام بإدخال تعديلات على المكان، ما أدى إلى اتهامهما بالتورط في قتل الضحية وتغيير مسرح الجريمة لطمس معالم القضية، وأنكر المتهم الرئيسي جرم قتل صديقه، مشيرا بأنهما اعتادا على قضاء ليال داخل مقهاه المتواجد في منزله، غير أن الضحية هو من قام في غفلة منه برش جسده بكميات من البنزين، الذي اقتناه من أجل عملية دهن المحل التي قام بها الضحية، وحاول إضرام النار التي اندلعت في جسده من دون جدوى، و أنه كان مصدوما و مذهولا من هول ما رآه، أما المتهم الثاني فأكد بأنه لم يكن في المقهى، وأنه كان يساعد أصدقاءه في تقديم يد المساعدة لصاحب مركبة ارتكب حادث مرور مادي غير بعيد عن المحل، ولحظة مشاهدته للنار في محيط المحل، توجه رفقة أصدقائه الذين هرعوا لإنقاذ الضحية، وتوجه مسرعا لإخماد النيران داخل المحل التي مست أريكة وبعض الأغراض، دون أن يقصد تغيير مكان الحادثة، وذهب أحد الشهود للتأكيد بأن الضحية الذي سبق له وأن أودع رهن الحبس وعوقب بسنة حبسا، حاول الانتحار بتوجيه ضربات لجسده بشفرة حلاقة.
أحمد ذيب