خلصت تحقيقات المديرية العامة لمجمع سونلغاز، في حادث انفجار واجهة عمارة بحي واد الذهب غرب وسط مدينة عنابة، قبل أسبوعين، و خلف وفاة طفل و جرح 8 أشخاص، مع سقوط واجهة سلالم العمارة و تحطم سيارات، إلى استهداف عصابة التوصيلات النحاسية لشبكة الغاز، مما نجم عنه تسرب هام بالأجزاء المشتركة و وقوع انفجار كبير خلف ضحايا و خسائر مادية.
و استنادا لتصريح المكلفة بالاتصال على مستوى شركة الكهرباء و الغاز للشرق بعنابة في حديث مع «النصر» خلال تنظيم يوم إعلامي وطني بدار الثقافة محمد بوضياف، أمس، حول مخاطر الغاز و التعدي على الشبكات، على خلفية هذا الحادث، بحضور ممثلي الشركة الجزائرية للكهرباء و الغاز بالشرق، فقد سجلت المصالح التقنية بعنابة، سرقة توصيلات نحاسية بعمارة مجاورة لموقع الانفجار و لحسن الحظ كان تدخل الأعوان سريعا لوقف التسرب الذي نجم عن ذلك و القيام بالاحتياطات اللازمة للإصلاح، بعد أن قطع أفراد العصابة الأنابيب النحاسية و تركوا الغاز يتسرب دون ايلاء أي اهتمام لأرواح الناس أو ما قد يحصل من كارثة قد تؤدي إلى سقوط أرواح.
و ذكر المصدر، أن التحقيقات مازالت متواصلة بالتنسيق مع الجهات الأمنية، بهدف الكشف عن هوية أفراد الشبكة الذين يقومون بسرقة التوصيلات النحاسية للغاز و ترك التسربات تهدد حياة المواطنين و سكان العمارات.
و أضافت المتحدثة، بأن الفرق التقنية لسونلغاز، تقوم بدوريات و كذا التدخل في حالة التبليغ عن أي عملية سرقة للتوصيلات الغازية، حيث سجلت 3 عمليات استهداف لشبكة الغاز هذا الأسبوع، في مؤشر خطير استدعى تنظيم يوم إعلامي بعنابة، بحضور جميع الشركاء و المتدخلين من مختلف الولايات، بهدف التحقيق من خطر تنامي الظاهرة و التقليل من الاعتداءات التي تتعرض لها الشبكات الأرضية و الخارجية، سواء ما تعلق بكوابل الكهرباء أو أنابيب الغاز و التي تكبد الشركة خسائر كبيرة. 
و في هذا الشأن، كشف الناطق الرسمي باسم الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز خلال اليوم الإعلامي، عن إحصاء شركة الكهرباء و الغاز لـ 10 آلاف و 600 اعتداء على شبكة الغاز و سرقة 140 كلم من الكوابل الكهربائية خلال 2021 و بعنابة، تصدت سونلغاز لـ 600 عملية سرقة و تعد على الشبكات، مكنتها من معالجة 490 حالة.
و وفقا لذات المصدر، فقد أخذ نشاط عصابات الكوابل النحاسية منحى خطيرا باستهداف شبكات الغاز بالمؤسسات التربوية و المساجد، حيث تلقت مصالح الدرك الوطني و الشرطة في الفترة الأخيرة، عديد الشكاوى من مواطنين و هيئات، للتبليغ عن عمليات سرقة، بعضها تم حلها بتوقيف المشتبه فيهم و أخرى مازالت قيد التحقيقات و الملاحقة.
و حسب المصالح الأمنية، فقد طالت عمليات السرقة شبكة قنوات الغاز على مستوى متوسطة 19 مارس 1962 بالبوني، بتقطيع الأنابيب الخارجية للغاز المستخدمة في التدفئة المركزية و مختلف الاستخدامات على مستوى المؤسسة التربوية، حيث قدمت إدارة المؤسسة بشكوى لمصالح الأمن لتحديد هوية الفاعلين و توقيفهم. كما تم استهداف أنابيب الغاز على مستوى مساجد و محاولة سرقة محركات المكيفات الهوائية الكبيرة، بالإضافة إلى استهداف عمارات سكنية و فيلات، باستخدام قواطع الأنابيب، مع توظيف محترفين في غلق مصادر التزود بالغاز، لتسهيل عملية السرقة دون التعرض لخطر انبعاث الغاز الطبيعي.
كما نجحت مصالح الدرك الوطني خلال، الأسبوعين الماضيين، في تفكيك 3 شبكات بكل من المدينة الجديدة ذراع الريش، كانت تستهدف السكنات الجاهزة للتوزيع، بسرقة الأنابيب النحاسية الخاصة بشبكة الغاز، إلى جانب توقيف 3 أشخاص بتهمة سرقة الكوابل النحاسية لشبكة الانارة العمومية على طول الطريق الولائي الرابط بين عنابة و سرايدي.
و اعترضت مصالح الدرك الوطني بطريق سيدي عمار، مركبة كانت تحمل نفايات نحاسية تمت سرقتها من دائرة البوني، فيما قدمت إدارة المصعد الهوائي بعنابة، شكوى ضد مجهول، على إثر استهداف شبكة جر عربات التيليفيريك، على مسافة 800 متر، حيث بلغت القيمة المالية للخسائر الأخيرة، نحو 600 مليون سنتيم. حسين دريدح
