قالت الأخصائية النفسانية و مستشارة التوجيه التربوي خديجة حاج هني، إن التلاميذ يعتقدون أن التركيز و استيعاب المعلومات، ينقصان نهارا، خلال شهر رمضان، و أن الصيام ينهكهم جسديا، فيقررون تأجيل المراجعة و الحفظ، إلى ما بعد الإفطار، لكنهم بعد الأكل يشعرون بالتخمة و النعاس، و يخلد أغلبهم للنوم، تحت تأثير عملية الهضم التي تحتاج إلى طاقة، و تفرز المعدة خلالها عدة هرمونات لتفكيك الأطعمة، مما لا يسمح للتلاميذ بالتركيز الجيد أثناء المراجعة، في حين يساعد الصيام المعدة خلال النهار، على تنظيم وقت الهضم، ما يجعل هذه الشريحة تشعر بالارتياح، و تجد الطاقة المناسبة للاستيعاب و الحفظ.
و بالتالي تنصح المتحدثة التلاميذ، خاصة المقبلين على اجتياز امتحان التعليم المتوسط أو البكالوريا، باستغلال شهر الصيام الذي يزيد فيه مستوى التركيز خلال النهار، للتحضير الجيد و المذاكرة. الملاحظ أن عديد التلاميذ خلال بقية شهور السنة، كلما يشرعون في مراجعة دروسهم، و حل التمارين بالبيت، يشعرون مباشرة بالجوع ويسرعون للأكل، في الحقيقة، كما أكدت النفسانية، هذا السلوك يخفي رغبتهم في الهروب من المراجعة و شعورهم بالقلق وعدم استعدادهم لتحضير واجباتهم أو امتحاناتهم، في حين أن الصيام من شأنه أن ينظم وقتهم ويضبط نهمهم.
و أشارت النفسانية بأن من بين الأمور السلبية التي تسجل عند بعض التلاميذ في رمضان، هي السهر إلى ساعات متأخرة من الليل، مما لا يساعدهم على التركيز و الاستيعاب، فشهر رمضان يتيح الفرصة لاكتساب عادة الاستيقاظ باكرا، نظرا لتعود التلميذ على الاستيقاظ لتناول وجبة السحور.
و من السلوكيات السلبية أيضا، حسب المتحدثة، الإقبال الكبير على تناول الحلويات و السكريات في رمضان، خاصة الزلابية و قلب اللوز وغيرهما، مما يجعل الجسم بحاجة مستمرة للطاقة و شرب كميات أكبر من الماء، لتسهيل تفكيكها وهضمها، وهذا ما يصعب على التلاميذ التركيز في تحضير دروسهم و حل التمارين، خاصة المقبلين منهم على اجتياز شهادتي التعليم المتوسط و البكالوريا.
و بما أننا في بداية الفصل الثالث من السنة الدراسية، تدعو النفسانية و مستشارة التوجيه التربوي خديجة حاج هني، التلاميذ إلى طرح كل الأسئلة التي لم يجدوا لها حلا على أساتذتهم، لأن الوقت يداهمهم و البرنامج يكون قد اكتمل أو على وشك الاكتمال، خاصة بالنسبة لتلاميذ البكالوريا الذين بدأوا حل مواضيع الامتحانات السابقة ، ووجدوا صعوبات في ذلك، و بالتالي عليهم اغتنام الفرصة لتدارك النقائص و اكتساب معلومات جديدة.
كما تحذرهم المتحدثة من الإفراط في استعمال الهاتف النقال و تصفح مواقع التواصل الإجتماعي، لأن ذلك يؤدي إلى تشتت الذهن و الأفكار، و تنصحهم باستغلال طاقة رمضان في الدراسة، فبعد انتهاء الموسم الدراسي ونجاحهم سيجدون كل المنشورات متوفرة في الفضاء الافتراضي و لهم الوقت الكافي لتصفحها، و بالتالي يجب عليهم ألا يضيعوا وقت الدراسة في مواقع التواصل.
و يمكنهم، مثلما أضافت، استغلال الإنترنت في الاطلاع على التقنيات الحديثة في الحفظ و التركيز و الاستيعاب، و من خلال مرافقتها لتلاميذ القسم النهائي كمستشارة، عندما كان ينظم امتحان البكالوريا التجريبي و امتحان البكالوريا الرسمي في شهر الصيام، استخلصت أن التلاميذ الذين كانوا يمتثلون لنصائحها و لا ينامون بعد تناول وجبة السحور، و يمارسون حركات رياضية و تدريبات التنفس العميق لتنشيط الدورة الدموية في الفجر، ثم يشرعون في مراجعة دروسهم وتحضير امتحاناتهم، كانت نتائجهم جيدة.
و تدعو المتحدثة المقبلين على اجتياز امتحان نهاية الطور التعليمي المتوسط أو البكالوريا، إلى اغتنام شهر رمضان لتطبيق هذه النصائح، إلى جانب الحرص على تغيير أماكن المراجعة في البيت، لأن ذلك يعيد للتلميذ طاقته الإيجابية.
كما تنصحهم بتنظيم عملية الحفظ و المراجعة هذه الأيام، لتشمل مادتين أساسيتين لكل شعبة، مع مادتين ثانويتين يوميا، مبرزة أن النظام السلوكي و الغذائي الذي يضعه الشهر الفضيل، من شأنه أن يترسخ عند التلاميذ حتى بعد نهاية الامتحانات، وسيكتسبون عادات صحية تجعلهم من المتفوقين في دراستهم و حياتهم.
بن ودان خيرة