لا تزال ردود الأفعال متفاوتة بخصوص العمل الدرامي «عندما تجرحنا الأيام» الذي يعرضه التلفزيون الجزائري، ففي الوقت الذي اعتبره البعض أكثر مسلسل يتطابق مع الواقع المعيش، و أنه تناول مواضيع مهمة بطريقة جريئة و غير مسبوقة في الدراما الجزائرية، انتقد آخرون تداخل بعض الأحداث و ضبابية أخرى، كما تحدثوا عن المبالغة في توظيف بعض المشاهد التعبيرية التي تناسب أكثر الخشبة.
هدى طابي
العمل الذي راهن عليه التلفزيون الجزائري منذ بداية رمضان، يحقق إلى غاية الآن نسب مشاهدة مقبولة، إذ أحصت الحلقة الثامنة قرابة 5 آلاف مشاهدة عبر يوتيوب، فيما وصلت الحلقة الأولى إلى عتبة 12 ألف مشاهدة، رافقتها تعليقات إيجابية في مجملها، فالكثير من المشاهدين أحبوا نوعية الصورة و توظيف تقنيات إخراج حديثة، على غرار الاستخدام الواضح لكاميرا الدرون، ناهيك عن التعاطي الجيد و الجريء نوعا ما، مع بعض المواضيع المستقاة من الواقع، كطغيان النزعة المادية و مدى تأثيرها على العلاقات الاجتماعية، و تحديدا العاطفية، إضافة إلى التطرق إلى قضية تفضيل الذكور على الإناث و الخيانة و مواضيع أخرى قدمت ضمن قالب درامي ميزته حداثة الديكورات و جودة التصوير.
من جهة ثانية، انتقد متابعون بعض الأفكار المتعلقة أساسا بالاستعانة ببعض الأساليب التعبيرية في تصوير مشاهد معينة، و كتب مثلا المخرج عادل محسن « في حلقة اليوم من مسلسل عندما تجرحنا الأيام، شد انتباهي استعمال مشاهد مونولوغ، أولها حديث وفاء ( أسماء مهجان) مع نفسها، بينما تراقب نزول أمها من سيارة خالد (مصطفى لعريبي) فتركيب اللقطات و تتابعها كان كفيلا بشرح المشهد، خاصة و أنها كانت في موقف ترقب و إحساس بالمفاجأة، أين يتم التزام الصمت غالبا، شخصيا لم يزعجني كثيرا مونولوغ هذا المشهد، ولكنه غير فعال في الحلقة، و من الممكن تفاديه.
ثانيا مونولوغ زوجة خالد ( أم دنيا) في الدقيقة 21 ، حيث تقول أون فان، واش عليه يا خالد .. موالف تحوس عليا كل دقيقة .. راه مع عبلة ، والله ما علابالي واش عجبك فيها ؟.. نروح عند ابنتي. ثم تقوم لتذهب إلى غرفة ابنتها، و هنا يخبرنا المونولوغ أن ظهور سميرة (أم وفاء) في حياة خالد من جديد، جعله يهمل (أم دنيا) التي كان يهمل زوجته الأخرى عبلة من أجلها أصلا، و أم دنيا تعتقد أن خالد عند عبلة، بينما هو مع سميرة . كل ذلك واضح في المسلسل قبل هذا المونولوغ ، لذلك فإن وروده هكذا ، يدفعني كمشاهد للملل و يشوش تركيزي و يؤدي إلى الخروج من العمل، في رأيي المتواضع، فإنه كانت أمام المخرج الكثير عديد الحلول للتعبير عن ذلك، دون السقوط في فخ الخطاب المباشر المفبرك، الذي يؤدي بالمشاهد إلى فقدان التركيز».
و تساءل المخرج، عن أهمية الحاجة إلى استخدام هذه التقنية في الأعمال الدرامية السمعية البصرية خاصة، لأن وسائل التعبير فيها أوسع أو ربما أبلغ، كما عبر، مضيفا بأنه لا يدري إن كان استعمالها في العمل جاء لفتح المجال للاقتراب من العمق النفسي للشخصيات، أم أنه تقديم للأحداث والشخصيات بتساهل و كسل، على حد تعبيره.
كما أثار اختيار بعض الممثلين جدلا عبر مواقع التواصل، حيث انتقد كثيرون بعض شخصيات المسلسل و سوء توظيفها ، كما عبروا، خصوصا في ما يتعلق بتطابق الأعمار و اللهجات مثلا، و تساءل آخرون عن سبب ضبابية بعض المشاهد و عدم القدرة على فهم بعض الأحداث.
بهذا الخصوص، كانت كاتبة سيناريو المسلسل حورية خدير، قد أوضحت للنصر، في حوار سابق، بأن التركيبة النفسية للشخصيات، هي التي حددت اختيار الممثلين للأدوار، مشيرة إلى أن بعض الأسئلة التي طرحت من قبل المشاهدين، ستجد أجوبة لها، مع توالي الحلقات، فالحبكة ستتعقد أكثر و تتضح معها بعض التفاصيل.
ومن الإيجابيات التي ذكرها بعض المتابعين، أن مدة الحلقة تتجاوز 40 دقيقة، ناهيك عن وجود عدد كبير من النجوم في الدراما، التي يتقاسم بطولتها مصطفى لعريبي و تينهينان و زكريا بن محمد و عبد الكريم بريبر و نسيمة شمس وعزيز بوكروني و إيمان نوال التي عادت للشاشة، بعد طول غياب.
يذكر بأن الكثيرين أثنوا على شارة العمل التي أداها كل من الفنانين عبد الله الكرد و منال غربي.