انطلق موسم زراعة الطماطم الصناعية بولاية قالمة، وسط توقعات بتحقيق المزيد من الإنتاج الداعم للاقتصاد الوطني، الذي بدأ يرتكز على المقومات الداخلية، للحد من الاستيراد المنهك لخزينة البلاد.
و بدأت فرق العمل في النشاط على نطاق واسع، بمحيط السقي و مناطق أخرى قريبة من المجاري المائية الطبيعية، و مصادر أخرى للمياه، حيث توشك عمليات تهيئة التربة و تركيب تجهيزات السقي، على الانتهاء، بينما توجد عملية الغرس في مراحلها الأولى، حيث تم لحد الآن غرس أكثر من 100 هكتار حسب الهيئة المتابعة لشعبة الطماطم الصناعية، بمديرية الفلاحة بقالمة.
و نظرا للإجهاد المائي الذي تعاني منه المنطقة، فقد تحول المزارعون المتخصصون في الطماطم الصناعية، إلى تقنية السقي بالتقطير، كبديل لنظام الرش المستهلك للطاقة المائية النادرة.
و قد اكتسب المزارعون بقالمة خبرة كبيرة في تقنية التقطير المقتصدة للمياه، و ذات الفعالية الكبيرة في مجال الصحة النباتية، و زيادة المردود، الذي اقترب في السنوات الأخيرة من سقف الألف قنطار في الهكتار الواحد، من الطماطم الموجهة للتحويل بالمصنع المحلية، التي أعطت دفعا قويا لهذه الشعبة الزراعية الاستراتيجية، من خلال توفير الشتائل الجيدة و تقديم الدعم المادي لصغار المزارعين.
و في المتوسط تبلغ مساحة الطماطم الصناعية بقالمة نحو 400 هكتار كل عام، لكنها تعرف تذبذبا بين موسم و آخر، بسبب ندرة مياه السقي، حيث يعرف سد بوحمدان، المغذي الرئيسي لمحيط السقي قالمة بوشقوف، المتربع على مساحة 10 آلاف هكتار، تراجعا كبيرا في حجم المخزون بسبب الجفاف الطويل الذي يعرفه حوض المصب.
و عندما يتعطل نظام السقي عبر المحيط، يستنجد المزارعون بمحركات الديزل العملاقة لجر المياه من مستنقعات الأودية و الآبار العميقة، على مسافات و ارتفاعات طويلة و مكلفة، لكن المردود الجيد، و مساعدات الدولة مصانع التحويل، تشجع على المضي في العمل بحقول الطماطم الصناعية، التي تعد من بين أهم المنتجات الزراعية الغذائية بقالمة، إلى جانب القمح و الشعير و بذور البطاطا، و الفول و الحمص و العدس و الفلفل الحار.
و توجد بولاية قالمة، 4 مصانع لتحويل الطماطم الصناعية ببلخير و بالفجوج و بومهرة أحمد و بوعاتي محمود، حيث يتم استيعاب منتوج الموسم كله، دون الحاجة إلى مصانع التحويل الموجودة خارج الولاية.
و تعد الطماطم الصناعية، بمثابة محرك قوي للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية بالمنطقة، حيث تشغل عمالة موسمية مكثفة، و تحرك عتاد الحرث و البذر و السقي، على مدى 5 أشهر كاملة تبدأ من موسم الغرس في مارس، إلى نهاية الجني بالمناطق المتأخرة شهر أوت من كل عام.
فريد.غ