سمح تدعيم حصص 16 بلدية بولايتي البرج وسطيف، بكمية قدرها 60 ألف متر مكعب من المياه، انطلاقا من نظام التموين عبر سد موان إلى محطة معالجة المياه بسد عين زادة، بتحسين توزيع المياه وتقليص مدة انقطاعها من أربعة أيام إلى يوم واحد، باعتماد برنامج التوزيع الجديد منذ بداية الشهر الفضيل، فيما تم ضبط برنامج لإنجاز 45 نقبا ببلديات البرج.
وترك المخطط المستعجل لتموين الساكنة بالمياه، استحسانا واسعا بين العائلات والمواطنين، الذين طلقوا معاناة التذبذب في توزيع هذه المادة الأساسية وطول فترات انقطاعها عن حنفياتهم الذي كان يصل لأسبوع كامل ببعض الأحياء السكنية، لاسيما على مستوى الأحياء الواقعة بالمناطق المرتفعة والسكان القاطنين بالطوابق العلوية للعمارات، ناهيك عن الاكتواء بتكاليف اقتناء مياه الصهاريج لتأمين احتياجاتهم، في ظل شح المياه و تراجع منسوبها عبر عديد البلديات، قبل أن يتم الشروع في استغلال مشروع ربط سد موان بسد عين زادة بولاية برج بوعريريج وتدعيم حصة البلديات الممونة من هذه الأخيرة بالكمية المذكورة سالفا، الأمرالذي عزز إمدادات المياه الصالحة للشرب.
وأشارت مديرية الجزائرية للمياه بمنطقة سطيف، إلى أن هذا المشروع الحيوي، الذي يأتي في إطار البرنامج الاستعجالي الذي أمر به وزير الري، السيد طه دربال، والذي حرص على تجسيده قبل بداية شهر رمضان، في زيارته الأخيرة للولايتين، سيسهم في توفير مياه الشرب لبلديتين بولاية سطيف و14 بلدية بولاية برج بوعريريج .
ويهدف المشروع إلى ضمان التموين المستدام بالمياه الصالحة للشرب من خلال ربط سد موان بولاية سطيف، بنظام معالجة المياه على مستوى سد عين زادة الواقع ببلدية عين تاغروت شرق ولاية برج بوعريريج، الذي تراجع منسوب واحتياطي المياه به الى مستويات غير مسبوقة، ما أدى إلى تقليص حصص الساكنة من المياه، وحدوث إختلال كبير في نظام التوزيع مع مواجهة صعوبة في توفير الاحتياجات اليومية، قبل أن تتدعم حصص البلديات المذكورة،بما فيها بلدية البرج عاصمة الولاية، بكمية 60 ألف متر مكعب من المياه واسترجاع 14 ألف متر مكعب من المياه المعالجة.
و نجح عمال الجزائرية للمياه، حسب ما اكدته خلية الاعلام بالمديرية الوصية، في اتمام مشروع ربط السدين، في ظرف وجيز تطبيقا لتعليمات الوزير، والسعي المتواصل لوالي ولاية برج بوعريريج لتسيير ازمة شح المياه و تأمين احتياجات المواطنين، حيث شهد المشروع إنشاء ثلاث ورشات عمل، بما في ذلك ربط قناة الجر عين زادة بقطر ألف ملم بقناة ذات قطر ألف و800 ملم تابعة للديوان الوطني للسقي وصرف المياه، و وضع أكثر من 700 متر طولي من القنوات ذات القطر ألف و800 ملم، بالإضافة إلى صمامات بنفس القطر للتحكم في تدفق المياه.
وواجه المشروع حسب ما أكدته ذات المديرية، بعض التحديات التقنية والمادية، التي تم تجاوزها بفضل التضافر بين وحدات المنطقة، وحدة الإنتاج بسدي موان وعين زادة ووحدات برج بوعريريج، سطيف، بجاية، وأقبو، حيث تم التغلب على جميع الصعوبات واتمام المشروع قبل الأجال المحددة، من خلال العمل بنظام مستمر خلال أيام الأسبوع.
برنامـــــــج لإنجاز 45 نقبــــا جديدا ببلديــات البــــرج
وأكد مدير الري بولاية برج بوعريريج، على دخول عديد الأنقاب مؤخرا حيز الخدمة، مع تسجيل عمليات لإنجاز 45 نقبا جديدا موزعة على بلديات الولاية، لاسيما تلك التي تعاني من شح في منسوب المياه، لتدعيم حصص الساكنة من هذه المادة الأساسية.
وأضاف ذات المدير، أن هذه العمليات، تضاف إلى البرامج التي أنجزت بقيمة إجمالية فاقت 163 مليار سنتيم خلال السنة الفارطة 2024، ضمن البرنامج القطاعي للمديرية،حيث شملت هذا البرنامج إنجاز 44 عملية من المتوقع الانتهاء منها قبل نهاية السداسي الأول من العام الجاري، كما تم تسجيل 100 مشروع، ضمن البرنامج الاستعجالي، حسب ما أفاد به ذات المدير، بهدف إدراج مناطق مختلفة بالولاية، وخاصة الجنوبية منها، ضمن أنظمة التزويد بالمياه الصالحة للشرب، على أن يتم الانتهاء من هذه المشاريع خلال النصف الأول من العام الجاري.
وأشار ذات المدير، إلى أن خدمة التزود بالمياه الصالحة للشرب شهدت انفراجا وتحسنا، خلال شهر رمضان في جميع مناطق الولاية، بما في ذلك الجهة الجنوبية لبلدية رأس الوادي، من خلال إدخال العديد من الأنقاب الجديدة حيز الخدمة، بالإضافة إلى زيادة حصة الولاية من المياه انطلاقا من سد عين زادة.
ويأتي هذا بعد تشديد الوالي كمال نويصر في مختلف المناسبات، على أهمية تضافر الجهود وتذليل العقبات لتأمين هذا المورد الطبيعي الحيوي، حيث اصدر تعليمات مؤخرا للعمل على تأهيل وتجهيز الأنقاب الجديدة وربطها بالشبكة، بالإضافة إلى استغلال المصادر المائية غير المستغل، وإزالة كافة العوائق الإدارية والتقنية التي تؤثر على استغلال المنشآت الموجودة، مع الحرص على إتمام أشغال إصلاح وإعادة تأهيل شبكات التوزيع، للقضاء على التسربات وتأمين استغلال المورد المائي، والدخول الفوري للمنظومات الجديدة للتوزيع حيز الخدمة، مثل منظومة أولاد إبراهم وعين تسرة وتدعيم بلديات برج الغدير وتكستار والماين وبلدية الحمادية بالمياه ابتداء من عين تسرة، في إطار الحصة الإضافية المرصودة.
وسمح حرص السلطات الولائية، في تجسيد مختلف المشاريع ودخول العديد منها حيز الخدمة قبل بداية شهر رمضان، في تحسين عمليات التوزيع وتجاوز الأزمة، بفضل المخططات الاستباقية، مع تفادي الصعوبات التي كانت تواجه المصالح المعنية والبلديات في توفير الكميات الكافية، لاسيما وأن معدلات الاستهلاك تتضاعف خلال شهر الصيام.
ع/بوعبدالله
