تحركت مصالح المقاطعة الإدارية ذراع الريش بولاية عنابة، لوضع مقياس جديد للنقل و تدعيم الخطوط نظرا للضغط الكبير الذي تعرفه المدينة الجديدة، بن مصطفى بن عودة، في توفير النقل الجماعي و الفردي، مع عمليات الترحيل المتتالية في مختلف الصيغ.
و عقدت الوالية المنتدبة للمقاطعة الإدارية ذراع الريش، وسيلة بوشاشي، مؤخرا، عدة لقاءات مع مختلف المصالح المعنية بقطاع النقل، بهدف تدعيم حظيرة الحافلات بالمدينة الجديدة و رفع عددها إلى 4 على الأقل، مع إمكانية الزيادة، بالإضافة إلى تفعيل خط ذراع الريش برحال في الأيام المقبلة و خلق مسارات أخرى من و إلى ذراع الريش.
و قد منحت وزارة النقل الترخيص لاستغلال نحو 30 خطا للنقل عبر الحافلات، من ذراع الريش في اتجاه وسط المدينة و مقر الدائرة برحال و كذا البلدية واد العنب، إلى جانب سيارات الأجرة، غير أن استثمار الخواص عبر هذه الخطوط مازال ضعيفا.
و في سياق متصل، تنتظر الشركة الوطنية للسكك الحديدية، الحصول على الترخيص لاستحداث محطة توقف على مستوى مدخل المدينة الجديدة ذراع الريش، في إطار نشاط خط النقل عبر القطار بين عنابة و برحال و الذي يضمن حاليا 4 دورات يوميا، موزعة على الفترة الصباحية و المسائية، بطاقة استيعاب تقدر بـ 600 مقعد.
و حسب مصدر مسؤول بالشركة للنصر، فقد قدمت مديرية النقل طلبا لتمديد خط السكة الحديدية إلى غاية وسط المدينة الجديدة ذراع الريش و هو ما وافقت عليه الشركة في إطار سياستها للرفع من مردوديتها و مداخيلها.
و حسب مصادرنا، فإن مدة الرحلة بين عنابة و مدخل ذراع الريش عبر القطار، تستغرق نحو 25 دقيقة على مسافة 18 كلم و أن التسعيرة حددت بـ 25 دج، أما التسعيرة المعتمدة بين خط عنابة برحال، فتقدر بـ 40 دج و هي مدعمة من قبل الدولة لتكون في متناول مستعملي القطار و هي أقل من تذكرة الحافلة المقدرة بـ 50 دج و السيارة المحددة بـ 80 دج.
و تعمل شركة النقل عبر السكك الحديدية، على تجسيد المشروع، بهدف رفع المردودية أكثر على خط برحال الذي يسجل استقطاب 45 راكبا يوميا فقط، لعدم وجود محطات توقف بذراع الريش، التي سجلت بها تحفظات لبعدها عن وسط المدينة و تواجدها بالطريق السريع و هو ما استدعى التفكير في تمديد خط السكة إلى داخل المدينة، إلى جانب برمجة فتح محطة توقف على مستوى حي الصرول و واد زياد و حي بوخضرة، حيث يمس القطار ضواحي بلديات برحال، البوني واد العنب و عنابة مركز.
و يتضمن مخطط النقل الذي أعدته مديرية النقل خصيصا لذراع الريش، إنجاز محطات توقف للنقل الحضري الداخلي و الإشارات الضوئية و تكثيف النقل الخارجي باتجاه وسط مدينة عنابة، برحال و مطار رابح بيطاط الدولي، إلى جانب استهداف المناطق السياحية، بتوفير النقل إلى شطايبي و المرسى و كذا سيرايدي.
و يهدف هذا المخطط، إلى تقليص استخدام النقل الفردي الخاص باستخدام السيارات السياحية و التقليل من نسبة تلوث الجو و المحيط، نظرا للكثافة السكانية المرتقبة بالمدينة.
و من المنتظر، حسب مصادرنا، في حال رفع التجميد عن إنجاز مشروع التراموي بعنابة، إدراج المدينة الجديدة ذراع الريش في مسار الخط من و إلى عاصمة الولاية، حيث تضمنت الدراسة التقنية لإنجاز الطريق الرئيسي بذراع الريش، ترك مكان مرور خط الترامواي، خاصة و أن المدينة ستعرف في آفاق 2050، إسكان أزيد من ربع مليون نسمة، ما يتطلب إعداد مخطط نقل خاص، عن طريق وسائل النقل العصرية، لتفادي الازدحام و التلوث و العجز عن توفير وسائل النقل، كما يعاني سكان المدينة من عدم توفر النقل ليلا، ما يبقي اللجوء لسيارات «الفرود» غير متاح، خاصة في الحالات المستعجلة. حسين دريدح