أنهت مؤسسة الإنجاز المكلفة بأشغال إزالة مصبات المياه القذرة، في الشطر الأول لمجرى وادي الصفصاف، الذي يعبر وسط أحياء السهل الغربي بعنابة، والممتد من حي بلعيد بلقاسم إلى غاية محور الدوران، مع إعادة التهيئة الشاملة.
واستنادا لمصالح مديرية الموارد المائية لولاية عنابة، فقد تم جمع مختلف مصبات المياه القذرة التي كانت تصب مباشرة بالوادي، في قناة جديدة أنجزت بجانب المجرى على طول مساره، ما يسهل ربط أي مصادر أخرى للمياه القذرة بهذه القناة، وفصلها عن مياه الأمطار والسيول القادمة من جبال الإيدوغ. كما شملت الأشغال تغطية حواف الوادي بألواح إسمنتية مزخرفة هدفها إعطاء منظر جمالي للمنطقة.
وتهدف مصالح مديرية الموارد المائية من خلال هذا المشروع الهام، إلى تحسين الوضع البيئي، والحد من الرمي العشوائي للأتربة والنفايات، ومحاربة مصبات المياه القذرة، بالإضافة إلى القضاء على مستنقعات تكاثر البعوض في الوسط الحضري، حيث تحولت أحياء السهل الغربي على غرار الصفصاف، بلعيد بلقاسم، 8 مارس، 5 جويلية، 19 ماي، والريم، إلى بؤرة لجريان المياه القذرة في العراء، مخلفة أضرارا وخيمة ساعدت في انتشار الروائح الكريهة والقوارض والبعوض، وتسجيل الأمراض الجلدية والتنفسية وسط السكان، ما استوجب تخصيص ميزانية ضخمة للقضاء على المشكلة وخرسنة هذه الوديان وتعليتها وإزالة المصبات العشوائية.
و وفقا للمصدر، استفاد قطاع الموارد المائية من غلاف مالي ضخم قدره 4000 مليار سنتيم لحماية الولاية من الفيضانات وتطهير قنوات الصرف الصحي وفصلها عن مياه الأمطار، وتشمل هذه العمليات تهيئة الأودية والشبكات الكبرى والفرعية. وستمكن هذه المشاريع من القضاء نهائيا على النقاط السوداء التي تتسبب في الفيضانات وركود المياه في فصل الشتاء، وستمس الأشغال أيضا جهر الوديان وتهيئة المصبات الكبرى، لاستكمال المخطط المسطر لحماية مدينة عنابة من الفيضانات وإعادة تهيئة قنوات الصرف، مع متابعة تنفيذ المشاريع التي سجلت بعد الفيضانات التي اجتاحت مدينة عنابة، حيث أن بعضها أنجز والآخر قيد الإنجاز.
في سياق متصل استهلك مشروع خرسنة الأودية الذي لا يزال متواصلا، غلافا ماليا يقدر بـ 1000 مليار سنتيم، بهدف تسهيل تدفق مياه الأمطار نحو مصبات البحر والمجرى الكبير لوادي سيبوس، وتفادي رجوع الأمواج نحو المجاري الرئيسية، ومست الأشغال الصفصاف ومصب حي الريم، سيبوس و وادي مبعوجة القريب من مركب سيدار الحجار للحديد والصلب، والذي تسبب عدة مرات في فيضانات وحدات المصنع وأدى لتوقفها وتعطيل سلسلة الإنتاج.
وحسب المصدر، فإنه يجري استكمال جميع المشاريع المبرمجة ضمن حماية عنابة من الفيضانات تجسيدا للمخطط الاستعجالي الذي استفادت منه، على غرار إنجاز السد الواقي ببوحديد والمرتقب تسليمه سنة 2024 بطاقة استيعاب تقدر بـ 700 ألف متر مكعب، وذلك على ارتفاع 29.6 متر، وبعرض 260 مترا. وجاء إنجاز السد حسب مصادرنا، في إطار استراتيجية الدولة، والدور الذي أصبحت تلعبه السدود في احتواء مياه الأودية التي يصب أغلبها في المدن الكبرى.
حسين دريدح
